مشاريـــع ترميـــم عـــمارات وســـط المدينــــة تراوح مكانــــها
لا تزال مشاريع ترميم وإعادة تأهيل عمارات وسط مدينة قسنطينة ورشة مفتوحة على الجدل، نتيجة ما أثاره مواطنون وتقنيون من انتقادات حول نوعية الأشغال والتأخر الكبير في الإنجاز.
وعلى الرغم من تقديم المسؤولين المحليين في شهر أوت من السنة الماضية التزامات بإعادة تأهيل أزيد من 400 بناية مبرمجة خصص لها أزيد من 3 ملايير دينار، قبل انطلاق تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية، إلا أن وعودهم ذهبت أدراج الرياح، وظلت العديد من البنايات بأحياء وسط المدينة ورشة مفتوحة، عرقلت حركة المواطنينن وتسببت في إزعاج كبير لقاطنيها الذين قالوا بأن أعمدة الصقالة المنصوبة منذ أزيد من 8 أشهر حرمتهم من منافذ للتنفس، وضيقت عليهم بقضبان حديدية تشبه تلك الموجودة في السجون على حد وصفهم.
وفي جولة استطلاعية قادت النصر إلى مختلف مواقع المباني بوسط المدينة، على غرار شارع بلوزداد وعواطي مصطفى، بالإضافة إلى شارع فرنسا وطاطاش بلقاسم،لاحظنا بأن الأشغال في بعضها شبه متوقفة وأخرى معطلة تماما ولا يوجد بها ما يدل على أي حركية، في وقت لا تزال الأشغال جارية في أحياء الهواء الجميل وعمارات السيلوك التي انتهت بها سوى الواجهات الخلفية لتبقى الجهة الخلفية ورشة مفتوحة.
وذكر لنا العديد من سكان البنايات التي انتهت بها الأشغال، بأنهم علقوا آمالا كبيرة على المشروع، لكنهم اصطدموا بسطحية العملية وسوء الإنجاز، حيث أكدوا بأن طبيعة المواد المستخدمة رديئة كما أن الأشغال ما فتئت تظهر بها العديد من العيوب نتيجة عدم تخصص العمال والتسرع في الإنجاز، خاصة ما تعلق منها في كيفية الطلاء وترميم الأسقف و الكتامة، ناهيك عن أشغال النجارة وإعادة وضع مكيفات التبريد والهوائيات المقعرة، مشيرين إلى أنهم طالبوا من الشركات المكلفة خاصة الأجنبية منها بإصلاحها لكنهم يتماطلون ووصل الحد بهم إلى طلب مبالغ مالية من أجل القيام بذلك. وحسب ما أفادت به مصادرمن الورشات، فإن العملية عرفت انطلاقة خاطئة منذ البداية، بعد ما شابتها الكثير من التجاذبات حول الجهة المشرفة على المشروع ليتم منح المشاريع بصيغة التراضي البسيط لشركات محلية و أجنبية هذه الأخيرة وزعت المشاريع على مؤسسات محلية عن طريق المناولة، ، مضيفا بأن أداء المقاولات المحلية كان أفضل لكنه هو الآخر لا يخلو من العيوب.
وأضافت ذات المصادر بأن خلية المراقبة التي نصبتها مديرية السكن بالتنسيق مع ديوان «أوبيجيي”، تعاني من الضغط والاحتجاجات اليومية للمواطنين وشركات المناولات التي تطالب بمستحقاتها المالية العالقة، في وقت لا يزال فيه استبدال المقاولات بأخرى جاريا.
وقد حاولنا على توضيحات وتفاصل عن المشاريع مع مديرية السكن لكن تعذر علينا ذلك رغم محاولاتنا المتكررة.
لقمان/ق