أكد عشية السبت، والي أم البواقي بن عبد الله شايب الدور، فتح تحقيقات إدارية في تجسيد مختلف المشاريع التنموية، التي رصدت لها الدولة مبالغ مالية معتبرة لتجسيدها، في إطار تحسين الخدمة العمومية والتكفل الأمثل باحتياجات المواطنين، متوعدا في السياق ذاته بتحويل ملفات المخالفين للعدالة.
وكان رئيس لجنة التكوين والتعليم العالي بالمجلس الشعبي الولائي، الدكتور بجامعة أم البواقي حناشي مسعود، قد أثار في تدخله في اليوم الثاني، من أشغال الدورة العادية الثالثة للمجلس للشعبي الولائي، إشكالية تعطل الأشغال في مشاريع لفترات زمنية طويلة، الأمر الذي يعود بالضرر على المواطنين بمختلف بلديات الولاية، وهم الذين يدفعون فاتورة هذا التأخر، نتيجة حرمانهم من حقوقهم التي أنفقت عليها الدولة أموالا باهظة للتكفل بها، وأضاف المتحدث بأن هذا الأمر يعتبر جريمة، مطالبا المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي للولاية، بتحريك الدعوى العمومية وإحالة الملفات الغامضة أو يشوبها فساد على العدالة.
وتطرق رئيس لجنة التكوين والتعليم العالي، إلى مشروعين يشوبهما الكثير من الغموض، بإقليم مشتة «بئر لصفر» بهنشير تومغني، ويتعلق المشروع الأول بتزويد المنطقة بالغاز الطبيعي، أين رصد للعملية مبلغ 14 مليار سنتيم وتم توجيهه لـ275 عائلة، غير أن المشروع مس 106 عائلة في مشتة أخرى، رغم أن المشتة الأصلية التي بُرمج على إثرها المشروع ضمن دفتر الشروط هي مشتة «بئر لصفر»، وأضاف المتحدث بأن المشروع الثاني يخص تزويد ذات المشتة بقنوات الصرف الصحي بغلاف مالي بلغ 17 مليار سنتيم، أين أسند المشروع لإحدى مؤسسات الإنجاز، وهي التي اشتغلت على مسافة 4 كلم ولم تقم بإتمام الأشغال بـ4 كلم المتبقية، وفي المقابل تم وضع القنوات المخصصة للمشروع على حافة الطريق منذ سنة 2020، وعلى الرغم من إخطار الجهات الوصية غير أن الأمر يظل على حاله، وأكد الوالي بأنه سيفتح تحقيق في كل العمليات التنموية، وكل الملفات التي سيثبت فيها تجاوزات، سيتم تحويلها للعدالة، مؤكدا بأنه لا يقبل بمثل هكذا تلاعبات. وأشار الوالي في رده على انشغالات أعضاء المجلس الشعبي الولائي، على ضرورة الحرص على إيلاء أهمية خاصة للتلاميذ بالمؤسسات التربوية، مطالبا بضرورة الانطلاق في العمليات الخاصة بقطاع التربية لتخفيف الضغط داخل الأقسام، وتحضير الدخول المدرسي القادم، مع الحرص على تجهيز كل الأقسام والمطاعم دون استثناء، والخرجات الميدانية، كشفت بأن بعض المؤسسات التربوية تحوز تجهيزات مهترئة ترجع لعشرات السنين، كما أن المطاعم التي انتهت بها الأشغال لم يتم تجهيزها، مشيرا بأنه سيقف شخصيا في خرجاته الميدانية على وضعية المطاعم المدرسية وتجهيزاتها ونوعية الوجبات المقدمة، مع الحرص على تقديم الوجبات الساخنة والمتوازنة، داعيا إلى إتمام ربط المؤسسات التربوية بالانترنت، وتوفير الفضاءات الرياضية داخل المؤسسات التعليمية، مبينا بأنه سيخصص مبلغ هام السنة القادمة لإتمام إنجاز هذه الفضاءات، ناهيك عن توفير التدفئة والنقل المدرسي، خاصة وأن عدة مناطق لا تصلها حافلات النقل المدرسي. وبالنسبة لقطاع التعليم العالي، أشار بأنه سيعمل على تحسين ظروف تمدرس الطلبة، مثمنا ما تقوم به إدارة جامعة العربي بن مهيدي لطلبتها، وبخصوص المطالب بحل مشاكل المستثمرين العالقة لفترة طويلة وأثرت على خلق فرص عمل، فقد وعد بأنه سيتم العمل على حل كل الإشكاليات، إلى جانب العمل على تسوية العقار الفلاحي، مشيرا بأن هياكل ومرافق التخزين، انطلقت وستكون جاهزة في موعدها المحدد، مع العمل على فتح مسالك ريفية وتوفير مياه السقي، وفي مجال السكن أكد الوالي سعيه لتوفير الأرضيات لتوطين مشاريع حصص سكنية إضافية في مختلف الصيغ، مع الوقوف على سرعة الإنجاز وتسليم السكنات لأصحابها في الوقت المحدد، وفي مجال الصحة أشار إلى أنه سيقف على الخدمات الطبية المقدمة للمريض مع تأكيده على الشفافية في ضبط المواعيد لإجراء الفحوصات للمرضى، مع السعي لوصول الخدمات الصحية لأقصى النقاط بالولاية، من خلال المراكز الصحية الجوارية وقاعات العلاج، وهي مرافق ستحظى بزيارات ميدانية، وأشار الوالي لمحاربة ظاهرة السكنات الفوضوية، مؤكدا بأنه لا يسمح مطلقا بالاستيلاء على العقار من هذا الباب.
أحمد ذيب
