أكد مختصون خلال ملتقى دراسي بجيجل، أمس، أن تحسين نوعية و جودة زيت الزيتون، مرهون بتغيير ذهنيات و ثقافة الاستهلاك و طرق الإنتاج التقليدية، كونها تسببت في تعطيل مساعي تسويق منتوج بجودة و الوصول لتصديره باتجاه الأسواق العالمية
و أكد الأستاذ، إيدوي الطيب، من جامعة جيجل، خلال الملتقى الذي نظم بدار الثقافة حول «كيفية تحسين نوعية و جودة زيت الزيتون و مرافقة ملاك المعاصر»، أن الارتقاء بجودة زيت الزيتون، يتطلب مجهودات جبارة عبر تغيير الذهنيات السائدة لدى المتدخلين في العملية، من فلاحين، أصحاب المعاصر و خصوصا المستهلك الذي يعتبر حلقة وصل كبيرة في العملية و حثه على ضرورة استهلاك زيت زيتون ذو جودة، يحمل خصوصيات و ينتج بالتقنيات الحديثة، فالمعصرة الحديثة توفر الزيت بالمواصفات المطلوبة، في حين يؤثر غياب الثقافة الاستهلاكية الحقيقية للمنتوج سلبا و تنعكس على الفلاح و المنتج الذي يجد نفسه مجبرا على توفير المنتوج للمستهلكين بالمواصفات التقليدية غير الصحية و ثمن المتدخل الدور الذي تلعبه مصالح مديرية الفلاحة و الغرفة الفلاحية، في توصيل المعلومات و التقنيات الواجب إتباعها لإنتاج زيت صحي و بمواصفات عالمية و الدور في الوقت الراهن يقع على أصحاب المعاصر و الفلاحين و العائلات لجني و نقل المنتوج و عصره بالطرق العلمية، مؤكدا أن العديد من أصحاب المعاصر لا يتحكمون في تقنيات العصر الحديثة، مضيفا بأن أغلب الكميات المنتجة تعود للعائلات و التي لا تتحكم في الطرق العلمية للجني و النقل و الاعتناء بالشجرة.
و ذكر إطار بمديرية التجارة، بريمهموش محمد، أن الزيت الواجب إنتاجه و استهلاكه، يتمثل في الزيت البكر لفوائده الصحية و الاستهلاكية، لكن على المستوى العملي، فالعديد من المعاصر و المنتجين لا يحترمون الشروط الإنتاجية الواجب إتباعها لتقديم منتوج بالمقاييس المطلوبة، بالإضافة إلى الثقافة الاستهلاكية الخاطئة من قبل أغلب المستهلكين، موضحا بأن الخلل يكمن في سلسلة تقديم المنتوج من الفلاح إلى المعصرة وصولا للمستهلك.
و الملاحظ، حسب المتحدث، هو أن الثقافة الاستهلاكية تؤثر بدرجة كبيرة على الإنتاج، إذ أن أصحاب المعاصر يرضخون لطلبات المستهلكين و التي ألفت استهلاك الزيت بمواصفات متوارثة و يجب على المستهلك التعرف على نوعية المنتجة الصحية التي تحمل خصائص عديدة و كذا معرفة طرق الحفظ و التخزين.
و أضاف الإطار بمديرية التجارة، أنه يتوجب على المنتجين لزيت الزيتون، فرض علامات تجارية في الأسواق المحلية، يمكن أن تكون بديلا لغرس الثقافة الاستهلاكية.
و أكدت الخبيرة بالمصالح الفلاحية، بوكردنة نوال، بأن طرق الجني القديمة تؤثر على جودة المنتوج، بالإضافة إلى شروط النقل التقليدية التي تتسبب في إنقاص القيمة الغذائية للمنتوج تدريجيا، وصولا لعملية عصر الزيتون و هي عوامل تقع على المنتجين يجب النظر فيها بجدية و التحسيس حولها، فقد سعت المديرية عبر عدة مراحل، لتحسيس أصحاب المعاصر و استحداث المدارس الحقلية لتعليم التقنيات للفلاحين و ملاك أشجار الزيتون من عائلات.
و عرجت المتدخلة للحديث عن تأثير الثقافة الاستهلاكية الخاطئة على نوعية المنتوج بطريق مباشرة، كون المستهلك يطلب زيتا تقليديا بدل الزيت البكر أو البكر الممتاز الذي يحمل مواصفات صحية و غذائية.
و قال الأستاذ، لعشيبي موسى، من المعهد الوطني للبحوث الرزاعية، أنه يتوجب المرور لتعريف المنتجين أكثر بالسوق العالمية لزيت الزيتون و متطلباته من ناحية الجودة و النوعية و حسبه، فإن زيت الزيتون يتطلب أن يتوفر على مواصفات عالمية، حتى يتم تسويق الزيت المنتج وطنيا بإتجاه الأسواق العالمية.
و أشار والي جيجل في كلمته، إلى أنه يتوجب على المنتجين فهم أن حصة السوق من زيت الزيتون، تتطلب تبادل التجارب و الخبرات و لابد من تطوير الشعبة بتظافر كافة الجهود.
كـ.طويل