طلبــة وأساتـذة يصوّتون لمواصلــة الإضــراب
قرر، أمس، طلبة عمارة العلوم بجامعة الإخوة منتوري بقسنطينة، مواصلة الإضراب بناء على نتائج تصويت قاموا بتنظيمه، بينما صوت زملاؤهم في قسم الطب لاستئناف الدراسة، و هي العملية نفسها التي أجراها حوالي 300 أستاذ انتهوا إلى مقاطعة الدروس، مع تأكيدهم على أهمية الحضور اليومي لفتح نقاشات حول مستقبل الحراك.
وقرر 1022 طالبا في عملية تصويت استمرت لحوالي 3 ساعات عند مدخل عمارة العلوم، مواصلة الإضراب بشرط الحضور اليومي على التاسعة صباحا للقيام بوقفة احتجاجية إلى غاية نهاية الحراك، فيما صوت 158 لصالح العودة للمدرجات، أما حوالي 180 طالبا فانقسموا بين الإضراب لمدة يومين في الأسبوع، و بين مزاولة الدراسة باستثناء يوم المسيرة كل ثلاثاء. بالمقابل، فضل بعض طلبة جامعة منتوري الذين لم يشاركوا بالأساس في عملية التصويت، مزاولة الدراسة بشكل عادي على غرار المسجلين في الماستر 2، إضافة إلى بعض الرافضين لتضييع الحصص التطبيقية في مختلف السنوات.
وأكدت إحدى المشرفات على العملية للنصر، أن هذه الخطوة جاءت إثر احتجاج طلبة على حرمانهم من الدراسة بعد غلق الأبواب من طرف آخرين، ما أدى إلى عقد اجتماع يوم الخميس الماضي حضره ممثلون عن كل السنوات والمراحل، من أجل عرض اقتراحات بقية الزملاء، ليتم الاتفاق على المقترحات الأربعة المذكورة و التصويت عليها.
و لاحظنا أثناء احتساب الأصوات، محاولة بعض الطلبة التحايل من خلال وضع عدة أوراق ملتصقة، من أجل رفع عدد المؤيدين لمواصلة الإضراب، ليتفطن المنظمون إلى الأمر، كما شهدت العملية حضورا مكثفا للطلبة الذين كانوا شغوفين لمعرفة النتيجة، قبل أن يحتفل العديد منهم عند إعلان النتائج خاصة وأن الفارق كان كبيرا بين المؤدين لخيار الإضراب والمعارضين له.وأكدت ممثلة عن طلبة عمارة العلوم التي تُدّرس بها عدة تخصصات منها الفيزياء و الكيمياء و الرياضيات، أن حراك الطلاب هو تشجيع للحراك الشعبي، والهدف منه هو إيصال صوتهم بطريقتهم الخاصة، مضيفة أنها من السنة البيضاء، لعلمها المسبق بإمكانية مواصلة البرنامج في الأشهر القادمة.
كما ذكر أحد منظمي عملية التصويت، أنه وبقية زملائه يتعرضون لاتهامات لا أساس لها من الصحة، وفحواها، حسبه، أن المنظمين هم ممن حصلوا على علامات متدنية ومهددون بالرسوب. و قد تحدثت النصر مع طلبة بجامعة منتوري، حيث أجمعوا على أنهم يريدون الاستمرار في الإضراب لغاية نهاية شهر رمضان، ومن بعده يمكنهم الدراسة حتى ساعات متأخرة من كل يوم، أو مواصلة الموسم حتى شهر أكتوبر، من أجل تعويض الحصص الضائعة.
و في السياق ذاته، صوت أمس 55 بالمئة من طلبة قسم الطب الذين شاركوا في التصويت في مقر الكلية بالشالي، على استئناف الدراسة بعد 5 أسابيع من التوقف، مع استثناء يوم الثلاثاء الذي سيخصص، بحسب ما أكده مصدر طلابي للنصر، للمسيرة الأسبوعية، فيما يتواصل الإضراب بقسمي الصيدلة و جراحة الأسنان، كما من المنتظر أن تُجرى عملية تصويت مماثلة في مجمع الآداب اليوم و بمجمع أحمد حماني «زرزارة» خلال الأيام القادمة.من جهة أخرى، شارك أمس حوالي 300 أستاذ معظمهم من جامعة صالح بوبنيدر، في عملية تصويت احتضنتها كلية الهندسة بالمدينة الجامعية بعلي منجلي، و قال مصدر من الأساتذة للنصر، إن 62 بالمئة صوتوا لصالح الاستمرار في الإضراب، مبررين ذلك بأن الوضع يستوجب «مقاطعة النظام» بل و حتى التضحية بالأجور إن استلزم الأمر، بما يعكس انضمام الأسرة الجامعية للشعب، أما النسبة المتبقية من المصوتين، فقد انقسمت بين العودة للعمل و بين المقاطعة بشروط، فيما سيعقد اليوم اجتماع لضبط آليات تطبيق قرار الإضراب، من خلال الحرص على حضور الأساتذة للقيام بنشاطات توعوية و فتح نقاشات حول مستقبل الحراك و الجزائر، بحسب تأكيد مصدرنا.
حاتم.ب/ ي.ب