تشارف أشغال فتح الطريق الجديد الذي يربط حي الريم بالطريق الوطني رقم 44 و ضواحي المدخل الغربي لعاصمة ولاية عنابة على الانتهاء، حيث يقع بجوار المركب الرياضي 19 ماي 56، الذي يشهد إعادة التهيئة تحضيرا لاحتضان نهائيات كأس إفريقيا للمحليين.
و يدخل انجاز هذا الطريق الحيوي على طول كيلومترين، حسب مديرية النقل، ضمن مخطط النقل الجديد، لفك الخناق على الضاحية الغربية للمدينة و فتح مسلك للحديقة المائية بعيدا عن الطريق السريع، ما يسمح لمستعملي الطريق باختصار المسافة باتجاه الطرق السريعة نحو قسنطينة و سكيكدة و الولايات الأخرى و كذا الطريق الدولي و مطار رابح بيطاط.
و جاء تسريع أشغال انجاز الطريق، في إطار المشاريع التي أطلقت من أجل تهيئة محيط ملعب 19 ماي، الذي سيحتضن مباريات الشان و كذا تدخل وزارة البيئة من أجل حماية الحديقة المائية بحي الريم و المصنفة ضمن المناطق الرطبة، التي أمرت بإتمام أشغال تهيئة محيط المجمع المائي و حمايته من التوسع العمراني و كذا استكمال أصحاب المشاريع الاستثمارية الموجودة بالجوار للأشغال، مع تنقية و رفع الأتربة وتنظيف محيط الورشات.
من جهتها أوقفت مصالح ولاية عنابة، منح استفادات لإنجاز مشاريع استثمارية بالمنطقة الرطبة المحاذية لحي الريم في مدينة عنابة، بعد شكاوى و مراسلات وجهت للسلطات العليا، بهدف التدخل لمنع زحف الاسمنت على المنطقة المصنفة كمحمية طبيعية تستقطب طيورا مهاجرة.
و قد تفقد والي عنابة، جمال الدين بريمي، في الفترة الأخيرة، المنطقة عدة مرات، في إطار متابعة تهيئة محيط ملعب 19 ماي 56 و أسدى تعليمات بضرورة الحفاظ على المناطق الرطبة و حمايتها من الاعتداءات و تهيئتها كونها تلعب دورا هاما في التوازن البيئي.
كما جاء مشروع الحديقة المائية باقتراح من جمعيات بيئية، كون المنطقة ذات طبيعة فيضية و مصنفة كمحمية طبيعية، حيث تتضمن الدراسة استغلال مساحة الحديقة المقدرة بـ 10 هكتارات، في خلق فضاءات طبيعية و نباتية متنوعة، منها ورشات نباتية للأطفال، جناح خاص بالحيوانات، مشتلة للأشجار و النباتات و كذا النزهة و الترفيه، حيث يسمح الطريق الجديد بولوج القاطنين في الجهة الغربية بسهولة للحديقة.
و تم إلغاء الدفعة الثانية من المشاريع الاستثمارية بعد تجسيد مشاريع في الدفعة الأولى، كانت محل انتقاد من جمعيات بيئية، كونها تعدت على المحمية، إلى جانب عدم جدواها الاقتصادية، فأغلبها مستودعات حولت إلى قاعات للعرض و نشاطات خدماتية.
كما تعرضت المحمية الطبيعية بمدخل مدينة عنابة، للتعدي، ما جعل السكان القاطنين بمحيطها يقدمون شكاوى، لقيام أصحاب ترقيات عقارية و مقاولات برمي و تكديس أطنان من الأتربة المستخرجة من الحفريات الجارية بالقرب من حدود المحمية، بغرض انجاز مشاريع سكنية، ما أدى إلى ردم مياه و نباتات المحمية التي تعد مقصدا للطيور المهاجرة النادرة .
و كانت مديرية البيئة قد أعدت تقريرا مفصلا بعد إجراء تحقيق ميداني حول الوضعية و مراسلة المصالح المعنية لوقف الخُروقات و التعدي على المحمية الطبيعية المصنفة عالميا ضمن المناطق الرطبة، على غرار بحيرة فزارة ببلدية برحال، باعتبارها الفضاء الوحيد و المتنفس الطبيعي المتبقي لسكان المنطقة بالجهة الغربية.
حسين دريدح