تراجع مستوى إنتاج الحبوب الشتوية خلال موسم الحصاد المنتهي مؤخرا بـ 10 بالمئة مقارنة بالعام الماضي بولاية قسنطينة، وهو مؤشر يعد الأدنى خلال 4 سنوات الأخيرة، فيما عزا الاتحاد الولائي للفلاحين الأمر إلى الجفاف، الذي ضرب ثلاث بلديات ومناطق مختلفة.
وأفاد المدير العام لتعاونية الحبوب والبقول الجافة لولاية قسنطينة، بوزاهر حسين، في اتصال بالنصر، أنه تم تجميع قرابة مليون و 578 ألف قنطار من القمح اللين والصلب والشعير، خلافا للعام الماضي أين تم إحصاء قرابة مليون و 700 ألف قنطار، مشيرا إلى أن مستوى الإنتاج تراجع بنسبة 10 بالمئة.
و وصف المتحدث، موسم الحصاد المنتهي قبل أسابيع بالناجح، حيث تم التكفل بالفلاحين في ظروف جيدة، إذ لم تسجل أي اختلالات في أماكن التجميع، أما بخصوص تطبيق إجراءات وزارة الفلاحة التي طالبت فيها بجمع أكبر قدر ممكن من مادة الشعير والذي حددته بنسبة 50 بالمئة من المحصول على الأقل، فقد أوضح المتحدث أنه وبالرغم من حملات التحسيس التي قامت بها التعاونية مع الفلاحين، إلا أنها سجلت عدم استجابة من طرفهم فقد تم تجميع 6 آلاف قنطار فقط وهي حصيلة أقل من العام الماضي، إذ يعمد المنتجون إلى بيع المادة خارج المسار الرسمي وذلك بأثمان باهظة.
وأوضح رئيس الاتحاد الولائي للفلاحين سليمان عوان، أن الجفاف ضرب العديد من المناطق بالولاية و أهمها، مثلما قال، بلديات الخروب، عين سمارة وأولاد رحمون، لكنه أكد أن قسنطينة شكلت الاستثناء مقارنة بـ 80 بالمئة من مناطق الوطن، إذ أنقذت أمطار شهر أفريل الماضي العديد من البلديات وهو ما أدى إلى تسجيل مستوى إنتاج مقبول، رغم التراجع الذي تعرفه الولاية منذ سنوات.
ويؤكد عوان، أن مساحة الأراضي المستغلة قاربت 90 ألف هكتار من أصل 120 ألف صالحة للزارعة، حيث أن عدم إخضاعها إلى الراحة وعدم احترام الدورة الزراعية قد تسبب في تراجع خصوبتها، داعيا إلى ضرورة مراجعة سياسة الأراضي البور كونها أضرت كثيرا بزراعة الحبوب الشتوية، التي تسجل تراجعا مستمرا منذ سنوات سواء بسبب الجفاف أو العامل البشري.
و رغم تراجع الإنتاج، إلا أن اتحاد الفلاحين وصف موسم الحصاد بالناجح، إذ لم تسجل حرائق كبرى بالولاية أو اختلالات خلال فترة تجميع المنتوج، كما لفت رئيس الاتحاد، إلى أنه سيتم رفع توصيات وانشغالات المهنيين إلى السلطات المحلية والوزارة الوصية قبل انطلاق موسم الحرث والبذر.
وقد توقعت مديرية الفلاحة تراجعا في مستوى الإنتاج خلال بداية موسم الحصاد، وذلك بسبب قلة التساقط التي عرفتها مختلف مناطق الوطن، إذ تسبب تأخر التساقط إلى غاية أواخر شهر أفريل في إتلاف مساحات واسعة من أراضي القمح والشعير، فيما يؤكد فلاحون أن الاتكال على ما تجود به السماء، أصبح غير كاف نظرا للتغيرات المناخية التي تعرفها البلاد.
وتبرز الأرقام السنوية، أن إنتاج الحبوب في تراجع مستمر، ففي عام 2019 سجلت الولاية إنتاج أزيد من مليون و 900 ألف قنطار قبل أن يتراجع إلى قرابة مليون و 700 ألف العام الماضي لتسجل أدنى حصيلة خلال 4 سنوات الأخيرة.
وتعد قسنطينة ولاية رائدة وطنيا في إنتاج الحبوب الشتوية بمختلف أصنافها، حيث أن بني حميدان و عين عبيد وابن زياد، تصنف ضمن البلديات الأولى على المستوى الوطني من حيث كمية ونوعية المنتوج، في حين تراهن مديرية المصالح الفلاحية على تطوير عملية السقي التكميلي، إلى جانب العمل على تجاوز معدل إنتاج 30 قنطارا في الهكتار الواحد في كل موسم.
لقمان/ق