أكد رئيس مكتب حماية الثروة الحيوانية والنباتية بمحافظة الغابات بقسنطينة، أن مصالحه أحصت احتراق 22 هكتارا من الأشجار الغابية والأحراش والحشائش، منذ الفاتح من شهر جوان المنقضي، فيما أرجع الحرائق إلى نشاط بائعي الذرة المشوية على حواف الطرقات المحاذية للغابات وكذا المفرغات العشوائية.
وقال المفتش الرئيسي بن مقورة معاذ، في لقاء بالنصر يوم أمس، إن الحرائق أتت على 9 هكتارات من الأشجار و13 هكتارا من الأحراش والحشائش الغابية، كما تم تسجيل 45 تدخلا على مستوى 4 حرائق كبرى، 3 منها أتلفت 13 هكتارا من الأحراش والحشائش الغابية و4 هكتارات صنوبر حلبي وذلك في الفترة الممتدة ما بين 1 جوان إلى 20 جويلية.
فعلى مستوى غابة دراع الماجن بجبل الوحش، سجل يوم 29 من الشهر الفارط حريق أتى على هكتارين بسبب تفحم غراب على إثر اقترابه من أحد الأعمدة الكهربائية، أما الثاني فحدث في غابة بيت جازية بزيغود يوسف وأتلف 3 هكتارات، بينما وقع الحريق الثالث الذي كان أكبر، في بلدية ابن باديس، ما نجم عنه تفحم 4 هكتارات من الأشجار الغابية و8 هكتارات من الأحراش، إضافة إلى 12 هكتارا من القمح و60 شجرة مثمرة تابعة لأحد الخواص. إلى جانب ذلك، تم صبيحة أمس تسجيل حريق على مستوى غابة الجباس أتى على 5 هكتارات بها و على 20 هكتارا من الأراضي خارج محيطها.
و أكد محدثنا أن عدد التدخلات ارتفع مقارنة بالسنوات الفارطة، فيما انخفضت مساحة الغابات المتضررة، مضيفا أن من أهم مسببات الحرائق، هي عملية حرق الحصائد من طرف الفلاحين، لمنع زملائهم الموالين من الرعي فيها، فيما يلجأ مزارعون آخرون لإضرام النار بغية القضاء على بعض الأمراض التي تمس النباتات، رغم أن بقايا الحصائد تتحول إلى مواد عضوية بعد تحللها وهي مفيدة للتربة.
وأضاف السيد بن مقورة بأن حالات احتراق بعض الغابات بفعل عوامل خارجة عن محيطها، كثرت في الآونة الأخيرة، خاصة بالنسبة لتلك المجاورة للطرقات البلدية والولائية والوطنية، على غرار غابة الحاج بابا الواقعة بمحاذاة الطريق المؤدي من وإلى بوالصوف وعين سمارة، وكذا غابة طريق «الكنتور» وذلك بسبب رمي المواطنين للسجائر بالقرب منها.
كما تسبب بائعو الذرة على حواف الطرقات وخاصة محور الحاج بابا والمسلك الاجتنابي للطريق السيّار بمنطقة جبل الوحش، في هذه الحوادث، حيث و عند قيام البائع بشوي الذرة تتناثر الجمرات عند هبوب الرياح وتصل إلى غاية الغابات القريبة.
سبب آخر يراه المسؤول من بين العوامل التي تؤدي إلى الحرائق، وهو المفرغات العشوائية بقلب الغابات، حيث يقوم بعض المواطنين برمي عشوائي للمهملات مع إحراقها دون أن مراعاة الأخطار المترتبة عن ذلك، لتصل الجمرات عبر الرياح إلى الأشجار، وهو ما حدث ولا يزال يحدث بغابة الجباس.
إضافة إلى ذلك، يقوم بعض سكان الجبل بحرق مساحات شاسعة من أراضيهم المحاذية للغابة، من أجل اتلاف بعض الحشائش التي تصبح يابسة وغير صالحة للرعي، على غرار العرعار والقندور والديس.
و ذكر محدثنا أنه و مع اقتراب موعد العيد الأضحى، فإن العديد من الشباب والعائلات يلجؤون للغابات من أجل إعداد الشواء، و هو أمر أكد أنه ممنوع، حيث ينص القانون على عقوبة السجن بالنسبة لكل من يضرم النار في الغابة خلال الفترة الممتدة ما بين 1 جوان إلى 31 أكتوبر، نظرا لما يشكله هذا السلوك من مخاطر.
وقال المفتش الرئيسي، إن أكثر غابات الولاية التي تعرف نشوب الحرائق، هي دراع الناقة والجباس وجبل الوحش، مرجعا ذلك إلى قربها من السكان و وقوعها على مسافات قصيرة من الطريق، وأضاف المتحدث أن محافظة الغابات بقسنطينة، قامت بعدة عمليات تحسيسية بخصوص الأنشطة الاحترازية الواجب اتخاذها من طرف الفلاحين، والمتمثلة في وضع فاصل بين القطع الأرضية والغابات، منوها بالجهود المبذولة من طرف الحماية المدنية والرتل المتحرك الذي تدعمت به مؤخرا.
حاتم/ب