ذكر ممثلو مختبر التصنيع بجامعة عبد الحميد مهري بقسنطينة، أن أصحاب مشروعي قسم ذكي ونظام لمساعدة الأشخاص على تناول الأدوية يعملون على تحويلهما إلى شركتين ناشئتين، في وقت يجري فيه تطوير تطبيق يسمح بالمسح الثلاثي الأبعاد للمواقع الأثرية.
وأنشئت على مستوى مختبر التصنيع الذكي بالجامعة مؤسستان ناشئتان، تتمثل الأولى في القسم الذكي الذي طوره طالب في كلية التكنولوجيات الحديثة والمعلومات، حيث شرح لنا عضو خلية المختبر، الدكتور زكريا لخضارة، أن المشروع تطور بشكل ملحوظ وخرج من الإطار الأكاديمي إلى إطار احترافي، في حين نبه أن صاحبه في طور تأسيس مؤسسة ناشئة. أما المشروع الثاني فيتمثل في نظام رقمي يسمى «دوائي» وتشرف عليه الأستاذة إلهام قيطوني، حيث يشتغل من خلال المستشعرات والبطاقات القابلة للبرمجة. وأضاف محدثنا أن هذا النظام يعمل على تنظيم أوقات تناول الأدوية بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من العجز أو النسيان، حيث يقدم إشعارات بنوعها من خلال رفوف لا تقدم إلا الدواء المناسب، وهو ما يمنح استقلالية للشخص المريض.
وحدثنا نفس المصدر عن نظام ذكي آخر يجري العمل عليه في مختبر التصنيع، حيث يقوم برصد حرائق الغابات والفيضانات، من خلال الاعتماد على مستشعرات مختلفة تكون متصلة بأنترنيت الأشياء، وتقدم معطيات حول مختلف العوامل المستهدفة بشكل آني من الأماكن التي توضع فيها، كما أكد أن هذه المعلومات تمرر عبر نظام يعتمد على الذكاء الاصطناعي ليقوم بتحليلها ومعرفة احتمالات أخطار وقوع حوادث أو كوارث في المواقع المعنية بشكل استباقي أو في مراحل مبكرة منها، ما يتيح تدخلا فعالا، يمكن حتى أن يكون باستخدام طائرات مسيرة عن بعد تستخدم لإخماد الحرائق، مثلما أوضح محدثنا. من جهة أخرى، حدثتنا الأستاذة نادية بحرة المختصة في علم الآثار، عن مشروع تطبيق رقمي يتم تطويره، حيث يقوم على مبدأ المسح التصويري ويعمل على إنجاز نماذج رقمية ثلاثية الأبعاد للقطع الأثرية بنفس تفاصيلها الواقعية الدقيقة، من خلال التقاط العديد من الصور وإعادة تركيبها، كما يتحكم التطبيق في المنصة المتحركة التي توضع عليها القطعة المراد مسحها، فضلا عن أنه مزود بتقنية التصحيح الذاتي.
وأضافت الأستاذة بحرة أن التطبيق المذكور الذي تعمل عليه مع الأستاذ نسيم لشهب، يساعد في إنجاز الأبحاث حول القطع الأثرية دون التنقل لمعاينتها، كما يساهم في مجال حفظها، فضلا عن فعالية في التعليم. من جهة أخرى، يسعى القائمون على المشروع بحسب محدثتنا، إلى تطويره للوصول إلى المسح التصويري للمواقع الأثرية من خلال دمجه بمشروع روبورت ذكي متحرك، وإنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد، لكن الأستاذة بحرة أكدت لنا أن التطبيق المذكور قد يكون مفيدا في عدد من المجالات الأخرى مثل الطب والهندسة. وعرض القائمون على مخبر التصنيع لجامعة عبد الحميد مهري عددا من المشاريع الأخرى التي أنجزوها ببهو كلية التكنولوجيات الحديثة والمعلومات خلال الاحتفال بيوم العلم أول أمس، حيث أكدوا لنا أن الهدف منها هو صنع نماذج أو الحصول على براءات اختراع أو تأسيس شركات ناشئة، في حين ذكروا أن المختبر يعتبر الوحيد في الجزائر الذي حصل على تسمية «فابلاب» بشكل رسمي من شبكة مختبرات التصنيع العالمية التي أصبح عضوا فيها، كما تلقى العديد من العروض للتعاون مع مختبرات تصنيع في جامعات دول أخرى، لكن ظروف الجائحة حالت دون ذلك. سامي.ح
