يجد سكان المقاطعة الإدارية علي منجلي منذ بداية جائحة كورونا، صعوبة كبرى في دفن موتاهم لاسيما بعد تشبّع غالبية مقابر ولاية قسنطينة منذ شهر أوت الماضي، حيث يضطرون إلى الاستعانة بالمقابر العائلية أو التوجه إلى الخروب وقطار العيش، في حين لم تتمكن بلدية الخروب من إيجاد أماكن جديدة للدفن.
و مازالت المقاطعة الإدارية علي منجلي تفتقد إلى مقبرة رغم ارتفاع الكثافة السكانية في السنوات الأخيرة، حيث وصل عدد قاطني المدينة، بحسب إحصائيات رسمية إلى أزيد من نصف مليون نسمة، وقد كان سكانها يدفنون موتاهم في مقبرة زواغي بقسنطينة قبل أن يتم تحويلهم نحو الخروب مؤخرا.
و وجد الكثير من المواطنين منذ بداية وباء كورونا لاسيما في بداية شهر أوت صعوبة في دفن موتاهم، إذ تشبعت مقابر قسنطينة على غرار المقبرة المركزية والقماص، فضلا عن زواغي، في حين تم تحويل دفن موتى سكان علي منجلي إلى مقبرة الخروب بالنسبة للحالات العادية، و المتوفين بكورونا إلى مقبرة البعراوية.
و وجد أحد المواطنين القاطنين بعلي منجلي، أمس، صعوبة في دفن والدته بمقبرة عين سمارة بعد أن أصدرت البلدية قرارا بمنع دفن الموتى الذي يقطنون خارج تراب البلدية، وهو نفس وضعية مواطن يقطن بالوحدة الجوارية 18، حيث لجأ إلى دفن والدته بأحد القبور المنسية بزواغي.
وقبل أسابيع، لم يتمكن أحد المواطنين بتوسعة الوحدة 20 من دفن أخيه إلا بعد وساطات وجهود مضنية، كما لجأ مواطنون إلى دفن موتاهم في قبور قديمة لأقاربهم بسبب حدة المشكلة، في حين تسبب البروتوكول الصحي المعتمد في دفن المشتبه في إصابتهم بفيروس كورونا، في تعقيد الوضع أكثر إذ يشترط مسيرو المقابر أو موظفو البلديات شهادة عدم الإصابة لمنح الترخيص بالدفن بشكل عادي.
وذكر مندوب بلدي بعلي منجلي، أنه طيلة الأشهر الأخيرة تلقى ما يزيد عن 100 شكوى بخصوص عدم وجود مكان للدفن، وكثيرا ما تم دفن موتى بمقابر عائلية بعد تدخله لدى أصحابها، مشيرا إلى أن الأرض المقترحة بالوحدة الجوارية 14، قد تم الاستغناء عنها لطبيعتها الصخرية لتُحول إلى إنجاز مشاريع عمرانية وسكينة، فيما توجد مقبرة عائلية وحيدة بعلي منجلي بمنطقة الذهبية، حيث تتربع على 1.5 هكتار.
وأمام هذا الوضع، يتنقل سكان علي منجلي لأزيد من 15 كيلومترا على الأقل كلما توفي شخص من عائلاتهم، سواء إلى الخروب أو إلى مقبرة براهمية بقطار العيش، بينما ما تزال وضعية مقبرة الوحدة الجوارية 13 الواقعة وسط التجمعات السكانية في تدهور مستمر، إذ لم يتم تحويل القبور إلى أي مكان، كما لم يتم تسييج المكان رغم تسجيل عملية بسبعة ملايير منذ سنوات.
لقمان/ق