قضت، عشية أمس، محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء أم البواقي، بإدانة الطالب الجامعي المسمى (م.أ.ش) في العقد الثاني من العمر بعقوبة 20 سنة سجنا نافذا، مع تعويض عائلة بمبلغ 50 مليون سنتيم، بعد أن تمت متابعته بجناية القتل العمدي، فيما التمس ممثل النيابة العامة توقيع عقوبة الإعدام.
القضية مختصرة ترجع إلى ليلة الخامس من شهر جويلية من السنة الماضية، عندما تلقت مصالح الأمن الحضري الثاني بأمن ولاية أم البواقي، نداء من قاعة الإرسال والاستقبال في حدود العاشرة وعشرين دقيقة ليلا، يكشف فيه المتصل عن وجود شخص مصاب في حالة خطيرة ملقى على الأرض بجانب المسبح البلدي بحي الحديقة، أين تبين بأن الأمر يتعلق بالمدعو (ر.م.ط) المكنى «جربوعة»، والذي في حال حرجة، وعثر عليه مغشيا عليه ومصابا على مستوى الرأس، وبجانبه عصا خشبية عليها آثار الدماء، أين تدخل عناصر الوحدة الرئيسية للحماية المدنية بأم البواقي وقاموا بنقله على جناح السرعة لمصلحة الاستعجالات بمستشفى محمد بوضياف، ونظرا لخطورة الإصابة التي تعرض لها تم تحويله للمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة، ليلفظ أنفاسه بعد يومين متأثرا بالجروح الخطيرة التي لحقت به.
واستقبل عناصر المناوبة بمصلحة الأمن الحضري الثاني خلال الليلة نفسها، المتهم الحالي الذي تقدم بشكوى ضد الضحية، مبلغا عن تعرض للضرب بعصا خشبية على يد الضحية، الذي ضايقه وطلب منه مغادرة محيط خزانة لمولد كهربائي بجانب المدخل الرئيسي للمسبح البلدي، وقال المتهم بأنه كان جالسا بجانب مدخل المسبح البلدي، بمعية صديقيه أين كان يحتسي المشروبات الكحولية احتفالا بتخرجه ومناقشته رسالة تخرج في طور الماستر، ولحظة توجه صديقيه لمنزليهما القريبين من المسبح، تقدم منه الضحية وطلب منه مغادرة المكان، مهددا إياه بالضرب في حال لم يغادر، وتهجم عليه الضحية حينها، ما جعله يحاول الدفاع عن نفسه ويستنجد بشقيقه الموظف بمستشفى ابن سينا فيما بعد، والتقطت كاميرات المراقبة لمنزل بجوار المسبح، جانبا من المناوشات التي وقعت حينها، أين وثقت مشاهد الفيديو قيام المتهم بمساعدة من شخص آخر لم تتضح ملامحه، بالاعتداء على الضحية وضربه وتركه ينزف دون أن تقدم له الإسعافات الأولية، وأكد الجاني بأنه لم يكن ينوي إزهاق روح الضحية بل دافع عن نفسه، وصد ضربات الضحية الذي بادر بالاعتداء عليه
وكشف تقرير الطبيب الشرعي بعد تشريحه جثة الضحية، أن الضحية تلقى ضربات بأداة راضة سببت له كسورا داخلية وأوراما دموية من الجانب الداخلي لفروة الرأس أين أحدثت له صدمة دماغية، وهي التي كانت السبب المباشر في الوفاة كما أن الموت عنيفة، واعترف الجاني خلال جميع مراحل التحقيق بضربه الضحية مبينا بأنه كان يصد الاعتداء الذي تعرض له، فالضحية استفزه وحاول طرده من المكان وأمام هيئة المحكمة عاد المتهم يسرد ما حصل له مع الضحية ليلة الوقائع، أين أشار بأنه كان ينتظر صديقه (ع.ر) وتقدم منه الضحية محاولا الاعتداء عليه، مؤكدا بألا علاقة له به وهو جار صديقه الذي كان ينتظره، مضيفا بأنه حمل كرسيه وغادر المكان، غير أن الضحية باغته واعتدى عليه بضربة من الخلف بواسطة عصا خشبية، وطارده محاولا الاعتداء عليه، مضيفا بأنه قام بحمل عصا خشبية كانت مرمية بجانب مدخل المسبح ووجه له ضربة واحدة ليقوم بتخويفه، غير أنه فقد توازنه وسقط أرضا، وكشف القاضي في حديثه لوالد الضحية بأن ابنه المتوفى محجور عليه بحكم قضائي وهو ما يؤكد أنه مريض عقليا، غير أن الوالد الذي أكد بأن ابنه محجور عليه أشار بأن ابنه سليم نسبيا ولا يعتدي على الجيران وغيرهم.
أحمد ذيب