يعاني المستفيدون من سكنات «عدل» بالرتبة بقسنطينة، والتي وزعت قبل أزيد من شهر، من انعدام شبكات الغاز والمياه، حيث يتزود سكان هذا التجمع العمراني الضخم بالماء من الصهاريج كما يتدفأون ويحضرون الطعام باستعمال قارورات الغاز .
وزارت النصر أمس، موقع 6 آلاف سكن عدل بمنطقة الرتبة بديدوش مراد والذي أطلق عليه اسم، المجاهد عبد الرزاق بوحارة، أين لاحظنا وجود عددا من العمال بمختلف التجمعات رغم وجود العديد من أشغال التهيئة غير المنتهية والتي ما تزال إلى اليوم محل تحفظ من طرف وكالة «عدل» والمكتتبين.
ويفتقد التجمع العمراني الكبير، إلى مختلف المرافق الضرورية و الخدمات، فلا محلات ولا نقل ولا مدارس ابتدائية موجودة، وهو ما أعاق التحاق المستفيدين من المشروع بشققهم التي انتظروها طيلة 7 سنوات كاملة، فيما لاحظنا أن غالبية الأشجار والنخيل التي غرست قبل موعد التدشين قد تعرضت إلى التلف أو الموت، وتحول لون المساحات الخضراء إلى الأصفر بسبب انعدام الصيانة.
وكان العديد من المكتتبين المتحصلين على المفاتيح، يجرون تعديلات و إصلاحات في منازلهم، وهو ما أدى إلى انتشار الرودم في كل مكان، حيث دخلنا شقة أخبرنا صاحبها أنه اضطر إلى القيام بترميمات استعجالية بمنزله الذي وجده في وضعية وصفها بغير المقبولة، كما أكد أنه لم يتم رفع التحفظات الخاصة بنوافذ الألمنيوم و وجد عيوبا في كيفية وضع البلاط فضلا عن تركيب النوافذ.
ولفت محدثنا، إلى أنه ورغم انعدام الغاز والماء وكل الخدمات الضرورية، إلى أنه اضطر إلى التنقل إلى منزله الجديد، فقد أرهقت كاهله تكاليف الكراء والتنقل من بيت إلى آخر، حيث وجدناه قد نقل جزء من أثاثه .
وتجري عملية رفع التحفظات بحسب ممثلي المكتتبين، بوتيرة ضعيفة جدا، وهو ما أعاق بحسبهم تسليم عدد معتبر من الشقق إذ مضت أزيد من 40 يوما على التسليم الرسمي للموقع، غير أنه لم تتم تسوية إلا جزء بسيط جدا من التحفظات في حين تم تسليم ألفي مفتاح فقط وفي حال استمرار الوتيرة الحالية فإن تسليم حصة 3 آلاف وحدة كاملة مع رفع التحفظات لن يكون إلا بعد أزيد من عام، في حين لاحظنا أن عيوب التهيئة بمختلف المواقع ما زالت على حالها.
ولم يتم ربط التجمعات العمرانية والعمارات بصنابير الغاز و لم يتم وضع العدادات، قبل أن يؤكد لنا سكان أنهم اضطروا إلى اقتناء قارورات الغاز لاستعمالها في التدفئة والطبخ لكنها لم تنه معاناتهم إلا من شيئ يسير.
ويعتمد السكان القلائل للموقع والذين تجاوز عددهم عشرين عائلة، على صهاريج المياه التي يقتنونها بأزيد من ألف دينار، في حين أن عدم فتح الابتدائيات زاد من معاناتهم إذ يضطرون يوميا إلى مرافقة التلاميذ إلى المدارس ببلدية ديدوش مراد أو إلى قسنطينة، كما أشار مكتتبون إلى أن مكتب فرع التسيير العقاري التابع لوكالة «عدل» يطلب منهم كتابة كل التحفظات الموجودة داخل الشقة كما يلزمهم بأخذ المفاتيح على أن يتصل بهم بعد تحديد موعد مع المقاولة من أجل رفع التحفظات، غير أن المكتتبين يبقون في انتظار الاتصال لفترة طويلة دون أن يتم التكفل بهم، حسب المعنيين.
وطالب ممثلون عن المكتتبين بضرورة رفع كل التحفظات لاسيما ما تعلق بستائر النوافذ وإصلاح العيوب بالشقق فضلا عن التهيئة الخارجية، مؤكدين على ضرورة ربط الموقع بشبكتي الغاز والمياه في أقرب الآجال، في حين ذكر سكان أنهم «محرومون» من مشاهدة التلفاز إذ منعت الوكالة وضع هوائيات مقعرة بالعمارات، دون أن تضع نظام الهوائيات الجماعية، مضيفين أن ضعف التغطية بشبكة الأنترنت الخاصة بكل متعاملي الهاتف النقال زاد الأمر حدة.
وأوضح المدير الجهوي لوكالة تحسين السكن و تطويره «عدل» بقسنطينة، العيمش محمد نجيب، في اتصال بالنصر، أنه يتم حاليا إجراء تجارب قبل تموين الموقع بشبكة الغاز، إذ تم تسجيل تسربات سيتم التكفل بها، مؤكدا أنه لن يتم إمداد الموقع إلا بعد نجاح التجارب وذلك لضمان تموين آمن تفاديا لتسجيل أي حوادث، مشيرا إلى أن المشكلة ستتم تسويتها في آجال قريبة جدا.
وبخصوص الماء، أكد محدثنا، أنه تم أمس، عقد اجتماع مع رئيس الدائرة ومصالح مؤسسة “سياكو» من أجل تحديد الآجال، إذ تجري أيضا تجارب تزويد الموقع وبعد نجاحها سيتم مثلما، قال إطلاق خدمة المياه متحفظا عن ذكر الموعد بالتحديد لكنه ذكر أنه سيكون هو الآخر في القريب العاجل.
أما بالنسبة لعملية رفع التحفظات داخل الشقق، فقد ذكر المدير الجهوي أنها تسير بوتيرة حسنة ولا توجد أي مشكلة، مطمئنا المكتتبين أن كل تحفظ مدون ستتم تسويته بالتنسيق مع كل مؤسسة أنجزت أشغالا، كما أشار إلى أن تسليم المفاتيح يجري بشكل عادي وفقا للحيز الزمني المتفق عليه.
لقمان/ق