يتوقع المشرفون على قطاع الزراعة بقالمة، إنتاجا وفيرا قد يصل مليوني قنطار من الحبوب في موسم الحصاد الجديد، الذي سينطلق منتصف جوان القادم، مستندين في ذلك إلى المساحة المزروعة التي تجاوزت 90 ألف هكتار وعامل الأمطار المتساقطة خلال مرحلة نمو المحاصيل، خلافا للموسم الماضي الذي كان كارثيا بسبب الجفاف الذي أتى على مساحة واسعة، بينما دمرت أمطار وفيضانات جوان ما تبقى في واحد من أسوأ المواسم الفلاحية بالمنطقة منذ سنوات طويلة.
وتعد المساعدات الهامة، التي قدمتها الدولة للفلاحين المتضررين من الجفاف والقروض الخاصة بتمويل حملة الحرث والبذر، من بين العوامل المساهمة في ارتفاع المساحة المزروعة بالأقاليم المنتجة للقمح، المحصول الزراعي السائد بالمنطقة. ويتوقع المهندسون الزراعيون بقالمة، مردودا متوسطا، يقترب من 28 قنطارا في الهكتار الواحد بالمناطق التي عرفت عوامل إنتاج ملائمة.
وقد تم توفير إمكانات مادية هامة لحصد الحبوب، بينها عدد هام من الحاصدات والجرارات وعتاد النقل وصهاريج المياه لإخماد الحرائق المتوقع اندلاعها خلال حملة الحصاد. وما زالت ولاية قالمة تعاني من نقص كبير في مخازن القمح، حيث لا تتجاوز القدرات الحالية المليون قنطار، بعد إنجاز 3 مخازن جديدة بقدرة 180 ألف قنطار دخلت الخدمة الموسم الماضي، بثلاث بلديات.
وكان من المتوقع إنهاء العمل بصوامع مدينة بلخير التي تتسع لنحو 200 ألف قنطار من الحبوب، غير أن المشروع لم يكتمل بعد، ولن يكون جاهزا خلال حملة الحصاد التي صارت على بعد شهرين تقريبا. وللتخفيف من العجز في التخزين، قررت والي قالمة الاستنجاد بمخازن الشركات العمومية والخاصة، حيث بدأت بمعاينة المواقع المستهدفة على رأس لجنة متعددة الأطراف.
وفي هذا الإطار، تمت معاينة مخازن بمجمع "آغروديف" لإنتاج العجائن بدون غلوتين والدقيق بمدينتي بوشقوف وهليوبوليس، ومستودع للخواص بالمنطقة الصناعية ذراع لحرش ببلدية بلخير، ومخازن مركب الدراجات النارية بمدينة قالمة.
وقد استفادت ولاية قالمة من مشاريع جديدة لبناء مخازن للحبوب تتسع لنحو 1.5 مليون قنطار، لكن عملية الإنجاز قد تعرف المزيد من الوقت حتى تكتمل هذه المخازن وتضع حدا للعجز المستمر على مدى سنوات طويلة، مما سبب متاعب كبيرة للمزارعين، وكلف الولاية جهدا كبيرات لتحويل الفائض من القمح إلى نحو 7 ولايات مجاورة.
وبالرغم من أن الصوامع العملاقة المتواجدة بمدينة بوشقوف مملوكة لتعاونية الحبوب والبقول الجافة لولاية عنابة، إلا أنها ستساهم دون شك في التخفيف من العجز المسجل بولاية قالمة عندما تدعو الضرورة إلى ذلك، حيث تم ربط هذه الصوامع الخرسانية بخط للسكة الحديدية لتطوير قدرات الجمع والشحن والتفريغ للقمح المحلي والمستورد.
فريد.غ
