اعتبر، أمس، وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد الحق سايحي، تدشين مستشفى الاستعجالات الجراحية والطبية بالقطب الصحي في البوني، بالإنجاز العظيم الذي يخدم عنابة والولايات الشرقية المجاورة، لما يتمتع به من خصوصية وقدرة على الاستيعاب بـ 165 سريرا وأجهزة طبية عصرية تقدم جميع الخدمات الطبية والجراحية بمستوى عال من العصرنة، على شكل مستشفى متكامل.
وقال سايحي في تصريح لوسائل الإعلام خلال تدشين المستشفى، إن الانطلاقة ستكون من عنابة نحو مستشفى بدون وثائق، حيث ستكون بطاقة التعريف البيومترية كافية للاطلاع على الوضعية الصحية للمريض أينما ذهب، عن طريق الرمز الصحي الموجود بها، حيث تُقدم عند الدخول لأي مؤسسة استشفائية عمومية، خاصة الاستعجالات الطبية و الجراحية، لمعرفة جميع المعطيات عن المريض وكذا في حال وقوع حوادث، بالإضافة إلى ربط العيادات متعددة الخدمات بالملف الطبي الإلكتروني.
وأضاف الوزير، بأن النظام الكلاسيكي الذي يعتمد على الملف الطبي الورقي، سينتهي انطلاقا من عنابة، لإنهاء معاناة المريض مع الملفات الطبية الورقية من كشوفات وتحاليل، وأشار إلى أن ما يميز مستشفى الاستعجالات بعنابة، مقارنة بنظرائه في الجزائر العاصمة و وهران وكذا الشلف، أنه نموذجي في التسيير الاستعجالي ويجمع في نفس الوقت المعدات الطبية للتشخيص، الجراحة، غرف العمليات، الإنعاش والأسرة للاستشفاء، كأنه مستشفى متكامل.
وتابع الوزير بأن جهود الحكومة منصبة لضمان راحة المريض، الذي يعتبر في قلب الإصلاح، وذكّر سايحي، أن 7 محاور جاءت في التزامات وبرنامج رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، والمتعلقة أساسا بالاستعجالات الطبية والجراحية الكبرى للتكفل بمتطلبات وعمل وتسيير المستخدمين الطبيين وإنشاء أقطاب طبية وجراحية جهوية، بحيث يكون المريض أساس تجسيد هذه المحاور.
وأفاد ذات المسؤول، بأن مستشفى الاستعجالات بعنابة لن يكون للبالغين فقط، حيث سيكون هناك جناح خاص بالأطفال، بنفس الهياكل والتجهيزات الموجودة حاليا، دعما لقطاع الصحة بالولاية، كما ستكون الحكومة جاهزة لتلبية جميع المتطلبات المالية والبشرية.
وفي ما يخص الطاقم الطبي الذي سيؤطر المستشفى، أعطى الوزير تعليمات للتكفل بجميع الاحتياجات من أخصائيين لدعم المؤسسة، بالإضافة إلى توجيه الدفعة المتخرجة من الممرضين إلى مصالحه، كما ستؤطره الطواقم الطبية التابعة للمركز الاستشفائي الجامعي.
وأكد الوزير أهمية الصيانة، على اعتبار أن الأجهزة المتطورة التي تم اقتناؤها، لم تمض 4 أشهر على تصنيعها في بلدها الأصلي، حيث وجب المحافظة عليها، بالإضافة إلى ضمان النظافة الاستشفائية المتعلقة بالأمراض المتنقلة عن طريق العلاج وإفرازاتها والتي تعد وخيمة إذا ما لم يتم التكفل بها.
وذكر المسؤول الحكومي بأن مستشفى الاستعجالات بعنابة هو خير دليل على أن المريض أصبح لا يحتاج للذهاب إلى الخارج، بعد أن قررت الدولة تعميم مثل هذه الهياكل في كافة القطر الوطني، كما يبقى القطاع الخاص مكملا للقطاع العام، مؤكدا أن وضع المصلحة العامة للمريض أولوية الجميع. ويتربع مستشفى الاستعجالات بعنابة، على مساحة 4 هكتارات ويتكون من طابقين، الأول يحتوي على قسمين للاستعجالات الطبية و الكشف، مع توفر جميع أجهزة الكشف بالأشعة وإجراء التحاليل، منه جهازا «إيارام» و»سكانير»، بالإضافة إلى جهاز القسطرة القلبية وإزالة انسداد الشرايين، إلى جانب قسم مختص في أمراض السكري وكذا استعجالات طب الأسنان.
كما يحتوي الطابق الثاني على 4 قاعات عمليات للجراحة مجهزة بآخر التكنولوجيات الحديثة، بالإضافة إلى أقسام للإنعاش والاستشفاء بعد إجراء العمليات الجراحية. وأبرز ما يوفره المستشفى، هو اعتماد الملف الطبي الإلكتروني للمريض، حيث لا يكون تصنيفه تصاعديا بل حسب استعجال الحالة، إذ يتلقى الطبيب جميع النتائج إلكترونيا، لاتخاذ القرار المناسب من أجل التكفل والعلاج، حيث تمنح الأولوية للحالة الاستعجالية.وعرفت زيارة وزير الصحة لولاية عنابة، تدشين مركز حقن الدم و 3 عيادات متعددة الخدمات، منها عيادة تدخل في برنامج الحكومة للتكفل بمناطق الظل في ناحية البسباسة ببلدية عين الباردة، كما ستتعزز عنابة قريبا بمركز استشفائي جامعي جديد، حيث وضعت مصالح الولاية الأرضية اللازمة على مساحة 30 هكتارا لتجسيد المشروع. حسين دريدح