تعرف الوضعية الوبائية في مستشفيات قسنطينة تزايدا في متوسط حالات الإصابة اليومية الوافدة على مصالح التكفل بفيروس «كوفيد - 19»، حيث استُنفدت طاقة استيعاب أكثر من مئتين وستين سريرا موزعة عبر الولاية عن آخرها، في وقت يسجل فيه تراخي كبير وسط المواطنين وعدم التزام بالإجراءات الوقائية، كما ارتفعت حالات الشفاء منذ بداية الجائحة إلى أكثر من 450.
وتشير أعداد الأشخاص المتوافدين على مستشفيات قسنطينة المخصصة لاستقبال المصابين بالفيروس إلى تزايد في عدد الحالات مقارنة بالفترة الماضية، حيث ذكر مدير مستشفى البير، الذي فتح مئة وعشرين سريرا للتكفل بكورونا، في تصريح للنصر، أن عدد حالات الشفاء قد تجاوز 125 يوم أمس، بينما سجل المرفق يوم الخميس تعافي 117 حالة. وأضاف نفس المصدر أن أسرة المستشفى المخصصة لـ»كوفيد-19» مشغولة عن آخرها، حيث يقدر عدد الوافدين الجدد بنفس عدد المتعافين الذين يغادرونه.
وأضاف مدير المستشفى أن عدد الحالات التي تنتظر يوميا شغور أحد الأسرة للدخول إلى المستشفى يقدر بما بين خمس عشرة إلى عشرين، خصوصا خلال العشرين يوما الأخيرة، في حين أوضح أن الزيادة في معدل الحالات التي تفد يوميا قد تزايد منذ نهاية شهر رمضان إلى اليوم.
أما بمستشفى ديدوش مراد، فأوضح المدير للنصر أن عدد حالات الشفاء مرتفع، إذ وصل يوم أمس إلى 147 منذ فتح المستشفى لاستقبال المصابين بـ»كوفيد»، بتاريخ 27 أفريل الماضي، مشيرا إلى أن عدد الماكثين في الوقت الحالي يقدر بثمانية وستين مريضا، بينما يعالج مرضى آخرون في منازلهم.
ولا يختلف واقع ديدوش عن البير في امتلاء جميع الأسرة بمجرد مغادرة متعافين منها، بحسب ما أكده محدثنا، لكنه أكد تسجيل زيادة في عدد الحالات الوافدة من مدينة الخروب في الأيام الأخيرة، حتى أصبحت تمثل عشرين بالمئة من الإصابات، مقابل خمسين بالمئة من مدينة قسنطينة وعشرة بالمئة من المقاطعة الإدارية علي منجلي وستة بالمئة من بلدية حامة بوزيان واثنين بالمئة من ديدوش مراد واثنين بالمئة من زيغود يوسف، إذ تمثل البلديات الشمالية المذكورة من الولاية المصدر الأقل من حالات الإصابة.
واعتبر المدير أنّ ظروف الاستشفاء في مستشفى ديدوش مراد جيدة ما جعل عددا معتبرا ممّن تظهر عليهم أعراض الإصابة يقصدونها، لكن ذلك خلق ضغطًا في المرفق، فضلا عن أن متوسط عدد الحالات الوافدة على المرفق يقدر بحوالي الثلاثين يوميا، كما أشار المدير إلى أن المرضى يحاولون مغادرة المستشفى قبل انقضاء الفترة اللازمة لتلقي العلاج بعد أن يجدوا مكانا فيه. من جهة أخرى، ذكر لنا مصدر مطلع من المستشفى الجامعي ابن باديس أن عدد حالات الشفاء قد تجاوز المئتين إلى غاية يوم أمس، فيما تعمل مصلحة الكوفيد بأقصى طاقة استيعابها على غرار ما هو مسجل في المستشفيين الآخرين.
ونشرت وزارة الصحة في خريطتها الوبائية ليوم أول أمس، أن عدد الإصابات بفيروس كورونا قد وصل إلى 571 حالة مؤكدة بولاية قسنطينة، حيث جاءت في المرتبة الخامسة بعد وهران وسطيف والعاصمة والبليدة، في حين تتجاوز حالات الشفاء المسجلة الأربعمئة وخمسين حالة عند جمع حصيلة المستشفيات الثلاثة.
تراخٍ وسط المواطنين وغلق مندوبيتين بلديّتين بسبب كورونا
وتشهد ولايات قسنطينة منذ الأحد الماضي تراخ كبير من طرف المواطنين في الالتزام بإجراءات الوقاية والتباعد الاجتماعي، منذ تخفيف ظروف الحجر الصحي وعودة الموظفين إلى العمل، رغم أن الأيام السابقة عرفت تهاونا أيضا، بحسب ما يلاحظ في العديد من الأحياء.
ويبدي الكثيرون عدم استجابة لإجراء وضع الأقنعة الواقية للفم والأنف في الأماكن العمومية، حتى أصبح من النادر رؤية من يضع كمامة في بعض التجمعات مثلما لاحظناه في ماسينيسا أول أمس، أين تجمع العشرات من السكان حول ملعب جواري لمشاهدة مقابلة لكرة القدم، كما تحلق الكثيرون حول طاولات «الدومينو» و»الورق».
وتعرف الكثير من الأحياء الأخرى نفس الظواهر، رغم التخوفات التي يبديها من تحدثنا إليهم من ارتفاع عدد الحالات وخطورتها، ففي حي عبد السلام دقسي تجمع الكثيرون في المساحات الخضراء في مجموعات صغيرة يتجاذبون أطراف الحديث دون احترام للتباعد أو الإجراءات الوقائية الأخرى، ومن بينهم عائلات رافقها الأطفال، بينما ذكر لنا بعض من تحدثنا إليهم أن البقاء في الشقق الضيقة مع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف أصبح لا يطاق ما يدفع بهم إلى الخروج للشارع للتجول.
وأكد لنا مصدر مسؤول من بلدية قسنطينة، أنه تقرر غلق مندوبيتي القمّاص وبوذراع صالح بعد تسجيل إصابة قابض ضرائب في الأولى وموظف حالة مدنية في الثانية، في حين سيُخضع المرفقان لعملية تعقيم شاملة، وهو ثاني قرار من نوعه يتخذ خلال عطلة أسبوع بعد غلق «البريد المركزي» بوسط المدينة.
سامي.ح