حافلـــة تقتــل الطفلــة هديــل على بعـد خطــوات مـن حضـن أبيهــــا
لفظت مساء أمس الاثنين، تلميذة في السنة أولى من الطور الابتدائي أنفاسها الأخيرة تحت حافلة صدمتها بالقرب من مدرستها عند قطعها طريق السيارات بشارع جيش التحرير الوطني في بلدية حامة بوزيان، متوجّهةً إلى مركز البريد الذي يعمل فيه والدها والمقابل لمدرستها.
وذكر لنا شهود عيان من المواطنين أن الحادثة سُجّلت حوالي الساعة الثانية مساء، عند خروج التلاميذ من مدرسة عميور محمد الموجودة بشارع جيش التحرير ببلدية حامة بوزيان، حيث تقع المؤسسة مقابل مركز البريد الذي يعمل فيه والد الضحية المسماة (هديل.ش) والبالغة من العمر ست سنوات. وقد كانت هديل تسير رفقة زميلة لها ثم قطعت معها الطريق متوجهة نحو مركز البريد للالتحاق بوالدها الذي يعمل هناك، لكنّ القدر كانت له نية أخرى، فعلى بعد خطوات من بلوغها الضفة المقابلة من الرصيف باغتتها حافلة وصدمتها مسببة لها جروحا متعددة في أنحاء متفرقة من الجسم.
وقد أدّت الجروح إلى وفاتها في المستوصف، فيما وصل بعد ذلك عناصر الحماية المدنية وقاموا باستخراجها من أسفل الحافلة التي تعمل على خط الحامة وبوذراع صالح بحسب ما أخبرنا به المواطنون، في حين أوردت مديرية الحماية المدنية أن الطفلة تعرضت “للدهس من حافلة من نوع “سوناكوم» وسببت للضحية نزيفا بالرأس وإصابات أخرى، حيث قدمت لها الإسعافات الأولية ونقلت إلى المستوصف لتلفظ أنفاسها الأخيرة هناك.
ووصلنا إلى موقع الحادث بعد أكثر من ساعة من وقوعه، فوجدنا بقعة كبيرة من المياه على الأرض في المكان الذي توفيت فيه الطفلة، بعد أن نقلت إلى المؤسسة العمومية للصحة الجوارية، التي احتشد فيها عشرات المواطنين من جيران عائلة الضحية وأبناء بلدية حامة بوزيان ولم تفارق وجوههم علامات الذهول من هول الصدمة، خصوصا وأن الكثيرين منهم يعرفون والدها بحكم تعامله الدائم معهم في مركز البريد. وقد أغمي على فتاة شابة في العيادة من فرط تأثرها، فقدّمت لها الإسعافات، فيما أخبرنا أحد المواطنين أنها من الذين شاهدوا الحادث لحظة وقوعه. أما عناصر الشرطة فقد كانوا داخل المستوصف وعلى رأسهم رئيس أمن دائرة حامة بوزيان إلى جانب أعوان الحماية المدنية، الذين حملوا جثة الفتاة في سيارة الإسعاف وتوجهوا بها إلى مصلحة حفظ الجثث بالمستشفى الجامعي ابن باديس. ولم نتمكن من التحدث إلى والد الضحية أو غيره من أفراد الأسرة بسبب حالة الصّدمة التي كانوا فيها، في وقت كان جميع سكان مدينة الحامة يعيدون سرد وقائع الحادث الأليم في الشارع.
سامي .ح