تعكف مديرية البيئة لولاية قسنطينة على التحقيق في مصدر أدوية منتهية الصلاحية تم التخلص منها بالقرب من مدرسة ابتدائية في القطب العمراني ماسينيسا، في وقت تراكمت فيه كميات ضخمة من النفايات المنزلية ومخلفات البناء على الطريق الواقع بين المريج والقماص.
وأفاد مدير البيئة لولاية قسنطينة، أرزقي بوطريق، في تصريح للنصر، أن مصالحه قد أخذت عينات من علب الأدوية منتهية الصلاحية التي وجدت مرمية بالقرب من المدرسة الابتدائية مسعود بن مالك في أحد أحياء القطب العمراني ماسينيسا، واتصلت بمنتجها من أجل الوصول إلى من قام برميها في المكان، واتخاذ الإجراءات المناسبة ضده، مشيرا إلى أن مشكلة رمي الأدوية مسجلة في الولاية في عدة نقاط، كما أنها ناجمة في الغالب عن بعض الصيدليات التي تتخلص من كميات الأدوية التي تنتهي صلاحيتها بطريقة عشوائية فضلا عن بعض تجار الجملة، من أجل توفير ثمن حرقها بالطريقة القانونية.
وقد أكد مدير البيئة أن التحقيق الذي تقوم به المديرية سيفضي إلى معرفة من قام برمي الأدوية بالاعتماد على البيانات التعريفية المسجلة على العلب المعثور عليها بالتعاون مع المنتج لتتبع مسارها، في حين تفاعل الكثير من مواطني الولاية عبر منصات التواصل الاجتماعي مع القضية وتداولوا صور الأدوية بشكل واسع منذ منتصف شهر نوفمبر الجاري على منصة «فيسبوك»، حيث تُظهر الصور المئات من علب الأدوية الصغيرة الموضّبة في علب كرتونية تحمل أغلبها علامة إحدى الشركات المنتجة للمواد الصيدلانية في قسنطينة، إلى جانب علب كرتونية تحمل اسم شركة أخرى في نفس الولاية، فضلا عن مقطع فيديو يظهر أطفالا يلهون بها وقاموا بإضرام النار فيها بعد نثرها على الأرضية، كما تتضمن إحدى الصور مشهدًا للعشرات من أكياس مخلفات البناء، ما يشير إلى أن المكان مستغل كمفرغة عشوائية من طرف مواطنين.
من جهة أخرى، تراكمت كميات ضخمة من النفايات المنزلية ومخلفات البناء على مسافة مئات الأمتار من ضفة الطريق الرئيسية الرابطة بين حيي القماص والمنى نحو حي المريج والطريق السيار شرق غرب، حيث استطلعنا المكان أول أمس، و وجدنا كمية معتبرة من الردوم لنواصل مسارنا ونلاحظ كومة ضخمة من القمامة والنفايات المنزلية؛ تحتوي على كمية معتبرة من بقايا نسيج تبدو أنها مترتبة عن نشاط إحدى ورشات الخياطة، وقارورات بلاستيكية وزجاجات نبيذ فارغة، كما توجد كومة من أوراق الأشجار الذابلة. وقد توزعت القمامة في عدة نقاط من ضفة الطريق، حيث أوضح لنا أحد سكان المريج أن الكثيرين يقصدون المكان خلال الفترة الليلية من أجل التخلص منها أو في ساعة مبكرة.
ويلاحظ على الموقع أن كمية النفايات المرمية عشوائيا تتزايد كلما تقدمنا نحو التجمع العمراني ابن شيكو، حيث استوقفنا مسلك وضع عند بدايته حاجزٌ بينما ازدحمت المساحة الواقعة خلفه ببقايا عملية البناء، خصوصا قطع الحجارة والطوب والأخشاب، في حين صادفنا بعد ابتعادنا عنه بحوالي 30 مترا نحو جهة ابن شيكو، كومة كبيرة من القمامة المنزلية، لا يبدو لمستعملي الطريق إلا القليل منها، فيما وُوريت كميات أكبر منها خلف الأتربة على حافة منحدر صغير ينتهي إلى مجرى مائي؛ ومن بينها أدوية منتهية الصلاحية مرمية على الأرض وثلاجة قديمة. وتنتهي جميع النفايات والردوم التي يتم التخلص منها في المكان المذكور من الطريق، في المجرى المائي، خصوصا عندما تجرفها السيول المترتبة عن الأمطار مثلما أكد لنا أحد سكان البنايات القريبة من المكان.
وذكر لنا مدير البيئة لولاية قسنطينة أنه لاحظ يوم السبت الماضي ظهور مخلفات البناء والقمامة مجددا على حافة الطريق المذكورة، حيث أوضح أن مصالحه أخطرت من قبل بلدية قسنطينة وسخرت مؤسسة «بروبكو» التي تكفلت بعملية رفعها، لكن المخالفين عاودوا الرمي العشوائي بها، مؤكدا أن المديرية ستخطر مصالح البلدية من أجل تنظيم عملية تنظيف في الموقع مرة أخرى لرفع النفايات. وأضاف نفس المصدر أن ضبط المخالفين في الموقع يتطلب رصدهم خلال وقت القيام بعملية الرمي العشوائي، في حين أكد أنهم يترددون على المكان في أوقات تقل فيها الحركة حتى لا تتفطن لهم الجهات المخولة باتخاذ الإجراءات ضدهم.
سامي.ح