فيما طبقت زيادات على السكر: تجار يفرضون اقتناء "الجافيل" والقهوة لبيع الزيت

ما زالت أزمة الزيت تسجل بحدة في قسنطينة، حيث أصبح تجار جملة وتجزئة يفرضون على الزبائن اقتناء مواد كالجافيل والقهوة مقابل منحهم قارورة زيت، فيما فُرضت زيادات استباقية على سعر مادة السكر قبل تطبيق ضريبة القيمة المضافة.  
وازدادت حدة أزمة الزيت خلال الأيام الأخيرة، حيث أصبح الحصول على قارورة يتطلب ربط علاقة مع تاجر جملة أو تجزئة، فيما وقفنا على تشكل طوابير طويلة أمام إحدى المغازات الكبرى بعلي منجلي، فيما امتنع تجار عن جلب هذه المادة مخافة وقوعهم في "حرج" مع الزبائن.
و اضطر عدد من أصحاب محلات الإطعام السريع وحتى بائعي الحلويات إلى غلق محلاتهم نتيجة عدم تحصلهم على الكميات المطلوبة، حيث قال صاحب محل بيتزا بالوحدة الجوارية 20 أنه لم يجد في اليومين الماضيين "قطرة زيت" ما اضطره إلى التوقف عن العمل، وهو حال صاحب محل حلويات أغلق باب محله مضطرا.
و وجدنا تاجر تجزئة، جلب 6 قارورات من الزيت بسعة 5 لترات، حيث باعها مع قارورة جافيل موضحا أن الموزع ألزمه باقتنائها وهو ما أكده لنا أصحاب مغازة كبرى، حيث ذكر أن تاجر جملة فرض عليه 4 قارورات جافيل وعددا من قوالب الصابون مقابل كل علبة تحتوي على 6 قارورات زيت من سعة لترين، فيما ذكر لنا آخر أنه فرضت عليه علبة قهوة من إحدى العلامات الجديدة مقابل قارورة زيت بسعة 5 لترات.
وأكد مسؤول بالاتحاد الولائي للتجار، أن البيع المشروط لمادة الزيت قد عم غالبية بلديات الولاية، فيما ذكر لنا تاجر جملة أنه يوزع يوميا كميات معتبرة لكنه يجد نفسه في اليوم الموالي مع نفس كمية الطلب، قبل أن يتحدث عن تراجع في مستوى تموين السوق من إحدى العلامات المعروفة.
وتوجهنا إلى إحدى نقاط البيع المعتمدة، التابعة لمستثمر خاص في مادة الزيت، غير أننا لم نجد قارورة واحدة، فيما لاحظنا أن البيع يتم بشكل خفي إذ يدخل بعض الزبائن أحد المكاتب ثم يخرجون حاملين قارورة زيت في كيس أسود حتى لا يراها بقية الزبائن، ولما سألنا عن الأمر أخبرنا مسيرو نقطة البيع أن هؤلاء الزبائن يمتلكون بطاقة "زبون وفي" و وجب توفير طلبهم.
وذكر مسوؤل التنظيم بالاتحاد الولائي للتجار، بوقرن عبد العزيز، أن ما يحدث في أسواق قسنطينة أمر محير، حيث أن الأزمة بالولاية أكثر حدة من الولايات المجاورة، مشيرا إلى أن مشكلة البيع المشروط في تزايد مستمر، مضيفا أن الخبازين اليوم أصبحوا يقتنون حاجياتهم من الزيت من السوق السوداء، داعيا السلطات إلى ضرورة إيجاد حل لهذه الأزمة.
 وقد أكد لنا موزع قبل أيام، أن الكميات الموزعة من الزيت في السوق تعادل ثلاثة أضعاف ما كان يسوق بذات الوقت من العام الماضي، إذ تم تسويق شحنة 20 شاحنة من الحجم الكبير في ظرف شهر فقط كما تحتوي كل واحدة منها على 23 ألف لتر، لكن الطلب ما زال مرتفعا.
كما ذكر مدير التجارة، أن مستوى الاستهلاك اليومي قد وصل في بعض الحالات إلى 100 ألف لتر يوميا، مشيرا إلى أن متوسط التوزيع اليومي يتراوح ما بين 40 إلى 70 ألف لتر.
وارتفعت أسعار مادة السكر خلال هذا الأسبوع، حيث طبقت زيادات بـ 10 دنانير إذ ارتفع سعره من 90 إلى 100 دينار دون سابق إنذار، وهو ما برره تاجر تجزئة بارتفاع في سوق الجملة، أما تاجر جملة فقال إن المنتجين فرضوا زيادات بسبب الضريبة على القيمة المضافة على هذه المادة، علما أنها لم تطبق بعد إذ من المنتظر أن يشرع في تطبيقها مطلع العام المقبل.
لقمان/ق