نطقت محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء سكيكدة، أمس، بأحكام في حق 11 متهما في قضية تهريب مهاجرين ، حيث عاقبت المتهم الرئيسي (م.م) بـ20 سنة سجنا و أربعة متهمين آخرين بنفس العقوبة غيابيا، بينما نطقت ببراءة ستة آخرين، فيما التمس النائب العام تسليط عقوبة 20 سنة لجميع المتهمين.
حيثيات القضية تعود إلى 29 سبتمبر 2021، عندما تقدم المسمى (م.م) بصفته مالك لسفينة صيد، للتبليغ عن انقطاع الاتصال بربان سفينته و أفراد طاقمها الذين خرجوا في رحلة صيد بتاريخ 28 سبتمبر 2021 على الواحدة زوالا انطلاقا من ميناء الصيد سطورة و على إثر ذلك، تم تفعيل مخطط بحث و إنقاذ من طرف خفر السواحل، قبل أن يتقدم صاحب السفينة في المساء ليبلغ عن تلقيه اتصالا من ربان سفينته، ليخبره بأن السفينة متواجدة في عرض البحر شمال رأس الحديد باتجاه ميناء سطورة، ليتم اقتياد السفينة إلى مركز مراقبة تابع للشرطة البحرية.
و تبين خلال مراحل التحقيق من طرف الضبطية القضائية، أن أفراد السفينة خططوا لعملية الهجرة غير الشرعية، على أساس أنهم خرجوا في رحلة صيد للسمك إلى موقع الصيد المسمى « 20مارك» شرق ميناء سكيكدة، إلى غاية رأس الحديد بالمرسى و انطلقت عملية الصيد الأولى على السابعة مساء من يوم 27 سبتمبر 2021، بعد أن قضوا الليلة في عرض البحر، لتنتهي العملية في حدود الثالثة و 45 دقيقة صباحا في نفس اليوم، بينما انطلقت عملية صيد ثانية في نفس الموقع حوالي الخامسة صباحا و انتهت في نفس اليوم حوالي الثامنة صباحا، بعدها تم الإبحار إلى موقع الصيد المسمى «فوماران»، الذي يقع غرب ميناء سكيكدة، إلى غاية الحدود البحرية لبلدية القل، حيث انطلقت عملية الصيد الثالثة في حدود التاسعة صباحا و انتهت في حدود السابعة و النصف مساء من نفس اليوم.
و أثناء عودتهم بعد الانتهاء من عملية سحب الشباك و فرز الأسماك و توضيبها في الصناديق و في حدود الساعة 11 ليلا قرب شاطئ واد كنجي و الشاطئ الكبير، أبحر باتجاههم زورقان مطاطيان بلون أحمر و آخر بلون أسود، على متنهما حوالي 30 شخصا مقابل 40 مليون سنتيم للواحد، حينها تم إيقاف محرك السفينة من طرف ربانها و إطفاء الأنوار، ليشرف أحد البحارة بمعية الربان على عملية ركوب «الحراقة»، ثم قاموا بحمل الزورقين على متن السفينة، لينطلقوا في رحلة غير شرعية باتجاه جزيرة «سردينيا» بايطاليا.
و ينحدر «الحراقة»، حسب ما جاء في قرار الإحالة، من ولايات عنابة، جيجل و سكيكدة، أغلبهم من حي عيسى بوكرمة و منهم من بلدية صالح بوالشعور، بينما دامت الرحلة 22 ساعة و برجوعهم اتفق ربان السفينة مع رفاقه على تبرير سبب التأخر في عرض البحر و انقطاع الاتصال مع طاقم السفينة، بانقطاع خيط الشباك المثبت بالسفينة في عرض البحر، ما أدى إلى وقوع شباك الصيد في قاع البحر و استغرقت عملية البحث 36 ساعة، محاولة منهم لتضليل المصالح الأمنية.
أثناء المحاكمة أنكر المتهمون الجرم المنسوب إليهم و صرح المتهم الرئيسي (م.م) و هو ربان السفينة من جنسية تونسية، بأنه لم يقم بتهريب المهاجرين غير الشرعيين إلى جزيرة «سردينيا»، مؤكدا أنه خرج في رحلة لصيد السمك انطلاقا من ميناء سطورة إلى مواقع مختلفة و لم يقم باجتياز المياه الاقليمية الدولية، مرجعا سبب انقطاع الاتصال بالسفينة و طاقمها، إلى انعدام شبكة الهاتف بموقع تقطع خيط شباك الصيد و توغله إلى قاع البحر بشطايبي في ولاية عنابة.
كمال واسطة