أعلن، أمس الأول، مجمع هرادة الخاص بصناعة الحديد و الصلب الواقع مقره في منطقة النشاطات الصناعية بمدينة العلمة، عن حيازته لمحطة متطورة لتوليد مادة الأوكسجين و التي تم تركيبها في البداية من قبل صينيين، لكن دون تشغيلها بصورة نهائية، نظرا لضيق الوقت بعد مغادرة الأجانب لأرض الوطن بسبب تطورات الحالة الوبائية.
و كشفت إدارة المجمع عن استعدادها لوضع المحطة تحت تصرف مديرية الصحة لولاية سطيف، بهدف توفير مادة الأوكسجين لصالح جميع المستشفيات، بعد الأزمة الحادة التي تعاني منها جميع المؤسسات العمومية الاستشفائية، المتمثلة في النقص الحاد لهذه المادة الأساسية في علاج مصابي فيروس كورونا. كما أكدت إدارة المجمع في الإعلان الذي نشرته في عدد من صفحات الموقع الاجتماعي «الفايسبوك»، على أن نسبة الأشغال بهذه المحطة بلغت في المجمل 90 بالمائة و هي في أمس الحاجة لمهندسين متخصصين يتكفلون بمواصلة تكملة المشروع قبل تشغيل هذه المحطة.
و مباشرة بعد تداول مواطني الولاية لهذا الإعلان، سارع المسؤول الأول على ولاية سطيف، كمال عبلة، للنزول سريعا إلى مقر المجمع، و الوقوف شخصيا على وضع المحطة الخاصة بتوليد الأوكسجين الطبي، قبل الشروع في الاتصالات مع الشركات المختصة، في صورة «ليندغاز» و «ميتال ستيل قطر» و «سيدار»، بهدف إرسال مهندسين متخصصين لمعاينة المحطة و دراسة الإمكانية من الناحية التقنية لإتمام عملية التركيب، ثم تشغيلها بصورة رسمية و ضمان تزويدها لكل مستشفيات الولاية بكميات معتبرة من الأوكسجين السائل.
و في نفس السياق، أعلن خمسة رجال أعمال من بلديتي عين ولمان و صالح باي، تكفلهم باقتناء محطة أوكسجين من أموالهم الخاصة لصالح مستشفى «محمد بوضياف» بمدينة عين ولمان الجنوبية، حيث اجتمعوا مع مدير المؤسسة الاستشفائية لوضع البطاقة التقنية لهذا المشروع، ثم الانطلاق في الاتصالات مع المؤسسات الأجنبية المختصة في صناعة هذه المولدات، على أمل استيرادها في أقرب وقت ممكن، لاسيما في ظل الوضعية المتأزمة التي يعيشها هذا المستشفى، ما اضطر إدارته للاستعانة بقارورات الأكسجين التي قدمها مواطنون كهبات لصالح المرضى في الأيام الماضية. و أعلنت جمعية خيرية ببلدية عين آزال عن شروعها في إجراءات استيراد محطة لتوليد الأوكسجين، بعد نجاح المحسنين بهذه المنطقة من جمع هبات مالية قدرها 1.7 مليار سنتيم، سيتم تخصيصها أيضا لإنجاز المحطة على مستوى مستشفى «يوسف يعلاوي».
و انطلقت الجمعيات الناشطة ببلدية بوقاعة الشمالية، في عملية جمع الأموال للقيام بنفس الخطوة، خاصة و أن مستشفى «السعيد عوامري» يعاني مرضاه من نقص فادح في مادة الأوكسجين، بدليل الصرخات التي أطلقها أطباء هذا المستشفى في الساعات الماضية. يحدث هذا في وقت مازالت فيه مستشفيات الولاية تعاني من تذبذب حاد في توزيع المادة، بالنظر للأعداد الكبيرة من الحالات المتواجدة حاليا في مصلحة العناية المركزة.
و بسبب ما يجري، فقد عمدت غالبية المستشفيات للاستنجاد بقارورات الأوكسجين و وضعها تحت تصرف العشرات من المرضى، مع تكثيف مديرية الصحة الاتصالات مع مؤسسات الإنتاج بمختلف الولايات، بهدف ضمان الحصص الكافية من هذه المادة الأساسية و قد استفادت في الساعات الأخيرة جميع المستشفيات تقريبا من كميات متفاوتة من هذه المادة، بعد تعبئة الشاحنات الخاصة من محطات التوليد المتواجدة بعدد من الولايات الأخرى مثل: خنشلة. و كشفت العديد من الجمعيات الخيرية الناشطة، عن الصعوبات التي تصادفها في توفير أجهزة التنفس الاصطناعي أو حتى قارورات الأوكسجين، حيث دعت إلى ضرورة فتح خط الاستيراد، حتى يتسنى لها اقتناء الكميات المطلوبة، خاصة و أن الوضعية الوبائية غير مريحة تماما، بدليل التشبع الحاصل على مستوى جميع المستشفيات و على رأسها المستشفى الجامعي «سعادنة عبد النور» بعاصمة الولاية سطيف أو مستشفى «صروب الخثير» في مدينة العلمة.
و أكد مدير مستشفى عين ولمان، علي بوعشرية، على أن أعداد المصابين بفيروس كورونا تتزايد يوما بعد يوم، مضيفا بأنه تم تسجيل وفيات لشباب في مقتبل العمر بسبب تأثرهم بمضاعفات الفيروس.
كما أوضح المدير، بأن المؤسسة تسعى جاهدة لتوفير مادة الأوكسجين و ذلك بالتنسيق المستمر مع المديرية الوصية، مع المساعدات الجليلة التي يقدمها المواطنون من خلال جلب قارورات الأوكسجين و وضعها تحت تصرف المرضى.
مشيرا إلى أن مائة مريض بحاجة لـ 300 لتر سائل من الأوكسجين في الدقيقة الواحدة و بالتالي فإنهم بحاجة لـ 18 ألف لتر في الساعة الواحدة، مشيرا إلى أن الأطقم الطبية بهذه المؤسسة و رغم الإرهاق الذي نال منها، غير أنها تقاوم بثبات في سبيل المساهمة في علاج المصابين.
أحمد خليل