رفع أمس، أعوان محافظة الغابات ومديرية البيئة ومؤسسات بلدية قسنطينة ومتطوعون من جمعيات المجتمع المدني، أكثر من عشرين طنّا من القمامة من غابة ومدخل مشتى «الجباس القديم»، فيما أزالت جمعية الحي أطنانا من الردوم خلال الأيام الماضية.
وتجمع صباح أمس، ممثلون عن مديرية البيئة ومحافظة الغابات ومؤسسات عمومية بلدية وجمعيات من المجتمع المدني من أجل القيام بحملة النظافة، التي بادرت بها محافظة الغابات، حيث شملت جزءا من الطريق البلدي المفضي إلى مدخل حي الجباس انطلاقا من التجمع السكني «بن الشرقي» ببلدية قسنطينة. وقد رافقنا المشاركين في العملية حيث لاحظنا وجود كميات ضخمة من القارورات البلاستيكية للمياه وعبوات العصير والمشروبات الغازية، بالإضافة إلى كميات كبيرة من زجاجات وعبوات المشروبات الكحولية، التي تعود إلى الأشخاص الذين يترددون على الغابة.
ولاحظنا عند نقطة لرمي القمامة، يقوم السكان ببنائها باستخدام الطوب، كومة كبيرة من شريط بلاستيكي خشن يستعمل للربط في ورشات البناء، فضلا عن بعض الردوم التي ألقى بها أحد المقاولين نظرا لحجمها، فيما قام متطوعون آخرون برفع كميات من القارورات والقمامة من نقاط أخرى من نفس المكان. واعتبر جميع من تحدثنا إليهم أن عملية التنظيف تستهدف بالدرجة الأولى التعريف بالمنطقة، وأجمعوا على أن جميع صفات مناطق الظل تنطبق عليها، حيث أوضحت رئيسة مصلحة التحسيس والإعلام والتربية البيئية لمديرية البيئة لولاية قسنطينة، لمياء بوعروج، أن الحملة تستهدف تنظيف غابة الجباس والكشف عن ثروتها، مشيرة إلى أن جذب العائلات إليها سيخفف من الضغط على غابتي المريج والبعراوية، كما أوضحت أن القائمين على العملية يسعون أيضا إلى تنظيف المكان من كميات القمامة التي تحيط به.
وأشار نائب رئيس المجلس الاستشاري للحركة الجمعوية، محمد مشعل بن الشيخ الفقون، المشارك في الحملة أيضا، إلى أن الكميات الكبيرة من النفايات البلاستيكية تمثل فرصة حقيقية بالنسبة إلى من يمارسون نشاط استعادة البلاستيك، فضلا عن أن الجبّاس تتوفر على ما يكفي من المساحة لإنشاء وحدات لتدوير هذه المادة، في حين ذكر رئيس جمعية حي الجباس القديم، أمير درغال، أن كميات القمامة التي يتم رميها في المكان من طرف الزوار أو المقاولين كبيرة جدا، وقد رفعت جمعية الحي العشرات من الأطنان من مخلفات البناء من الغابة، كما أنه ينبغي القيام بعمليات أخرى في قادم الأيام من أجل إزالة ما تبقى من الردوم في المنطقة، التي يرى أن تردد العائلات عليها سيؤدي إلى تراجع بعض الفئات التي تقصدها لإتيان ممارسات «تمس بالحياء العام».
وذكر المكلف بالإعلام على مستوى محافظة الغابات لولاية قسنطينة، علي زغرور، أن كمية القمامة التي رفعت إلى غاية تواجدنا في المكان حوالي الحادية عشرة والنصف صباحا تقارب العشرين طنا، أغلبها من القارورات البلاستيكية والزجاجية وبقايا علب العصير، فيما دعا رئيس جمعية السلامة المرورية لولاية قسنطينة، منصف بن عطا الله، أصحاب المركبات إلى التوقف عن الرمي العشوائي لإطارات العجلات التي عثر على كمية كبيرة منها خلال عملية التنظيف. وتجدر الإشارة إلى مشاركة مؤسسات «بروبكو» و»إيديفكو» لبلدية قسنطينة، بالإضافة إلى جمعية حماية الطبيعة والبيئة لولاية قسنطينة وأمين المكتب الولائي للمنظمة الوطنية لحقوق الطفل والأسرة، ونائب رئيس فيدرالية أولياء التلاميذ لولاية قسنطينة وفيدرالية الصيادين لولاية قسنطينة، وغيرهم من المتطوعين.
سامي .ح