تدهورت وضعية ساحة «لابريش» بوسط مدينة قسنطينة خلال الفترة الأخيرة، حيث هجرها المواطنون و انتشرت فيها القمامة، فضلا عن ظهور تشقّقات في أرضيتها التي خضعت لعملية ترميم خلال السنوات الأخيرة.
و تجوّلنا في الساحة خلال الفترة المسائية بعد تناقص حركية المواطنين في وسط المدينة، حيث لاحظنا أنها خالية من الأشخاص باستثناء عدد قليل منهم، فيما أغلقت محلات بيع المثلجات التي ينشط أصحابها بشكل نسبي خلال الفترة الصيفية. و تصادف تواجدنا في الساحة مع وجود آخر مجموعة من الزبائن في مقهى الساحة الواقع أسفل طريق شارع زيغود يوسف، فيما كان بعض الشبان مجتمعين في إحدى الزوايا يلعبون «الدومينو»، فضلا عن بعض المراهقين الذين اتخذوا من إحدى الخيم المهملة في الساحة مكانا للهو.
و تنتشر في السّاحة القمامةُ و مخلفات البناء بالقرب من الأكشاك المغلقة المتخذة للتجارة، بالإضافة إلى بقايا مقاعد مكسورة و بعض القطع المعدنية، كما ألقينا نظرة داخل أحد الأكشاك المهملة فلاحظنا أن كميات من القمامة موجودة بداخله، فضلا عن أن المظهر الداخلي للمكان يوحي أنه لم يكن محل زيارة من طرف القائم عليه أو المستفيد منه منذ فترة طويلة، في حين ذكر لنا بعض السكان القريبين من الساحة أن المكان تحول إلى مرتع للمنحرفين خلال الليل، فضلا عن قطعان الكلاب الضالة التي تتردد عليه، في حين تسجل إنارة عمومية ضعيفة فيه خلال المساء.
و وضع أصحاب بعض الأكشاك الموجودة في الساحة صفائح و قضبانا حديدية سميكة لمنع المنحرفين من الولوج إلى داخل محلاتهم، بحسب ما أكده لنا مترددون على الساحة، بعد أن سجل اقتحامها من طرف بعض الأشخاص في وقت سابق.
من جهة أخرى، ظهرت بعض التشققات على أرضية ساحة أول نوفمبر المعروفة بين سكان المدينة باسم «لابريش»، رغم أنها فرشت ببلاط جديد قبل بضع سنوات فقط في إطار عملية ترميم سبقت تظاهرة عاصمة الثقافة العربية. واختفت بعض قطع بلاط الأرضية من السلالم الواقعة عند مدخل الساحة بعد تدهور وضعيتها و تحطم أجزاء منها، في حين يشتكي بعض الباعة في سوق بومزو من تسرب المياه عبر سقف السوق من الساحة عند هطول الأمطار.
و أجريت من قبل عملية تهيئة لساحة «لابريش» من خلال تغيير بلاط الأرضية و تزيينها، حيث صارت مكانا لاستقطاب العائلات خلال فصل الصيف وشهر رمضان، كما أن البلدية تستغلها لتنظيم حفلات ليلية في شهر رمضان من كل سنة، لكن وتيرة الحركة فيها تراجعت خلال الأشهر الأخيرة لتصبح شبه مهجورة، لولا بعض الأفراد الذين اعتادوا التردد عليها يوميا للجلوس على سلالمها مقابلين المسرح الجهوي الواقع في الساحة
المقابلة. سامي.ح