عرفت مدينة الشريعة التي تبعد حوالي 47 كلم غربا عن مقر عاصمة الولاية تبسة، أمطارا غزيرة نهاية الأسبوع كشفت المستور، وأبرزت العيوب وما تعانيه أحياء المدينة من تدهور فظيع في التهيئة من خلال السيول الجارفة التي أغرقتها في الأوحال، جراء انسداد قنوات صرف مياه الأمطار التي تحولت إلى ديكور بعد أن امتلأت بالتراب والأوساخ رغم محاولات عمال ديوان التطهير تنظيفها من حين لآخر .
وهي الوضعية التي سبق وأن رفع بشأنها سكان المدينة شكاوى عديدة إلى مختلف المصالح لكن دون جدوى، حيث طالبوا ببرمجة عمليات لإعادة تهيئة شبكة الطرقات وإصلاح قنوات الصرف الصحي وقنوات مياه الأمطار ، وإعادة تأهيل الأحياء الهشة، التي تنعدم فيها أدنى متطلبات الحياة الضرورية، وكذا شروط صحة وسلامة المواطنين، لاسيما ما يعانيه وسط المدينة، حيث تسببت الأمطار في إظهار التخلف الكبير الذي تعانيه هذه المدينة التاريخية ، التي ارتقت إلى مصاف دائرة منذ سنة 1974 ولا يوجد ما يوحي أنها دائرة قديمة تتطلع لأن تصبح ولاية ، فكلما منحها الله غيثا نافعا تسبب في شل الحركة المرورية ،وأحدث صعوبة في تنقل الأشخاص الراجلين وأربك أصحاب المركبات نتيجة تشكل البرك المائية والأوحال، لتلحق من جهة أخرى أضرارا بسكان بعض الأحياء الهشة، التي تسربت المياه إلى بيوتهم وعاشوا أوقاتا عصيبة بسبب الخوف من انهيار سقوف منازلهم المتهالكة خاصة في الأحياء العتيقة على غرار حي مخلوفي وهنشير عجلة اللذين غرقا في مياه الأمطار الطوفانية والمياه القذرة ، وفي نفوسهم حسرة ولوعة ، متسائلين عن دور الجهات المسؤولة بعد كل هذا قبل أن يحدث ما لا يحمد عقباه ؟، ومتى سيتم إنجاز مشاريع التهيئة وفق مقاييس مضبوطة تراعي خصوصية المدينة ، خاصة وأن البلدية استفادت من مبالغ مالية هامة بغرض إنجاز مشاريع تنموية في إطار البرامج المختلفة، التي تهدف إلى تحسين الظروف المعيشية للمواطن ، لاسيما ما تعلق بجانب التهيئة الذي يعتبر النقطة السوداء في مدينة الشريعة التي قدمت الكثير ولم تأخذ إلا القليل .
السلطات المحلية دخلت في سباق مع الزمن ، واتخذت الإجراءات الضرورية لتفادي الأخطار التي يمكن أن تتعرض لها مدينة الشيخ محمد الشبوكي مستقبلا ، من خلال التنسيق مع مختلف المصالح ، حيث شرعت في تهيئة عدد من الطرق الرئيسة التي تضررت بفعل قوة مياه الأمطار ، ولم يعد بمقدور السائقين والراجلين السير فيها ، مع العلم أن بلدية الشريعة استفادت بالعديد من المشاريع الهامة للتحسين الحضري في إطار برامج التنمية المحلية والمشاريع القطاعية ، ولكن لم يجد لها المواطن الشريعي أثرا في حياته .
ع.نصيب