نجحت وحدات الإنقاذ والتدخل التابعة للحماية المدنية بعنابة، زوال أمس، في إنقاذ رضيعة تبلغ من العمر 5 أشهر، بعد ثلاث ساعات من جهود البحث تحت أنقاض انفجار كبير وقع على مستوى الطابق الأخير من عمارة مكونة من 5 طوابق بحي « ليدال» وسط مدينة البوني، مخلفا 9 جرحى.
وقامت الفرقة الخاصة بالبحث تحت الركام، بالاستعانة بأجهزة الاستشعار والكلاب المدربة، بعد تحديد هوية الأشخاص المفقودين، على إثر الانفجار الذي وقع في حدود الساعة التاسعة و 52 دقيقة صباحا، حيث تم اكتشاف اختفاء شخصين بينهما الرضيعة.
وتم تقديم الإسعافات الأولية لـ 9 مصابين لهم حروق متفاوتة الخطورة، حيث تم إسعافهم وتحويلهم إلى مصلحة الحروق بمستشفى ابن سينا الجامعي، لتستمر جهود البحث عن الرضيعة، ويتبين أنها متواجدة تحت الركام بأحد زوايا الشقة التي انهارت إلى الطابق الرابع.
وحسب تصريح بعين المكان لرئيس وحدة الإنقاذ بالحماية المدنية، الرائد بحرية عبد الوهاب، فقد تم تسجيل 10 إصابات، وانتشال اثنين من تحت الركام بعدما كانا محاصرين، ما حتم التدخل بوسائل خاصة، إذ أسعِفت الضحية الأولى التي كانت تعاني من حروق، أمام الثانية ويتعلق الأمر بالرضيعة، فتم التدخل لإنقاذها باستخدام رافعة لإزاحة الكتل الإسمنتية، ما سمح بالوصول إليها.
وحسب المتحدث، فقد نجح أعوان الإنقاذ في الوصول إلى الطفلة بإزالة الكتل الإسمنتية بصعوبة شديدة، نتيجة قوة الانفجار الناجم عن تسرب للغاز، ومع التقدم شيئا فشيئا وملامستها، بدأت الرضيعة بالبكاء، لتنطلق التصفيقات والهتافات إلى غاية إخراجها بعد أربع ساعات من جهود البحث والإنقاذ.
وتم تقديم الإسعافات الأولية للرضية بعين المكان، وتحويلها إلى المستشفى المتخصص في طب وجراحة الأطفال، حيث بينت معاينة طبيب الحماية المدنية بأنها سليمة ولا تعاني من جروح خطيرة، باستثناء حروق طفيفة وخدوش على مستوى الوجه والرأس.
وبعد نحو 3 ساعات من الترقب الكبير لسكان الحي الذين كانوا يتابعون عملية البحث والإنقاذ وسط قلق وخوف كبيرين على مصير الرضيعة، تم إنقاذها وسط فرحة عارمة لعائلة الطفلة وكذا المصابين لنجاتهم من الانفجار المروع.
وحسب سكان العمارة، فقد كان الانفجار قويا جدا، حيث اعتقدوا في البداية بأن زلزالا قد وقع، ليهرعوا للهرب والخروج من بيوتهم، فيما أصيب المقيمون في الطابق الأخير بموقع الحادث، بحالة إغماء وحروق مختلفة في أنحاء متفرقة من الجسم، نتيجة الغاز المحترق والمنفجر بقوة، حيث قامت مصالح الحماية المدنية بانتشالهم عبر السلالم بشكل سريع خوفا من انهيارات جديدة للعمارة، وقُدمت لهم الإسعافات الأولية بعين المكان.
وسمع سكان مدينة البوني، دوي الانفجار القوي من مسافة بعيدة، ليتبين بعد دقائق بأن الأمر يتعلق بتسرب غاز بعمارة بحي «ليدال» مع بدء نشر صور الحادث، حيث تنقل المئات للموقع، فيما طوقت مصالح الشرطة المكان ومنعت المواطنين من الاقتراب وتم غلق الطريق الرئيسي، بالإضافة إلى قطع شبكة الغاز بالموقع، للقيام بعملية الإنقاذ في ظروف ملائمة.
وخلف الانفجار أضرارا بليغة على العمارة، منها سقوط كلي للشقة التي تسرب منها الغاز، وتهدم جزء من المنزل المجاور، بالإضافة إلى تضرر الطابق الرابع، بتحرك الواجهة الإسمنتية من مكانها وسقوط جزء من السقف، حيث تم إجلاء جميع السكان، وقدمت لهم المساعدات الأولية، فيما تم فتح تحقيق حول الحادث من طرف الجهات الأمنية المختصة. و أعلنت نيابة الجمهورية لدى محكمة الحجار، عن فتح تحقيق في حادث انفجار العمارة، وجاء في البيان الصادر أمس، بأن وكيل الجمهورية، أمر الضبطية القضائية بتحري في أسباب الانفجار، حيث تكلفت الشرطة العلمية بجمع الأدلة من موقع الحادث. من جهتهم طالب سكان العمارة بالتكفل بهم كون الشقق أصبحت غير قابلة للسكن وتهدد حياتهم. حسين دريدح