سلّطت، أمس، محكمة الجنايات الاستئنافية بمجلس قضاء أم البواقي، عقوبة السجن المؤبد في حق الشاب المدعو (ح.أ.س.د) في العقد الثاني من العمر، الذي تمت متابعته بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار، والتمس ممثل النيابة العامة توقيع عقوبة الإعدام في حق الجاني مع الحجر القانوني.
القضية ترجع لتاريخ السابع والعشرين من شهر جوان من سنة 2021، عندما اهتز حي مصطفى بن بولعيد بمدينة أم البواقي، على وقع شجار عنيف بين مجموعة شبانية، أين تبادلوا الضرب باستعمال العصي والهراوات، ليتدخل عدد من الجيران وقاموا بفكّ الشجار، وإبعاد شابين كانا ضمن المتخاصمين بينهما المتهم الحالي، الذي توجّه مباشرة صوب سكنه العائلي، وقام برفع خنجر وعاد لمكان الشجار، أين قصد الضحية (ر.م) المكنى «صدام»، ودخل معه في ملاسنات حادة، ليقوم بتوجيه طعنتين لجسده، تسبب في إسقاطه أرضا غارقا في شلال من الدماء، لينقل الضحية على جناح السرعة لمصلحة الاستعجالات بمستشفى محمد بوضياف، أين فارق الحياة.
وباشرت حينها مصالح الشرطة بأمن ولاية أم البواقي تحقيقات، تمكنت من خلالها من توقيف الجاني، واسترجاع سلاح الجريمة، واعترف المتهم خلال جميع مراحل التحقيق كما في جلسة المحاكمة بالجرم المنسوب إليه، مبينا بأنه دخل في خلاف مع مجموعة شبان من جيرانه، الذين كانوا جالسين أمام العمارة التي يقطنها، وكاد الشجار أن يتطور في البداية، غير أن عددا من الجيران تدخلوا وقاموا بفضه، ليتوجه لمنزله العائلي ويحمل خنجرا أخفاه داخل ملابسه، وعند مغادرته السكن تقدم منه الضحية، الذي لم يتشاجر معه أصلا، وبادر بسبه ومحاولة الاعتداء عليه بعصا خشبية كانت بيده، ليستل خنجره ويوجه ضربات لجسد الضحية دون أن يقصد قتله، بل كان يسعى لتخويفه رفقة المجموعة الشبانية التي كان برفقتها.
وكشف تقرير التشريح الطبي الذي أعده الطبيب الشرعي، أن الوفاة ناتجة عن عنف، والضحية أصيب بضربتين الأولى في القفص الصدري والثانية جهة القلب، أين أصابته الطعنتان في البطين الأيسر للقلب مع إصابته في الجهة الخلفية للرأس.
وأكد المتهم بأنه تناول أدوية مهلوسة لحظة مغادرته لسكنه وبحوزته خنجر مخفي، والضحية دخل في حالة هيجان لما شاهده يحمل خنجرا، وعلل سبب اقترافه الجريمة، بقيام الضحية رفقة مجموعة شبانية ببيع الأدوية المهلوسة في محيط العمارة التي يقطنها، الأمر الذي أثار حفيظته، وجعله يدخل في مناوشات معهم، من جهته والد الضحية أكد بأن المتهم هو من يبيع الأدوية المهلوسة وليس ابنه، مؤكدا بأن 3 شبان هم من قتلوا ابنه وليس المتهم لوحده.
من جهته ممثل النيابة العامة أكد بأن القصد الجنائي متوفر في القضية من خلال قوة الضربات التي تعرض لها الضحية.
أحمد ذيب
