أعلنت وزارة الأشغال العمومية و الري و المنشآت القاعدية، عن استئناف العمل بمشروع الطريق السريع الرابط بين قالمة و عنابة بداية سنة 2023، بعد تأخر دام عدة سنوات بسبب عقبات إدارية و قانونية حالت دون تواصل عملية بناء الطريق الممتد على مسافة تتجاوز 37 كلم.
و قال الوزير، في رده على سؤال للنائب بالمجلس الشعبي الوطني هشام صفر، بأن الأموال متوفرة لإنجاز هذا المشروع الحيوي، مضيفا بأن الدراسات التقنية بلغت نحو 75 بالمائة و أن الأشغال التي انطلقت منذ عدة سنوات بلغت نحو 20 بالمائة، قبل أن تتوقف تماما بعدة مقاطع بسبب ما وصف آنذاك بقوة قانونية قاهرة، في إشارة إلى المتابعة القضائية لمسؤولي إحدى الشركات الحائزة على صفقة إنجاز مقطع هام من الطريق السريع الذي سيعوض الطريق الوطني 21 عندما يكتمل و يدخل مرحلة النشاط.
و كانت الأشغال قد انطلقت بأكبر مشروع طرقات بقالمة حتى الآن في شهر ديسمبر 2014 بعدة شركات حكومية و خاصة، بعضها متخصص في بناء المنشآت الفنية و البعض في شق المسارات و بناء الطرقات السريعة ذات الانسياب المروري العالي.
و كانت كل الآمال معلقة على المشروع الحلم لإنهاء أزمة سير خانقة بين عنابة و قالمة عبر طريق قديم بمسار واحد لم يعد قادرا على تحمل الضغط المروري الكبير، و أصبح عرضة لحوادث سير دامية على مدار العام، و خاصة بمرتفعات الفج و منحدرات نشماية.
و يعد الطريق الجديد العابر لبلديات هليوبوليس، قلعة بوصبع، نشماية و عين الباردة، بمثابة منفذ للطريق السيار شرق غرب، و الأقطاب الصناعية و التجارية و السياحية الواقعة بولايات عنابة، الطارف و سكيكدة، و السوق الجهوي للخضر و الفواكه بمدينة عين بن بيضاء. و بخصوص مشروع ازدواجية الطريق الوطني 20 بين مجاز عمار بقالمة و حدود ولاية قسنطينة، أوضح الوزير بأن الأشغال تحرز تقدما مشجعا على مسافة 30 كلم تقريبا من مجاز عمار إلى مدينة وادي الزناتي مضيفا، بأن الأشغال ستنطلق بمقطع آخر على مسافة 10 كلم حتى مدينة عين رقادة المتاخمة لحدود ولاية قسنطينة.
و يعرف هذا الطريق الحيوي ذو المسار الواحد كثافة مرورية كبيرة حيث تعبره نحو 16 ألف مركبة يوميا بينها 20 بالمائة من الوزن الثقيل، و لا تتوقف به الحوادث و الطوابير الطويلة المهدرة للوقت، و يعد الوطني 20 الممتد على مسافة 93 كلم، شريان الحياة الاقتصادية و الاجتماعية بالمنطقة، و هو المنفذ الرئيسي لقوافل التجارة و السياح القادمة من الولايات المجاورة، حيث تعد قالمة منطقة عبور بين الأقطاب الصناعية الواقعة و شمالا و مناطق التبادل التجاري الواقعة جنوبا كقسنطينة و أم البواقي و غيرها من الولايات الداخلية الأخرى بشرق البلاد.
و بخصوص ازدواجية الطريق الوطني 16 من حدود ولاية سوق أهراس إلى حدود ولاية عنابة مرورا بالإقليم الشرقي لولاية قالمة، قال وزير الأشغال العمومية و الري و المنشآت القاعدية، بأن التأخر المسجل يعود إلى العوائق الميدانية التي ظهرت على طول المسار كانتزاع الأراضي و تحويل شبكات الألياف البصرية و الكهرباء و المياه و الغاز و قنوات الصرف الصحي، مؤكدا بأنه يجري التغلب على كل العقبات و بعث الأشغال لإنهاء العمل بالطريق الجديد الممتد على مسافة 42 كلم.
و عندما تنتهي مشاريع بناء الطرقات الجديدة ستودع قالمة عزلة خانقة استمرت سنوات طويلة، و تتحول إلى قطب سياحي و تجاري و زراعي داعم لاقتصاد البلاد المقبل على تحولات كبيرة خلال السنوات القادمة.
فريد.غ
