جدل حول كيفية توزيع الإعانات على الجمعيات الثقافية والرياضية
ما تزال الإعانات المالية التي تمنحها البلدية للجمعيات الثقافية والرياضية تحدث جدلا بين منتخبي المجلس الشعبي البلدي بقسنطينة، حيث تحدث العديد من أعضاء المجلس عن غموض في طريقة توزيعها وطالبوا بحرمان الجمعيات التي تمتلك مداخيل مالية أخرى.
وصادق أعضاء المجلس الشعبي البلدي، أمس الأول خلال الدورة العادية، على منح إعانة مالية لـ 84 جمعية ثقافية ورياضية، بقيمة مالية تقدر بأزيد من ستة ملايير و 800 مليون سنتيم، وسط تساؤلات من المنتخبين عن المعايير المعتمدة في كيفية منح الأموال وتوزيعها على كل جميعة.
و ذكر منتخب أن العديد من الجمعيات تتحصل على أموال معتبرة من عائدات المنتسبين إليها ولابد من إعادة النظر في هذا الأمر، كما قال آخر إن نواد رياضية عديدة حققت نتائج جيدة وطنيا ودوليا، لكن مستوى الإعانات كان بحسبه، ضئيلا جدا ولا يلبي حتى مصاريف تنقل ليوم واحد.
وأوضح أحد المنتخبين للنصر، أن هذا الملف يشوبه الكثير من الغموض، حيث ذكر أن بعض الجمعيات موجودة بالاسم فقط و غائبة عن الميدان، و تظهر مثلما قال في المناسبات فقط، كما أن البعض منها لم يقدم التقريرين المالي و الأدبي، في حين أكد آخر على ضرورة تقديم الإعانات لمن وصفها بالجمعيات الحقيقية الناشطة في الواقع، أما رئيس البلدية فقد استغرب منح إعانة لجمعيتين قال إنه يجهل طبيعة نشاطهما و “لم يسمع باسميهما من قبل”.
وقد تقرر في الجلسة منح إعانة تقدر بـ 500 مليون سنتيم للمهرجان الدولي “ديما جاز” بعد أن علقت هذه المساعدة العام الماضي بسبب نزاع قضائي بين المجلس السابق ومنظمي المهرجان، حيث ذكر مندوب مندوبية التوت نبيل بوصبع أن الخلاف ما يزال عالقا على مستوى القضاء، و لابد، بحسبه، أن يؤخذ هذا الأمر بعين الاعتبار، لكنه أكد أنه مع استمرارية إقامة المهرجان بقسنطينة و بأنه يجب إيلاء أهمية لتعليمة وزارة الثقافة، التي تنص على عدم جلب الفنانين من دول أجنبية في إطار تدابير التقشف.
وذكر ‹»المير» نجيب عراب، أنه لا يعلم حقيقة النزاع القائم بين المجلس السابق ومنظمي المهرجان، لكنه أكد على ضرورة دعمه كونه النشاط الوحيد من نوعه على مستوى شمال إفريقيا والعديد من الدول، متحدثا عن أطراف ما تزال تسعى إلى انتزاع تنظيمه من المدينة، كما أضاف بالقول «لابد علينا أن نواصل رعاية هذا الحدث الثقافي”، فيما أكد ممثل عن لجنة الثقافة أنه تم احترام جميع الإجراءات القانونية المعمول بها في توزيع الإعانات، مع إيلاء أهمية لكل ناد أو جمعية، تحقق نشاطات ميدانية ممتازة.
تجدر الإشارة إلى أن المجلس السابق، قد عرف اختلالات كثيرة ومتابعات قضائية ضد منتخبين، بعد إلغاء مداولتين للمجلس الشعبي البلدي لبلدية قسنطينة، حيث تضمنتا صرف إعانات مالية بقيمة 20 مليار سنتيم، لفائدة جمعيات رياضية و ثقافية، كما أن الولاة طالما شددوا على ضرورة منحها بشفافية إلى الهيئات النشطة ميدانيا وإقصاء كل واحدة لم تقدم تقاريرها الأدبية والمالية.
لقمان/ق
