لجأ منتجو القمح بقالمة إلى تشغيل معدات السقي لإنقاذ مساحات واسعة طالتها موجة الجفاف التي تعرفها المنطقة منذ أشهر طويلة، ملحقة خسائر معتبرة بهذا المحصول الغذائي الاستراتيجي. وبدأت معدات الرش المحوري تشتغل بالحقول القريبة من مصادر المياه المتبقية بالمجاري الطبيعية والحواجز المائية التي ما زالت تحتفظ باحتياطي قليل.
وبالرغم من تكلفته المرتفعة فإن نظام السقي التكميلي لمحاصيل القمح بات الخيار الوحيد لإنقاذ حقول القمح القريبة من مصادر المياه القليلة المتبقية بمجاري أودية بوحمدان، الشارف وسيبوس أحد أكبر الأودية بشرق البلاد، في حين يواجه منتجو القمح ببقية المناطق وضعا صعبا بسبب انعدام مصادر المياه، حيث يعد سهل الجنوب المتضرر الكبير من موجة الجفاف التي أتت على مساحات واسعة من حقول القمح، ويتوقع هؤلاء المزارعون إعلان حالة الجفاف للحصول على مساعدات حكومية تعينهم على مواصلة النشاط المواسم القادمة وترميم وضعهم الاجتماعي المتردي.
وقد توقف محيط السقي قالمة بوشقوف عن العمل منذ الصيف الماضي بعد تراجع احتياطي سد بوحمدان، ولم يعد بإمكان المزارعين العاملين على مساحة تقارب 10 آلاف هكتار الحصول على المياه من شبكة الديوان الوطني للسقي والذي يعيش أحد أسوأ المواسم الزراعية منذ عقدين.
وكان المهندسون الزراعيون بقالمة قد نصحوا منتجي القمح بسقي الحقول العطشى قبل أن يتمكن منها الجفاف ويصبح السقي غير مجد، لكن الكثير منهم ظلوا مترددين أملا في سقوط أمطار الربيع مما أدى إلى تضرر مساحات واسعة بعدة بلديات رائدة في إنتاج المحصول الغذائي الأكثر استهلاكا في البلاد.
ويعتقد المهندسون الزراعيون بأن سقي حقل للقمح مرة واحدة بكمية كافية من المياه في مرحلة الإزهار شهر أفريل، سينقذ المحصول ويزيد من الإنتاج ويعوض التكاليف التي ترتفع بين سنة و خرى حتى بلغت نحو 100 ألف دينار للهكتار الواحد من القمح.
وقد أدت موجة الجفاف التي تجتاح ولاية قالمة منذ عدة أشهر إلى تراجع مساحات الطماطم الصناعية وغيرها من الزراعات المسقية التي كانت سائدة بمحيط السقي الشهير الذي يمر بموسم أبيض لم يشهده من قبل.
فريد.غ
