تعرف ساحة أول نوفمبر المقابلة للبريد المركزي بوسط المدينة، و المعروفة بنشاط السوق السوداء للعملة الصعبة حالة من الهدوء و النشاط الحذر غير المسبوق، و ذلك بعد تعزيز الإجراءات الأمنية الخاصة بالتظاهرة ما أدى إلى ارتباك المعنيين خوفا من تكرار سيناريو «السكوار» بالعاصمة.
النصر تجولت بالمكان الذي يعتبر بمثابة بورصة العملات و أحد النقاط السوداء الموازية للبنوك في عاصمة الشرق، حيث لوحظت تعزيزات أمنية يومية من خلال ركن مركبات خاصة بقوات مكافحة الشغب، و ذلك تزامنا مع انطلاق تظاهرة عاصمة الثقافة العربية في 16 من الشهر الماضي، و نظرا لتواجد مقر المسرح الجهوي مقابل ساحة أول نوفمبر و احتضان الأخير للعديد من البرامج الثقافية و الاحتفالات الخاصة بالتظاهرة، و هو ما جعل السلطات الولائية تعزز الأمن بالمنطقة من أجل تأمين النشاطات الثقافية و الوفود المشاركة من جهة، و كذا من أجل منع الأشخاص الذين يتاجرون بطريقة غير قانونية في مجال تبديل العملة من النشاط، و الذي من شأنه التأثير سلبا على سمعة المدينة . و من خلال الحديث مع بعض الأشخاص الذين يتواجدون يوميا تقريبا بهذا المكان لمزاولة النشاط ، أكدوا أن السبب يعود إلى التعزيزات الأمنية التي قامت بها الجهات المعنية على مستوى العديد من المواقع منها ساحة أول نوفمبر، حيث تم تسجيل نشاط حذر في أوساط المعنيين و يتضح ذلك من خلال تخفي معظمهم و عدم الكشف عن الأوراق النقدية مثل السابق، فيما يقوم آخرون باتخاذ مواقع منزوية خوفا من مشاهدة رجال الأمن المرابطين في المكان ليلا و نهارا، حيث يقتصر حاليا نشاط مبدلي العملة سوى على تصيد الزبائن بشكل سري .
كما تجدر الإشارة أن حادثة ساحة بورسعيد أو ما يسمى «بالسكوار» التي وقعت مؤخرا في قلب العاصمة، أثرت نوعا ما على النشاط غير القانوني لتبديل العملة، خاصة و أن قوات الأمن قامت بمطاردة المعنيين و تمكنت من حجز مبالغ مالية بالملايين من العملة الوطنية و الأجنبية من عائدات التجارة في المجال.
خالد ضرباني