انطلقت صبيحة أمس، عملية ترحيل 580 عائلة بالحي القصديري قطار العيش ببلدية الخروب في قسنطينة، نحو سكنات مشروع 4 آلاف سكن عمومي إيجاري ببلدية عين عبيد، و بهذا تكون السلطات الولائية قد قضت على آخر بؤرة للأكواخ القصديرية، فيما استثنت العملية 37 عائلة تطالب بترحيلها أيضا، و لم تقرر بعد السلطات بشأن إعادة استغلال تلك المساحة فيما يعود بالفائدة على المواطنين.
و شرعت أمس، مصالح دائرة وبلدية الخروب، في حدود الساعة السادسة صباحا في عملية ترحيل 580 عائلة تقطن في الأكواخ القصديرية في حي المرجة بقطار العيش، بحضور مدير الإدارة المحلية و رئيسي دائرة و بلدية الخروب، و ممثلين عن المجلس الشعبي الولائي و منتخبين ببلدية الخروب، فيما كان تواجد رجال الدرك الوطني مكثفا خاصة و أن العملية عرفت حدوث بعض المناوشات. و جرت العملية في ظروف حسنة في الفترة الصباحية، حيث كانت كل عائلة منشغلة في نقل أغراضها المنزلية نحو بلدية عين عبيد من أجل السكن بموقع 4 آلاف سكن، و مست كل السكان الذين أخلوا السكنات. و في الجهة المقابلة، اشتكى بعض القاطنين في الحي القصديري، من عدم استفادتهم على غرار جيرانهم من السكن الاجتماعي رغم أنهم يقطنون في هذه المنطقة منذ 12 سنة حسبهم، و أكدوا أنهم قاموا بكل الإجراءات الإدارية والقانونية على غرار وضع طعن على مستوى مكتب رئيس دائرة الخروب، من أجل الاستفادة من السكن، موضحين أنه بعد هدم السكنات لم يجدوا مكانا يأويهم وعائلاتهم. كما تحدث المعنيون البالغ عددهم 37 عائلة مع رئيس الدائرة، خلال تواجده في الفترة الصباحية، مطالبين إياه بمنحهم السكن، و رد المسؤول أن الدائرة ستعمل على تحويل تلك الطعون إلى الوالي و الذي سيقرر بدوره في هذا الملف. و عبر العديد من المستفيدين عن سعادتهم الغامرة بعد استفادتهم من سكن لائق ينسيهم حياة الشقاء التي عاشوها لأزيد من 10 سنوات، كما شكروا كل من ساهم في عملية إعادة الإسكان، و عمت الزغاريد أثناء الشروع في عملية الترحيل، فيما كانت علامات السعادة بادية على أرباب العائلات الذين كانوا منهمكين في وضع الأغراض المنزلية داخل الشاحنات من أجل نقلها إلى سكناتهم الجديدة.
و قامت المؤسسات البلدية بهدم الأكواخ القصديرية مباشرة بعد مغادرة أصحابها، حيث تم تقسيم الحي إلى مناطق، من أجل تنظيم عملية الهدم التي بدأت بالمنطقة المحاذية للملعب الجواري باتجاه آخر سكن محاذي للوادي، و كانت العملية تجري بحضور رجال الدرك الذين أمنوا المنطقة كاملة، فيما تكفل عمال المؤسسة برفع الصفائح القصديرية ومخلفات الهدم. كما شرعت اللجنة المنظمة في منح وصولات استلام المفاتيح للمعنيين بالترحيل، أمام الملعب الجواري، حيث انطلقت العملية في حدود الساعة التاسعة صباحا، و بعد تواصلها لمدة ساعتين، طالب أعضاء اللجنة من المعنيين بالتوجه إلى موقع السكنات بعين عبيد من أجل تواصلها، و هو ما أثار غضب المعنيين الذين رفضوا و فضلوا استلامها في الموقع، خاصة و أن جلهم سيضطر إلى التنقل عبر سيارة أجرة ولمسافة طويلة من أجل استلام المقرر، لينفعل بعض المستفيدين على أعضاء اللجنة، و عبروا عن غضبهم خاصة و أن القرار جاء بعد قضاء ساعتين تحت أشعة الشمس الحارة، ليتدخل رجال الدرك لتنظيم العملية الأكثر وسط سخط كبير من المستفيدين.
و أكد منتخبون ببلدية الخروب، أن مصالح الدائرة بالتنسيق مع المجلس البلدي لم تقرر بعد فيما ستستغل تلك المساحة الشاسعة، موضحا أن الأهم هو أن إنجاز أي مشروع في تلك الأرضية وجب أن يعود بالفائدة على البلدية و مواطنيها، حيث سبق و أن تم اقتراح استغلالها في إنجاز سوق الجملة لبيع الخضر و الفواكه أو كمرفق في مجال آخر، يذكر أن عملية هدم الأكواخ القصديرية ستتواصل إلى حين هدم آخر كوخ في المنطقة. و صرح رئيس بلدية عين عبيد، عبد المالك مجماج، أنه استكمالا لعملية تسليم السكنات الاجتماعية الخاصة بسكان حي المرجة في قطار العيش، تم أمس برمجة ترحيل المعنيين و هي عملية متواصلة، مؤكدا أن كل الهيئات والمصالح مجندة من أجل إنجاح عملية الإسكان، على غرار «سونلغاز» و «سياكو» و «أوبيجيي» و التي تواجد ممثلوها في الموقع السكني. و أضاف المتحدث أن كل المصالح على قدم وساق من أجل استقبال المرحلين و توفير مختلف الضروريات، ممثلا أن «سياكو» توفر المياه و «سونلغاز» جاهزة لتركيب العدادات، فيما ينتشر أعوان «أوبيجيي» في الموقع من أجل تسهيل مهمة المتوافدين، موضحا أن المعنيين يقومون ببعض الإجراءات الإدارية قبل استلام المفاتيح، و ما عليهم إلا تنظيف السكنات من أجل السكن بها، مرحبا بهم في بلدية عين عبيد.
حاتم / ب