دعت مديرية الموارد المائية بقالمة، مكاتب الدراسات المتخصصة في الهندسة المدنية والمياه، إلى تقديم الأفكار والمخططات المتعلقة بمشروع ضخم لتحويل مياه وادي الشارف إلى سد بوحمدان، الذي يعاني من الجفاف منذ عدة سنوات، وأصبح غير قادر على تلبية الطلب المتزايد على مياه الشرب والسقي.
وتعوّل مديرية الموارد المائية على أفكار هندسية مبدعة لبناء نظام تحويل فعال ومستدام، ينقل مياه احد أهم الأودية بالمنطقة إلى سد بوحمدان، على مسافة تتجاوز 16 كلم من الجغرافيا الصعبة المتميزة بالمنحدرات والمرتفعات الحادة، التي تتطلب بناء محطات للضخ وقنوات مقاومة للضغط وقنوات جر تحت تأثير الجاذبية.
وعند بناء النظام سيتم تشغيله في أوقات الفيضانات التي يعرفها وادي الشارف في فصل الشتاء، لتعبئة السد الذي يخزن نحو 185 مليون متر مكعب من المياه الموجهة لسقي المحاصيل الزراعية، وتزويد أكثر من نصف سكان الولاية بمياه الشرب.
وتذهب مياه وادي الشارف كل سنة هدرا إلى البحر عبر مجرى سيبوس، دون أن تجد في طريقها سدا أو حاجزا للتجميع، كما أن أودية أخرى تمتاز بجريان قوي في مواسم الفيضانات لكن مياهها تتعرض للضياع دون استغلالها في مجالات الزراعة والصناعة والشرب.
وكان من المقرر بناء سد على وادي الشارف يتسع لنحو 100 مليون متر مكعب، لكن الدراسات الجيوتقنية كشفت عن هشاشة ونفاذية الطبقات الأرضية بالموقع المخصص لبناء الحاجز، وتقدم المهندسون باقتراح لتحويل موقع الحاجز إلى منطقة أخرى أكثر تماسكا ومقاومة، لكن حجم السد سيتقلص إلى نحو 50 مليون متر مكعب.
وتقرر إلغاء المشروع بسبب ارتفاع التكاليف وانعدام الجدوى الاقتصادية، ليبقى خيار نظام التحويل قائما ينتظر موافقة الحكومة وتمويل الدراسة التقنية، التي تأمل السلطات الولائية والسكان أن توافق عليها الحكومة وتطلق عملية بناء النظام، الذي سيحل مشاكل كبيرة في ظل الإجهاد المائي الكبير الذي تعرفه المنطقة منذ سنوات طويلة.
فريد.غ
