تسببت الأمطار الغزيرة المتساقطة، ليلة الأحد إلى الاثنين بعنابة، في وقوع فيضانات بأحياء وبلديات متفرقة، منها عنابة، البوني، سيدي عمار، والحجار، وكان حيا سيبوس و»أوزاس» أكبر الأحياء تضررا لوقوعهما بمستوى سطح البحر، ما استدعى تدخل مصالح البلدية ومؤسسة التطهير، لامتصاص المياه وجهر البالوعات، بسبب السيول الجارفة المحملة بالأتربة القادمة من المرتفعات ومنها جبال الإيدوغ.
وأدت الأمطار الغزيرة المتساقطة إلى القطع المؤقت للعديد من الطرقات والأنفاق الأرضية بأحياء متفرقة، نتيجة لانسداد مجاري وقنوات المياه، بفعل السيول الجارفة القادمة من مرتفعات جبال الإيدوغ، ما تسبب في عرقلة حركة المرور.
وحسب ديوان التطهير، فقد تم تشغيل محطات الضخ بوسط المدينة، للتقليل من حدة الفيضانات، مع تواصل هطول أمطار غزيرة، ليلة الأحد إلى صبيحة أمس الاثنين، كما تم تجنيد جميع الأعوان للعمل بالتنسيق مع مديرية الموارد المائية والأشغال العمومية، للتدخل لتصريف المياه في جميع النقاط السوداء، منها الأنفاق الأرضية على مستوى حقل مارس وسيدي عمار.
كما جندت فرق لامتصاص المياه بحي سيبوس، حتى يتمكن السكان من الولوج إلى منازلهم، وتسبب انسداد قنوات الصرف الصحي، في اختلاط المياه القذرة مع مياه الأمطار الراكدة، ما زاد الوضع سوءا. وحسب ما عاينته النصر، فقد كانت سيدي سالم، بوخضرة، 8 مارس وسيبوس، أكبر الأحياء تضررا لوقوعها في مستوى سطح البحر قبالة الشواطئ، مع غزارة الأمطار وامتلاء القنوات القديمة المهترئة المبرمج إعادة تهيئتها، حيث لم تساعد في طرح المياه إلى البحر.
وتسببت السيول الجارفة المحملة بالأتربة في انسداد جميع مجاري المياه وتحولها إلى كتل من الطمي، ما أدى إلى ارتفاع منسوب المياه وغمر الطرقات وتسربها إلى البيوت بهذه الأحياء، حيث عانى السكان لليلة كاملة في صرف المياه ومحاولة إزالة انسداد قنوات الصرف القريبة من سكناتهم، على أمل انخفاض منسوب المياه، الذي واصل ارتفاعه مع تواصل تساقط الأمطار دون توقف.
نفس الوضعية شهدتها أحياء منخفضة بسيدي سالم، حيث فاجأت الأمطار الغزيرة المتساقطة السكان القاطنين بالمسطحات المائية بفعل ارتفاع منسوب المياه، ما استدعى تدخل الفرق التقنية لصرف المياه إلى المجاري والوديان. بدورها تحولت طرقات رئيسية إلى مجرى للسيول، منها طريق الكورنيش بشاطئ سانكلو وشابي وكذا السهل الغربي ومخرج البوني.
وفي ذات السياق، يجري مشروع ضخم لصرف المياه على مستوى محيط حي سيبوس، يتضمن إنجاز محطة للرفع وتعلية الوادي وخرسنته، في إطار مخطط حماية ميناء عنابة وتصريف المياه بالمناطق المجاورة له منها المياه القذرة.
من جهتها أفادت مديرية توزيع الكهرباء والغاز عنابة، بنشوب حريق على مستوى القنوات الكهربائية الصاعدة بعمارة رقم 20 بحي 2250 سكنا اجتماعيا الكاليتوسة ببلدية برحال، جراء تسرب مياه سطح العمارة بعد تهاطل الأمطار وملامستها للكوابل الكهربائية، من أعلى العمارة نزولا إلى الطابق الأرضي وصولا إلى مجمع العدادات، متسببة في احتراق الشبكة الكهربائية والعدادات.
وقد تدخلت الفرق التقنية حسب خلية الاتصال بمديرية سونلغاز، مباشرة رفقة الحماية المدنية لإبعاد الخطر على الساكنة وتمكين وحدات الحماية المدنية من التدخل والتحكم في الحريق، كما باشرت أشغال الإصلاح وتعويض الشبكات والعدادات التالفة بمجرد جفاف المكان وبوتيرة جد متسارعة لإعادة تموين المواطنين بالطاقة الكهربائية.
وعلى إثر الاضطراب الجوي، شكلت مصالح ولاية عنابة خلية يقظة، لمتابعة الأوضاع ورصد تطورات التساقط الغزير للأمطار بالأحياء والقطاعات الحضرية الموجودة تحت سطح البحر، فيما سطرت مصالح أمن ولاية عنابة، أول أمس، مخططا أمنيا خاصا على مستوى الطرقات والأحياء والنقاط السوداء التي تشهد انسدادا وعرقلة في حركة المرور، إلى جانب التحسيس لفائدة سائقي مختلف المركبات، بإسداء جملة من النصائح والإرشادات المتعلقة بضرورة احترام قانون المرور وقواعد السياقة السليمة أثناء التقلبات الجوية والتبليغ عن النقاط السوداء.
حسين دريدح