نقص الأطباء بقاعات علاج يثير استياء سكان مناطق نائية
يشتكي سكان القرى و البلديات النائية بولاية برج بوعريريج، من النقص المسجل في الخدمات الصحية، رغم توفرها على مراكز صحية و قاعات للعلاج لازال دورها يقتصر على تقديم خدمات بسيطة لا ترقى إلى تطلعات المواطنين، في ظل نقص التجهيز بالمعدات الطبية اللازمة و النقص الكبير في التأطير الطبي.
و قد تكرر مطلب المواطنين بتوفير التأطير الطبي الكافي و افتتاح قاعات العلاج و المراكز الصحية المغلقة بعديد القرى و البلديات في مختلف الخرجات الميدانية و الزيارات التفقدية للسلطات الولائية بعديد البلديات، على غرار سكان قرية شكبو ببلدية جعافرة الذين أبدوا استياءهم من بقاء مركز العلاج المنجز بقريتهم منذ مدة مغلقا بسبب انعدام التأطير الطبي، فيما أرجع مسؤول المؤسسة الاستشفائية بالقلة السبب إلى انعدام التجهيزات و معدات التدفئة بمقر مركز العلاج ما أدى إلى تأخير افتتاحه.
كما طرح سكان قرية أولاد أحمد ببلدية العش و سكان قرى بلدية حرازة مشكل انعدام التاطير الطبي الكافي بالمراكز الصحية المتواجدة بتجمعاتهم السكانية، و اقتصار التأطير على الممرض الذي يزور المركز الصحي مرتان في الأسبوع، فيما تفتقر أغلب قاعات العلاج و المراكز الصحية عبر إقليم الولاية للتأطير بالطبيب، ما يجعل الخدمات التي تقدمها تنحصر في خدمات صحية بسيطة كتضميد الجراح و الحقن.
و عبر سكان مختلف القرى في شكاويهم الشفهية المقدمة للمسؤول الأول على رأس الولاية، عن استيائهم من تماطل مديرية الصحة في التكفل بانشغالاتهم، خاصة ما يتعلق منها بتدعيم المرافق الصحية بطبيب يسهر على تقديم العلاج للمواطنين و لو لمرتين في الأسبوع، مشيرين إلى أن أغلب المرافق تقدم خدمات بسيطة لا ترقى لاحتياج السكان، في ظل اقتصار التأطير على الأعوان شبه الطبيين، ما يدفع بهم إلى التنقل على مسافات نحو العيادات المتعددة الخدمات بالبلديات المجاورة أو نحو مستشفى بوزيدي الولائي، خصوصا أثناء فترات الليل التي تتضاعف فيها متاعبهم في نقل المرضى و الحالات المستعجلة، لإنعدام وسائل النقل ما يدفعهم إلى الاستنجاد بأصحاب سيارات " الفرود "، مشيرين كذلك إلى تواصل معاناتهم في نقل الأطفال الرضع و النساء إلى المؤسسات الاستشفائية البعيدة عن مقرات سكنهم من أجل الحصول على خدمات صحية بسيطة، مثل حملات تطعيم الأطفال و حقنهم باللقاحات المضادة للأمراض، و الفحص الطبي في الحالات المستعجلة خاصة بالمناطق المعروفة باللسع العقربي على غرار سكان القرى ببلديات الجهة الجنوبية.
و تعدى هذا الأشكال حدود المناطق الجغرافية الريفية المعروفة بصعوبة تضاريسها و القرى البعيدة و البلديات النائية، ليطال مراكز صحية تتواجد بالمدن الكبرى، على غرار المركز الصحي المتواجد بحي 1008 مسكن الذي اشتكى سكانه في وقت سابق من نقص التأطير الطبي و انعدام التأطير بطبيب مداوم بالمركز الصحي.
و قد انتبه والي الولاية لكثرة الشكاوى من انعدام التأطير بقاعات العلاج و المراكز الصحية، حيث أشار في إحدى الزيارات الميدانية إلى تكرر مثل هذه الشكاوى في عديد المناسبات و طالب حينها من مدير الصحة و المسؤولين على القطاع بالولاية بضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة و الكفيلة بالقضاء على هذا المشكل. و أكدت مصادرنا على توجيه والي الولاية مؤخرا لانتقادات للمسؤولين على قطاع الصحة بالولاية و أمرهم بوضع برنامج دوري لتأطير قاعات و مراكز العلاج بالأطباء، و تغطية قاعات العلاج بطبيب لمدة يوم أو يومين في الأسبوع حسب احتياجات السكان، فضلا عن مطالبته بإعادة الاعتبار لقاعات العلاج المغلقة و تجهيزها بالمعدات اللازمة لتمكين المواطنين من تلقي العلاج و تقريب المرافق الصحية من مقرات سكنهم .
ع.بوعبدالله