يجري بولاية الطارف، تجسيد أزيد من 200مشروع في مختلف المجالات، بكلفة مالية تتجاوز 2500مليار سنتيم، حيث ستسمح هذه المشاريع التي يعرف بعضها وتيرة إنجاز متقدمة، في استحداث أزيد من 12 ألف منصب شغل مباشر و غير مباشر و تنشيط الحركية الاقتصادية و الاجتماعية بالولاية .
و قد عاين وسيط الجمهورية، إبراهيم مراد، خلال زيارته لولاية الطارف، أمس الأول، بعض المشاريع الاستثمارية الجاري إنجازها، منها مصنع تحويل الخشب «بانو» الجزائر بمنطقة النشاطات التجارية في المطروحة جنوب عاصمة الولاية، وهو عبارة عن مشروع استثماري ضخم خاص، يعد الأول من نوعه عربيا والثاني في القارة بعد مصنع جنوب إفريقيا، يتربع على مساحة 3 هكتارات و تقدر تكلفته المالية بأكثر من 650 مليار سنتيم، بطاقة إنتاجية تقدر بـ250 طنا في اليوم.
و سيوفر هذا المشروع بعد دخوله حيز الخدمة، مطلع الشهر المقبل، حوالي 200منصب شغل دائم و 1500منصب غير دائم، كما سيمكن من تغطية حاجيات السوق الوطنية، بما فيها التصدير نحو الخارج و التي ستكون بدايتها بلدان شمال إفريقيا و دول الخليج، مع العلم بأن 80بالمائة من المادة الأولية لهذا المصنع، تستورد حاليا من أمريكا والبرازيل و20بالمائة المتبقية محلية ، في الوقت الذي كشفت فيه شروحات صاحب المصنع، عن التوجه نحو تثمين الموارد الغابية الوطنية وتوفير المادة الأولية من الخشب عن طريق غرس الأشجار على المستوى الوطني و استغلال أكبر قدر من مساحات الأراضي غير المستغلة التابعة لأملاك الدولة، بما فيها تأجير أراضي الخواص.
كما عاين، إبراهيم مراد، وحدة طحن الكلينكير و تسويقه و هو عبارة عن مشروع بشراكة جزائرية تركية، يتواجد بالمنطقة الصناعية جرايمية في بلدية شبيطة مختار، حيث تقدر تكلفة هذا الاستثمار الذي بلغت نسبة تقدم الأشغال به 96بالمائة، حدود 5.8 ملايير دينار و بطاقة إنتاجية تقدر بـ820طنا سنويا، مع استحداث 300منصب شغل، حيث يتوقع دخول المشروع في الإنتاج بداية العام المقبل و هو الذي تعلق عليه آمال كبيرة للمساهمة المباشرة في دفع وتيرة التنمية المحلية وتحويل الفائض من مادة الكلينكير إلى مادة مصنعة بواسطة تكنولوجيا حديثة و صديقة للبيئة و التي تعتبر تحديا كبيرا بالنسبة للجزائر كأكبر بلد إفريقي يستثمر الكثير في مشاريع البنية التحتية كل سنة، كما سيساهم هذا المصنع في زيادة نسبة تصدير هذه المادة الهامة، أحد أهداف الإستراتجية الوطنية الرامية لدعم خزينة الدولة من العملة الصعبة خارج المحروقات، خاصة و أن المشروع يبقى يكتسي طابعا صناعيا اقتصاديا تنمويا فعالا في الشرق الجزائري.
و أبدى وسيط الجمهورية ارتياحه للدينامكية التي يعرفها قطاع الاستثمار بالولاية، أمام جملة المشاريع الجاري إنجازها، منها مشاريع كبرى و إستراتجية على وشك دخولها حيز الخدمة قريبا و التي من شأنها إعطاء القيمة المضافة للاقتصاد المحلي و الوطني و خلق الثروة و توفير مئات مناصب الشغل للعاطلين، مشددا على أهمية هذه المشاريع التي ستفتح آفاقا تنموية كبرى و إعطاء دفع لشركات المناولة و دعم الجباية المحلية، منوها بالجهود التي تبذلها السلطات المحلية لترقية الاستثمار، من خلال توفير كل التحفيزات و مرافقة المستثمرين و المتعاملين الاقتصاديين الوطنيين و الأجانب و التكفل بإزالة كل العقبات التي تعترضهم في تجسيد مشاريعهم في الميدان و التي كللت، مؤخرا، برفع العراقيل على 7 مشاريع استثمارية، بتسوية وضعيتها الإدارية مع المصالح المعنية.
و بلغ مجموع العرائض التي استقبلتها مندوبة وساطة الجمهورية بالطارف، منذ تنصيبها و إلى غاية 16ديسمبر الجاري، 644 عريضة، تم دراسة 523 منها، فيما تم استقبال 25 عريضة تتعلق بالاستثمار و120عريضة تتعلق بطلب العمل، فيما سجلت 141 عريضة خارج اختصاص الوساطة.
و كشف العرض حول نشاطات الوساطة المحلية الذي قدم لوسيط الجمهورية إبراهيم مراد، أمس الأول، بمناسبة إشرافه على تنصيب المندوب المحلي الجديد لولاية الطارف، ياسر عرفات شمام، خلافا للمندوب السابق، مسلم أمين، الذي حول لشغل نفس المنصب بولاية عنابة، عن تحقيق نتائج مشجعة في التكفل بتسوية انشغالات شريحة واسعة من عرائض و شكاوى المواطنين و المتعاملين و المستثمرين، حيث بلغ عدد الردود الإيجابية من المصالح المعنية على عرائض المواطنين، 156ردا إيجابيا و تلقي 165ردا سلبيا و32 رد مبهما، إضافة إلى تلقي 22طعنا على العرائض الواردة و استقبال 61عريضة تتعلق بطلب الخدمة العمومية ذات الصلة بتحسين الإطار الحياتي عبر مواقع المجمعات الريفية و مناطق الظل، كما تخللت هذه الفترة، عقد لقاءات تهدف إلى التعريف بهيئة الوساطة و مهامها و التعريف بكيفية معالجة العرائض .
نوري.ح