تشهد أسعار الخضر واللحوم البيضاء، تراجعا كبيرا خلال اليومين الأخيرين بأسواق قسنطينة، إذ انخفضت غالبية المواد بنسبة 100 بالمئة، ويرجع تجار تجزئة ذلك إلى تسجيل تدن كبير في مستوى الطلب مقابل فائض معتبر في العرض إثر تراجع الاستهلاك ووفرة المنتوج، فيما تعرض مربو الدواجن إلى خسائر كبيرة نتيجة انهيار الأسعار بشكل مفاجئ.
ووقفت النصر، خلال اليومين الأخيرين على تراجع كبير في أسعار الخضر مقارنة عما كانت عليه خلال شهر رمضان والأسبوع الذي تلاه، حيث انخفضت أسعار جل المواد بنسبة 100 بالمئة في انهيار أثار دهشة المواطنين، الذين لم تكن تتوقع غالبيتهم أن تنزل أسعار المواد إلى ما دون 100 دينار، بعد أن لامست جلها سقف 200 دينار قبل أيام قليلة فقط.
وقد وقفنا بأسواق مدينتي قسنطينة وعلي منجلي، على حركية ضعيفة مقابل توفر كل أنواع الخضر بكثرة، حيث ذكر تاجر للنصر، إن الأمر يعتبر عاديا مثل كل عام حيث أن شهر رمضان سجل معدلات طلب كبيرة جدا على مختلف المواد ما أحدث عدم استقرار في الأسعار التي ارتفعت بشكل غير معقول على مختلف السلع، لكن وبعد انقضاء الشهر تراجع مستوى الحركية التجارية بأكثر من 60 بالمئة. ولفت المتحدث، إلى أن التجار معتادون على وضعية السوق خلال هذه الفترة التي تتراجع فيها مداخيل المستهلكين بعد أن أنفقوا جزءا كبيرا من مدخراتهم في شهر رمضان وعيد الفطر، لكن المشكلة تكمن في وفرة المنتوج بشكل كبير، فبطاطا وادي سوف ستكون جاهزة بعد أيام وهو حال ولايتي عين الدفلى ومعسكر وغيرها، وهو ما قد يتسبب في انهيار أسعارها بشكل كبير وما ينجم عنها من خسائر للفلاحين لتكون النتيجة، كما قال، العزوف عن هذا النشاط وتكرار مشكلة نقص البطاطا على غرار ما حدث في العامين الأخيرين. وتراوحت أسعار البطاطا ما بين 75 و 80 دينارا للكيلوغرام في سوق التجزئة حيث كانت قبل يومين فقط لا تقل عن 120 دينارا، في حين أن سعرها في الجملة تراوح بين 68 و 70 دينارا، كما ذكر لنا تاجر جملة أنها مرشحة إلى الانخفاض أكثر وقد تصل إلى المستهلك بـ 65 أو حتى 60 دينارا في قادم الأيام شريطة عدم المضاربة بها.
ونزلت كل أسعار الخضر إلى مادون 100 دينار، حيث تراوح الجزر ما بين 50 إلى 60 دينارا، وكان ثمنه قد وصل قبل أيام إلى 100 دينار، أما الفلفل الحار فقد نزل إلى أقل من 70 دينارا في كل الأسواق باستثناء سوق فيروندو أين يتم بيعه بأكثر من 120 دينارا، فيما ذكر لنا تاجر جملة أن سعره وصل إلى 20 دينارا أمس الأول الخميس.
وتراجع سعر الفلفل الحلو الذي يستهلك بكثرة خلال هذه الفترة إلى أقل من 80 دينارا بعد أن كان يتجاوز 160 دينارا، أما الطماطم فقد تراوحت بين 60 و 80 دينارا، والسلطة فقد نزل ثمنها إلى 60 دينارا بعد أن كان يتجاوز سقف 120 دينارا خلال شهر رمضان.
وسجلت أسعار اللحوم البيضاء، تراجعا بأزيد من 100 دينار مقارنة بالأسبوع الماضي فقط، حيث نزل سعر الكيلوغرام من الدجاج إلى حدود 270 دينارا بعد أن كان يتراوح ما بين 370 و 390 دينارا، أما ثمن الشرائح فقد تراوح بين 530 و 590 دينارا بعد أن وصل إلى حدود 750 دينارا قبل أيام فقط، كما نزل سعر كبد الدجاج من 1200 دينار إلى 800 دينار.
وإثر الانخفاض المسجل سجلت محلات القصابة إقبالا كبيرا من المواطنين، وهو ما قد يحدث مرة أخرى اختلالا بين العرض والطلب، فيما أوضح رئيس الفرع الوطني لمربي الدواجن شريف بوخريصة، للنصر، أن النزول الحر في أسعار الدواجن قد تسبب في خسائر فادحة للمربين. وتابع المتحدث، أن الأسعار المتداولة غير معقولة حيث أن سعر العلف وصل إلى 9600 دينار للقنطار كما أن الكيلوغرام الواحد من اللحوم البيضاء يكلف قرابة 270 دينارا، لكن المربين اضطروا إلى بيعها مؤخرا بـ 190 دينارا مشيرا إلى وجود مربي خسر ما يزيد عن 60 مليون سنتيم في عملية لبيع 4 آلاف دجاجة.
وأكد محدثنا، عدم تسجيل أي اختلال في الطلب مثلما يروج له، بل إن مستواه ما يزال مرتفعا جدا، لكن تصرفات الدخلاء على المهنة داخل السوق، بحسبه، تسببت في هذه المشكلة، إذ يعمد بعضهم إلى تخفيض الأسعار من أجل تخزين اللحوم البيضاء في غرف التبريد ثم بيعها بأسعار مرتفعة في الأسابيع القادمة ليستغلوا فترة عدم توفر المنتوج.
لقمان/ق
