أعطى والي عنابة، جمال الدين بريمي، أمس، إشارة تشغيل الغاز الطبيعي بتجمعات سكنية نائية تابعة لبلدية سرايدي في أعالي جبال الايدوغ، على غرار قريتي ميزاب ودار البقرة، بمناسبة ذكرى اليوم الوطني للشهيد، ما سمح لسكان هذه المناطق بالتخلص من معاناتهم مع غاز البوتان، وندرته وارتفاع سعره في فصل الشتاء، معتبرين استفادتهم بالحلم الذي تحقق بفضل جهود الدولة للتكفل بمناطق الظل.
واستنادا لعرض مدير وحدة توزيع الكهرباء والغاز لولاية عنابة، عبد القادر عبودي، فقد تم إنجاز مشروع ربط قرى سرايدي بالغاز الطبيعي في وقت وجيز، حيث أطلقت شركة سونلغاز الأشغال، شهر ديسمبر الماضي، وتم استكمال المشروع في أقل من 3 أشهر.
وجرت أشغال مد القنوات حاليا وتزويد منطقتي واد مزاب و واد بقراط بأعالي سرايدي، على مسافة 6 كلم بمرتفع الايدوغ ذي الخصوصية الصخرية، حيث قدرت تكلفة المشروع بـ 1.9 مليار سنتيم، في انتظار ربط قرى أخرى بالغاز الطبيعي و وضع حد لمعاناة سكانها في فصل الشتاء، بتوفير هذه المادة الحيوية مع برودة الطقس، بعد أن كانوا يعتمدون على الحطب وغاز البوتان في التدفئة والطهي وأحيانا لا يمكن توفيرهما عند تساقط الثلوج وسوء الأحوال الجوية.
وأضاف، عبودي، أنه تم ربط جميع المناطق المعزولة للتزود بالغاز الطبيعي، حيث استفادت 55 منطقة من شبكة الغاز، من أصل 56 على مستوى تراب الولاية، بنسبة تكفل وصلت إلى 98 بالمائة. من جهتهم سكان المناطق التي ستشملها عملية التزود بالغاز الطبيعي والذين يبلغ عددهم 49 عائلة، اعتبروا هذا المشروع بالحلم، معربين عن سعادتهم بعد سنوات من المعاناة، خاصة في فصل الشتاء مع برودة الطقس، حينما ينتظرون وصول الشاحنات لساعات من أجل التزود بغاز البوتان وأحيانا لا تصل بسبب التقلبات الجوية.
وفي سياق متصل، دخل الغاز الطبيعي حيز الخدمة، قبل أشهر، بتجمعات سكنية نائية تابعة لبلديتي الشرفة والعلمة، على غرار مشتتي كرمادي وسيدي حامد، ما سمح لسكان هذه المناطق بإنهاء معاناتهم مع غاز البوتان، كما تم استكمال مشروع تزويد عدة مناطق بغاز المدينة، بعد رفع العراقيل التي كانت الموجودة والتي حالت دون استكمال الأشغال، منها تجميد الاعتمادات المالية في السنتين الماضيتين بالنسبة لبلديتي الشرفة والعلمة، ومع رفع التجميد استكملت المشاريع وتم ربط المواطنين بشبكة الغاز الطبيعي، باستغلال مرور الشبكة على المشاتي والقرى، ليستفيدوا من استغلال هذه المادة الحيوية في التدفئة شتاء، ضمن الجهود التي تبذلها الدولة للتكفل بمناطق الظل.
كما استفادت بلدية شطايبي والتجمعات الريفية التابعة لها من غاز المدينة، بعد إعادة بعث المشروع وحل المشاكل التي كانت مطروحة، منها تخلي شركة الإنجاز عن الورشة واعتراض قاطني المنطقة والمواطنين على مرور الأنابيب فوق أراضيهم الخاصة، حيث بقي المشروع يراوح مكانه منذ 2015 وتوقف الإنجاز في حدود 13 بالمائة، كما واجه المشرفون على المشروع صعوبة في التضاريس وبُعد منطقة شطايبي على الشبكة الرئيسية التي تزود ولاية عنابة بالغاز الطبيعي، لتتدخل شركة سونلغاز بتوصيات من السلطات المركزية، لبعث الورشة من جديد واستكمالها في ظرف قياسي، حيث استفادت مئات العائلات من الغاز الطبيعي بعد سنوات من الانتظار.
واستنادا لمصادرنا، فقد عرفت مشاريع ربط البلديات النائية بشبكة الغاز عبر إقليم الولاية، تقدما ملحوظا في إطار برنامج الظل ويجري استكمال تنفيذه من أجل الرفع من نسبة الربط على مستوى الولاية والتي بلغت 87 بالمائة. وفي إطار نفس البرنامج التنموي، يجري إتمام أشغال ربط بلديات التريعات، العلمة، الشرفة وبرحال بالشبكة، على أن ترتفع نسبة الربط الحالية مع انتهاء المشاريع الجاري إنجازها، إلى حوالي 93 بالمائة.
من جهة أخرى، أشرفت السلطات المحلية والأسرة الثورية وإطارات الولاية، على عملية إعادة دفن رفات الشهيدين، راشدي حسان وهاشمي احمد راشدي، بمقبرة سيرايدي .
حسين دريدح