تعذر على المتحف العمومي الوطني سيرتا بقسنطينة، عرض نصف القطع الأثرية للجمهور، بسبب انعدام فضاءات أخرى، فيما تُكتَشف جل المعروضات عن طريق الصدفة من طرف مواطنين و فلاحين.
و أكد رئيس مصلحة التنشيط والورشات البيداغوجية والاتصال بمتحف سيرتا، بن زراري عبد المجيد، في تصريح للنصر على هامش تنظيم دورة تكوينية لفائدة إطارات الجمارك والدرك الوطني، أن مصالحه لم تتمكن من عرض 50 بالمئة من الآثار المخزنة بالمتحف، لانعدام فضاءات و متاحف أخرى تتيح فرصة عرض تلك الاكتشافات التاريخية للجماهير المهتمة.
و أضاف المتحدث أن آلاف التحف مخبأة في مخازن المتحف، متمنيا من السلطات المعنية والوزارة الوصية، باستحداث فضاءات تتيح فرصة التعريف بالموروث القسنطيني خصوصا والجزائري عموما، ليوضح أن هذه الخطوة تتطلب تضافر جهود عدة جهات منها المنتسبين إلى قطاع الثقافة والمتخرجين من الجامعات في اختصاص علم الآثار، حيث يمكنهم إعادة دراسة تلك التحف مع إنشاء باقة تقنية خاصة بها.
و قال بن زراري، إن قسنطينة تزخر بكم هائل من الآثار و المواقع الأثرية، ومنها من لا زالت غير معروفة، موضحا أن جل الاكتشافات التي وصلت المتحف، كانت صدفة من طرف مواطنين كانوا بصدد القيام بأشغال تهيئة و إنجاز سكنات، أو من طرف فلاحين يقومون بعمليات الحرث.
و أردف المتحدث في هذا الخصوص، أنه لمس حسا و وعيا كبيرين لدى المواطنين الذين يعثرون على الآثار، موضحا أنهم يتجهون مباشرة إلى متحف سيرتا من أجل إخطار المسؤولين أنهم عثروا على قطع يرجح أنها تعود إلى آلاف أو مئات السنوات، و يتم توجيههم نحو مديرية الثقافة، من أجل القيام بالإجراءات اللازمة المتمثلة في المعاينة و إعداد بطاقة تقنية عن المكان محل الاكتشاف، ليتم التنسيق مع المتحف من أجل حفظ تلك القطع و تصنيفها.
كما أوضح رئيس المصلحة، أن المتحف ينظم دورات تكوينية و دراسية في فائدة إطارات الجمارك و الدرك الوطني، من أجل التعريف بأهمية الآثار و التحف وتلقينهم تقنيات التفريق بين القطع الحقيقية و المزيفة بالعين المجردة، مضيفا أن هذه الأيام تفيد حتى المسافرين الذين ينقلون معهم بعض الأغراض الذي يشتبه أنها عبارة عن آثار، كما ذكر تكوين أعوان الجمارك يجعلهم يفرقون بسهولة إن كانت الأغراض مقلدة أو حقيقية، و هو ما يجنب تأخير المسافر عن رحلته.
و أكد رئيس مكتب الاتصال على مستوى المديرية الجهوية للجمارك بقسنطينة، خلوفي نذير، أن أعوان الجمارك يستفيدون من هذا التكوين للمرة الرابعة، موضحا أن الهدف منه يبقى تجميع الإطارات العاملين في الميدان و النشطين في الموانئ و المطارات، من أجل نقل معارفهم و ما تلقوه إلى بقية الأعوان، و ذلك من أجل تحقيق الغرض الأول و هو حماية التراث الثقافي، متحدثا عن أهمية أن يكون الجمركي مطلعا و مكوّنا في مثل هذه الأمور من أجل تأدية واجبه بكل احترافية.
و عن نشاطات مصالحه في سبيل إحباط محاولات تهريب الآثار والتحف بقسنطينة، أكد المتحدث أنه تم إيقاف عدة أشخاص و خاصة على مستوى الموانئ و المطارات، مذكرا بإحباط عملية تهريب تحف أثرية من مطار باتنة السنة المنصرمة، و أضاف أن غالبية الآثار التي يحاول الأشخاص تهريبها، تتمثل في حجارة أو قطع معدنية و حتى لوحات قديمة.
حاتم/ ب
