الجمارك تراقب خزانات المركبات المتجهة نحو تونس
اتخذت المديرية الجهوية للجمارك بتبسة إجراءات جديدة بالتنسيق مع مختلف الأسلاك، سعيا للحد من ظاهرة التهريب التي تنخر الاقتصاد الوطني، أين تقرر مراقبة خزانات المركبات المتجهة نحو القطر التونسي، وفي هذا الإطار تمت مراقبة و ترصيص أكثر من 6 آلاف خزان خلال الفترة الممتدة من شهر جويلية إلى شهر أكتوبر المنصرم، مما سهل من إجراءات العبور والحد من تهريب مادة الوقود، حسب مصدر مسؤول بالمديرية.
كما تم تكثيف الخرجات الميدانية لمراقبة سير محطات الوقود حتى تسير في الاتجاه السليم فضلا على المراقبة الدورية الدائمة لعملية تسقيف كميات الوقود الموزعة، بالإضافة إلى التنسيق والعمل الرقابي مع الأجهزة الأمنية للقضاء على ظاهرة التهريب، وفق ما أعلنت عنه المديرية.
كما تم دعم التنسيق والتعامل بين جهازي الجمارك وحرس الحدود الذين يعملون في مراكز متقدمة لضمان تغطية دائمة وفعالة، وحسب ذات المصدر أنه سجل في السنة المنصرمة حجز أكثر من 84 ألف لتر من الوقود إلى زهاء 535 ألف لتر خلال السنة الجارية، وهو ما يترجم نجاعة الإجراءات المتخذة، وسجلت المديرية الجهوية للجمارك 595 قضية تهريب في السنة الحالية بينما بلغت 890 قضية في السنة الفارطة.
وشددت المديرية الجهوية للجمارك بتبسة على أن كل أجهزة الدولة معنية بمكافحة التهريب وليس فقط الأجهزة الأمنية، و ذكرت أن مصالح التجارة و الضرائب ومراقبة الأسعار وغيرها كلها تستطيع في مجال اختصاصها أن تحارب التهريب.
كما نوهت بالتعاون الذي يساهم به المجتمع المدني الذي أقحمه هو الآخر المشرع في القانون 06/ 05 في مجال الوقاية و المكافحة والمتعلق بمكافحة التهريب،وأوضح مصدر من ذات المديرية أن سبب تركيز المهربين على تهريب المحروقات يعود لهامش الربح الكبير الذي يحققونه والذي يتراوح من 8 إلى عشرة مرات، بما يسمح لهم بدفع تكاليف كل العاملين في حلقات التهريب ابتداء من التجميع إلى التخزين إلى النقل والرصد.
ويمكن لسيارة واحدة خلال رحلة لمسافة تتراوح ما بين 20 إلى 40 كلم تحقيق ربح صاف يصل إلى أكثر من 8 ملايين سنتيم، وعلى هذا الأساس يمكن أن نستنتج ما يتم تحقيقه من أرباح خيالية إذا كان المهرب يستعمل عدة سيارات و يحالفه الحظ في القيام بعدة رحلات في مدة قصيرة، لهذا تأتي قضايا تهريب المحروقات في الصدارة من حيث العدد في القضايا التي طرحت على العدالة. وينقسم المهربون إلى صنفين حسب ذات المصدر. الأول يضم الذين يمثل التهريب بالنسبة لهم قوتا يوميا، والثاني هم «البارونات « الذين يستحوذون على أموال كثيرة يوظفونها في نشاطات التهريب، و هذا الصنف هو الذي يقوم بجمع السلع و تخزينها و تهريبها.
ولاحظ محدثنا أن التهريب اتخذ طابع الجريمة المنظمة لأن المهام فيه صارت مقسمة، فهناك الذين يقومون بجمع المادة المهربة بكميات قليلة من محطات توزيع الوقود و تخزينها في المنازل و مخابئ خاصة، ثم يأتي دور المجمع الرئيسي وهو رئيس العصابة الذي يستقبل ما يجمعه الجامعون الصغار ويخزنه في أماكن خالية أو مستودعات أو أماكن التخزين بالوديان و الأحراش بالقرب من الشريط الحدودي و أشار أن هذه الأخيرة تراجع استعمالها بعد اكتشاف عدد منها من طرف حرس الحدود، غير أن الضربات الموجعة التي وجهتها مصالح الجمارك والأسلاك الأمنية للمهربين، قلصت بشكل واضح وجلي نشاط التهريب لاسيما المواد الطاقوية منها، و قد صار بفعل ذلك الدخول إلى محطات توزيع الوقود العمومية والخاصة بكل راحة من أجل التزود بالوقود في الفترة الأخيرة خصوصا.
ع.نصيب