ينتاب الكثير من الأشخاص خلال شهر رمضان، الشعور بالكسل والخمول أثناء ساعات الصيام، ويتضاعف هذا الإحساس لدى الصائمين عقب وجبة الإفطار، وهو ما يرجعه المختصون إلى اعتماد أنماط غذائية خاطئة.
وتشمل أعراض الخمول، الإرهاق وضعف عام في الجسم، شحوب البشرة واصفرار في الوجه، و رغبه شديدة في النوم لفترات طويلة جدا مع الشعور بالإرهاق والتعب بعد الاستيقاظ من النوم.
ويؤكد المختص في الصحة العمومية محمد أكواش، للنصر، أن أسباب الكسل والخمول في شهر رمضان كثيرة ومن بينها النمط الغذائي الخاطئ، لأن الأغلبية تعتمد على الوجبات الثقيلة والغنية بالسكريات والمشروبات الغازية، إلا أن هذه الأخيرة تعطي طاقة مؤقتة وغير دائمة.
وأشار المتحدث، إلى أن الجسم يمتص بسرعة المشروبات الغازية والحلويات، ما يجعل الصائم يحس في بداية يومه بالانتعاش، لكن بعد منتصف النهار يصيبه الخمول والكسل، بسبب استهلاك المواد التي ينتهي مفعولها بشكل سريع ومنها أيضا القهوة والشاي.
ويضيف المختص أن من الأسباب الأخرى للشعور بالخمول، اضطرابات النوم لدى أغلبية الأشخاص المتعودين على الاستيقاظ باكرا، وتتضاعف المشكلة بالسهر لساعات متأخرة. ودعا الطبيب إلى التزام الصائم بساعات النوم الكافية من خلال الذهاب إلى الفراش باكرا وليس البقاء مستيقظا لأوقات متأخرة.
وبيّن المتحدث أن الجهد البدني القوي يؤدي كذلك إلى إصابة الصائم بالإجهاد والتعب، كما أن إلغاء وجبة السحور، يؤثر على الجسم ويتسبب في العديد من الأضرار، مؤكدا أن السحور من الوجبات الرئيسية والمهمة في رمضان، والتي تجعلنا نتمكن من الصيام في اليوم التالي، كما أن لها دور كبير في حماية المعدة والقولون من الأمراض والالتهابات الناتجة عن الجوع لساعات طويلة.
وأضاف الدكتور كواش، أن التغير في مواعيد الأكل يؤدي في أغلب الأحيان إلى الإصابة بالخمول، نتيجة تعوّد الجسم على الحصول على الطاقات والوجبات في مواعيد محددة، لهذا يلاحَظ أن التعب موجود بشكل كبير في الأيام الأولى من شهر رمضان.
واقترح المتحدث، بعض الحلول لتجنب الشعور بالخمول، أهمها الاستعداد الصحي من خلال إنقاص كمية القهوة المستهلكة وخفض عدد السجائر لدى المدخنين، لأن مادتي النيكوتين والكافيين تعطيان انتعاشا وقوة مؤقتين، إلى جانب تجنب الوجبات السريعة والثقيلة والمأكولات التي تحتوي على الدهون والدسم المشبعة والمشروبات الغازية، مع أخذ قسط من الراحة و برمجة ساعات النوم الكافية، كما ينصح بتجنب الإجهاد البدني في بداية اليوم وحسن برمجة الأنشطة المختلفة ومحاولة توزيعها على بقية اليوم.
كما أكد المختص في التغذية عبد القادر لزرق، أن الخمول والكسل خلال شهر رمضان سببه العادات السيئة التي أقرنها المجتمع بالشهر الفضيل، وليس الصيام في حد ذاته، ومن بين هذه العادات السهر وتناول الغذاء غير الصحي وغير المنتظم، إضافة إلى عدم توازن الوجبات.
واعتبر لزرق أن كل الأسباب التي تم ذكرها، تمنع تجدد الطاقة اليومية، محذرا في هذا الخصوص من أضرار استهلاك الحلويات التقليدية كـ «الجوزية»، «الزلابية»، «حلوة الحلقوم» و»الشامية» لأنها جد غنية بالسكريات التي يمتصها الجسم قبل الدهون والبروتينات المفيدة.
لينة دلول