تواجه الاستثمارات المنتجة للثروة ومناصب العمل بقالمة متاعب كبيرة، موروثة عن حقبة سابقة، حالت دون تحقيقها على أرض الواقع، رغم المساعي الحثيثة التي تبذلها لجنة مختصة ترأستها والية الولاية حورية عقون، للبحث عن الحلول الممكنة وتحديد مواقع الخلل وتحميل كل جهة معنية، مسؤولية الركود الحاصل بالعديد من المشاريع.
وقالت والية قالمة يوم السبت، في أعقاب اجتماع شارك فيه مستثمرون ومدراء القطاعات الإدارية ذات الصلة، بأن 6 ملفات جديدة لمشاريع استثمارية عالقة، قد وضعت على طاولة الدراسة والنقاش حالة بحالة، منها طلبات للحصول على رخصة استغلال للتوسعة، وطلبات لتغيير النشاط أو إضافة نشاط، وكذا تسوية وضعيات لمنح رخص البناء، مضيفة بان هذه الاستثمارات العالقة تخص قطاعات الطاقة، الصناعات التحويلية والغذائية، إنتاج مواد البناء، ومشروع رياضي ترفيهي.
كما تم خلال الجلسة الاطلاع على مدى تنفيذ تعليمات سابقة وقرارات اتخذتها اللجنة خلال الجلسات السابقة، بخصوص 4 مشاريع استثمارية عالقة، وذلك قصد البت فيها أو وضع العقار الممنوح قيد الاسترجاع، في حالة ثبوت تقاعس أصحابها عن تنفيذ المشاريع.
وحسب مسؤولة الولاية، فإن الجلسات المستمرة التي دأبت عليها اللجنة، تهدف إلى تطهير مدونة المشاريع، واسترجاع كل العقارات غير المستغلة، وإعادة منحها لمستثمرين جادين من أجل استغلالها لإنجاز مشاريع اقتصادية داعمة للتنمية المحلية، التي تمر بمرحلة صعبة ولم تعد قادرة على إنعاش الجباية المحلية، وتوظيف العمالة العاطلة بالأحواض السكانية الكبرى.
وتتوفر ولاية قالمة على مناطق صناعية ومناطق للنشطات التجارية بالعديد من البلديات، وفي كل مرة يتم فيها الإعلان عن قطع أرضية متاحة بهذه المناطق، يسارع رجال الأعمال إلى حجز ما أمكن من القطع الثمينة، مدعومين بملفات وأفكار تتعلق بإقامة مشاريع طموحة في مجالات عديدة، ومع مرور الزمن يتراجع الزخم الكبير، وتطفو على السطح مشاكل عقارية وتقنية ومالية، حولت الكثير من المشاريع المفترضة إلى قطع بيضاء مهملة بمناطق الصناعة والسياحة والتجارة، والخدمات.
ومنذ بداية عمل اللجنة التي تقودها والية قالمة حورية عقون، بدأت كرة الثلج المتدحرجة في الذوبان، كاشفة عن قصور كبير في حل مشاكل الاستثمار بالولاية، وعرّت حقيقة المستثمرين الذين تخلوا عن مشاريعهم، وأولئك الذين تخطوا كل العقبات وحولوا أفكارهم إلى حقيقة ملموسة على أرض الواقع، وبين المتخاذلين والناجحين، توجد فئة المترددين الذين ينتظرون مزيدا من الحوافز للمضي في المشاريع العالقة.
فريد.غ