تشهد المنتجات الصيدية من مختلف الأنواع خلال شهر رمضان بجيجل ارتفاعا في الأسعار بلغ 1200 دينار للكيلوغرام، خصوصا السردين، فيما يرجعه أصحاب السفن وتجار تجزئة رافقتهم النصر خلال عملية بيع الأسماك بميناء بوالديس، إلى نقص الإنتاج في هذه الفترة وزيادة تكلفة الصيد.
وقد تنقلنا في حدود الساعة الثالثة صباحا إلى مسمكة البيع بالجملة بميناء بوالديس وتحديدا بالرصيف الذي يتم فيه البيع المباشر في الأذن وفق الطريقة القديمة، وقد لاحظنا العديد من المركبات النفعية وشاحنات التبريد موجودة داخل الميناء، تحمل ترقيم ولايات قسنطينة، ميلة، وسطيف، وهي لتجار تجزئة قدموا لاقتناء المنتوج السمكي الذي سيباع.
كانت الحركة غير عادية بجوار الرصيف، حيث تواجد عشرات الشباب والكهول وحتى الأطفال، كما وجدنا إطارات مصالح الصيد البحري وتربية المائيات بحضور مدير القطاع الذي كان يتابع العملية. وقد أخبرنا، أحد التجار، بأن أسماك جيجل تعرف إقبالا كبيرا في الولايات المجاورة وتصل إلى بسكرة، إذ يوجد تجار قاموا باقتناء كميات منذ ساعات، حتى يصلوا باكرا إلى ولاياتهم، خصوصا وأننا في شهر رمضان، وأضاف المتحدث بأن الطلب يزيد عن العرض كثيرا.
بعد لحظات وصلت سفينة صيد، وبدأت في الاقتراب من الرصيف بينما كان الجميع ينظر إلى ما تحتويه من سمك. سمعنا عبارات تتعالى «اليوم يوم الصورال، لا يوجد السردين»، وقد لاحظنا بأن القارب كان يحمل 10 صناديق من «الصورال» و صندوق واحد من السردين، وبعد نقله للرصيف، شُرع في عملية البيع بالطريقة التقليدية المتعارف عليها بحيث تقدم الأسعار بصوت منخفض في أذن البائع.
سفن محملة بصندوق واحد من السردين
أكملنا جس النبض عبر طرح الأسئلة على بعض الباعة، وقد أجمع المعنيون على أن ارتفاع سعر السردين راجع إلى نقص العرض، وقال أحدهم «هناك قوارب تأتي بصندوق واحد طيلة الليلة، ويصل سعره إلى حدود 25000 دج، فهل من المعقول أن يخرج قارب محمل بأزيد من 10 صيادين ليعود فارغا!».
وذكر صياد بأنه بالرغم من مشقة العمل في الفترة الليلية إلا أن الصيادين لا يملون من العمل، مضيفا أنه بسبب نقص الإنتاج ترتفع الأسعار، بينما في هذه الفترة، يعتبر السمك الأزرق وخصوصا «الصورال» الأكثر توفرا، بحيث يقدر سعر الصندوق منه بين 8000 إلى 10000 دج، ما يؤدي إلى بيعه في حدود 350 دج للكليوغرام عبر الأسواق.
وأضاف محدثنا بأن السردين يكاد ينعدم في كل عملية صيد، ما يجعل سعره في السوق مرتفعا للغاية، وبالنسبة للباعة، فهم يحاولون أخذ هامش ربح بسيط مقارنة بثمن الشراء، مضيفا بأن ما يتم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي مجرد اتهامات غير مؤسسة، فيما أكد آخرون بأن قانون العرض والطلب يفرض منطقه. وأثناء تواجدنا بالرصيف، اطلعنا على وضعية عملية البيع، فجل السفن القادمة كانت محملة بصناديق لا يتعدى عددها في أفضل عملية حدود 15 صندوقا، أغلبها مملوءة بسمك الصورال والمتبقية بها السردين، فيما عادت العديد من القوارب من دون سمك السردين.
تحدثنا مع رئيس سفينة صيد، أخبرنا بأنه في هذه الفترة ينقص صيد السردين بكثرة، بالإضافة إلى أن وجود الصورال يؤثر عليه كونه من الأسماك المفترسة والتي تلتهمه وتؤثر عليه مما يبقيه في قاع البحر ويرفض الصعود.
وأضاف رئيس السفينة بأن العديد من الأشخاص يتحدثون عن ارتفاع الأسعار ويرشقون التهم من دون علم، ليتابع قائلا «التكاليف اليومية التي تتحملها السفينة من صيانة، أجرة الصيادين، والوقود يرافقها نقص الإنتاج البحري، وتؤثر كثيرا، بالإضافة إلى وجود طلب كبير، وهي عوامل تؤدي إلى ارتفاع السعر». وقد أكد العديد من المهنيين، بأن السبب الرئيسي وراء ارتفاع الأسعار هو نقص الإنتاج وانعدامه في عدة خرجات للصيد.
إنتاج 24.6 طنا من الأسماك الزرقاء
وأوضح مدير الصيد وتربية المائيات بجيجل، بأنه في هذه الفترة تم تسجيل وفرة كبيرة من سمك الصورال، مقارنة بالسردين، مضيفا أن الانخفاض الكبير في الإنتاج أدى إلى ارتفاع أسعار السردين في الأسواق، كما أكد بأن ثمن الصورال يتراوح بين 250 دج إلى 450 دج، وقال بأنه ابتداء من شهر ماي، تبدأ أسعار السردين في الانخفاض نتيجة الوفرة.
وذكرت مصالح الصيد البحري بأنه سجل خلال يوم الخميس خروج أكثر من 40 سفينة، وقد تم إنتاج 24.6 طنا من الأسماك الزرقاء عبر موانئ جيجل، وتتوزع على 17.2 طنا من ميناء بوالديس، و7.4 أطنان ميناء زيامة المنصورية، حيث تم تسجيل نسبة 80 بالمئة من سمك صاوريل، 15 بالمئة سمك البوقة، و5 بالمئة من سمك اللاتشة والسردين.
ويتراوح سعر صندوق سمك الصورال والبوقة من 7000 دج إلى 10000 دج حيث تم تسويق هذا النوع بما بين 250 إلى 450 دج للكيلوغرام عبر أسواق الولاية.
كـ. طويل