أدت الحشائش اليابسة بحدائق واقعة داخل المحيط العمراني لمدينة قسنطينة إلى ظهور الكثير من الحرائق خلال الأيام الأخيرة بسبب ارتفاع الحرارة، حيث تسببت في تفحم بعض الأشجار وسقوطها، بينما يرجع السكان الأمر إلى نقص عمليات نزع الأعشاب.
وقمنا بجولة عبر عدة أحياء من الجهة الغربية للمدينة، حيث لاحظنا على مستوى حي 20 أوت انتشارا كبيرا للأعشاب في المساحات الخالية بين البنايات، وأغلبها حشائش طويلة ويابسة، كما لاحظنا تكدسا لكمية كبيرة من القمامة وسط الحشائش اليابسة بالقرب من محطة سيارات الأجرة التي تعمل على خط وسط المدينة بنفس الحي، الذي تسجل فيه بعض المساحات الخضراء التي خضعت للعناية من طرف السكان أو مصالح البلدية، بحسب ما أكده لنا مواطنون. وقد لاحظنا وجود كومة من الحشائش اليابسة قام السكان بقطعها وتكديسها بالقرب من حاويات القمامة.
وغير بعيد عن حي 20 أوت، لاحظنا وجود شجرة كبيرة متفحّمة داخل حديقة مقابلة لعمارات حي بن بولعيد وواقعة على الأرض، فيما يحيط ببقايا الشجرة حيز أسود كبير ناتج عن احتراق الأعشاب، في حين احترقت شجرة كبيرة داخل حديقة واقعة خلف عمارات فضيلة سعدان، ووجدنا أنها قد سقطت على الأرض وتفحّمت أيضا. وأخبرنا أحد السكان أن خطر اشتعال الأعشاب وارد جدا خلال فصل الصيف، مشيرا إلى أن الأولياء يتخوفون على أبنائهم منها، في حين أكد لنا أن بعض الأطفال يعمدون أحيانا إلى إحراق الحشائش اليابسة أثناء اللعب، ما يؤدي إلى اشتعال نيران كبيرة بسبب الرياح.
ويعرف حي بوجنانة نفس مشكلة انتشار الحشائش اليابسة خلال هذه الأيام، ما يؤدي إلى اشتعالها نتيجة الحر، بالإضافة إلى حي بوالصوف الذي تنتشر فيه مساحات واسعة تغزوها أشجار وحشائش يابسة، فضلا عن وجود نقاط احترقت مؤخرا. وأكد لنا سكان من الأحياء التي شملتها جولتنا، أن عمليات قطع الحشائش لا تمس جميع النقاط، مشيرين إلى أن السكان يقومون أحيانا بالتكفل بنزعها بأنفسهم، في حين عبروا عن تخوفهم من الجرذان وانتشار الأوساخ فيها، فضلا عن استيائهم من الروائح الخانقة الناجمة عن احتراق الأعشاب.
ووقفنا في جولتنا على عدة بقع سوداء ناجمة عن احتراق الحشائش اليابسة بين الأحياء السكنية وبالقرب من التجمعات العمرانية، على غرار حريق نشب أمس في أعشاب بإحدى زوايا محطة المسافرين الشرقية بطريق الصومام، بالإضافة إلى مساحة من الأعشاب أسفل عمارات حي الصفصاف مقابل ملعب الشهيد حملاوي، كما يسجل نفس الأمر على مستوى المساحة الخلفية لعمارات الحي المعروف باسم ميموزة، في حين أحاطت بمجمع أحمد حماني الجامعي المعروف باسم “زرزارة” دائرة سوداء كبيرة بسبب احتراق مساحات عشبية كبيرة فيها.
ونشبت أول أمس، داخل محيط جامعة الإخوة منتوري أيضا النيران، غير بعيدٍ عن مسار الترامواي، حيث لاحظنا بقعةً سوداء ضخمة داخل الأشجار، بالإضافة إلى بقعة أخرى ناجمة عن آثار الحريق بالقرب من مسار الترامواي أيضا. وشهد وسط المدينة أيضا احتراق الحشائش عدة مرات ووصلت ألسنة اللهب إلى الأشجار الكبيرة ما استدعى تدخل رجال الحماية المدنية، خصوصا في المساحة الواقعة أسفل شارع الجمهورية، فضلا عن الجهة السفلى من حي السويقة التي تحترق فيها الحشائش بصورة متكررة.
سامي .ح
