قررت بلدية قسنطينة، استئجار مركبات لتوزيع الوجبات الساخنة على الابتدائيات في المواعيد المحدد لها فضلا عن توفير الظروف الصحية الملائمة، حيث سيتم منح الأولوية للمستفيدين من أجهزة دعم الدولة، فيما يطالب منتخبو المجلس البلدي بضرورة تحسين نوعية الوجبات وتوفير مادة اللحم، وأكدوا على ضرورة إيجاد حلول مستعجلة من أجل تعيين ممون للمدارس بالخبز، نظرا لعدم تقدم أي متعامل للصفقة.
وحظي ملف الإطعام المدرسي بنقاش واسع بين المنتخبين وذلك خلال أشغال الدورة غير العادية للمجلس الشعبي البلدي المنعقدة مؤخرا، حيث ذكر المنتخب مسعي عبد الغني أن الميزانية المخصصة للإطعام المدرسي ضعيفة مقارنة بعدد التلاميذ الذي يتجاوز عددهم 38 ألف تلميذ، كما تحدث عن رداءة في نوعية الوجبات والمواد المقدمة فضلا عن تخصيص دجاجة لكل 100 تلميذ وانعدام اللحم ضمن الأطباق، في حين يتم رمي الوجبات أمام المؤسسات بسبب وصولها متأخرة عن موعدها، وهو ما انتقده رئيس البلدية، الذي أكد وجود تبذير من طرف مسؤولي مدارس رغم توجيه العديد من الإعذارات لهم. وأكد منتخبون، أن أيا من الممونين بمادة الخبز لم يتقدموا لمناقصة تموين الابتدائيات بالخبز، وهو ما يهدد بعدم توفير هذه المادة ابتداء من العام المقبل، مطالبين بضرورة إيجاد حل للمشكلة، فيما أكد رئيس البلدية للنصر، أنه تم تعديل دفتر الشروط وإطلاق مناقصة جديدة في الأيام القليلة المقبلة. وتحدث المنتخب صبحي شاوي، عن وجود رداءة في الجبن المقدم للتلاميذ والذي يكون في الكثير من الحالات غير معروف في السوق، مقترحا التعاقد مع المؤسسة العمومية نوميديا بالتراضي، بدل التعامل مع ممونين يوفرون جبنا رديئا للأطفال مع ما يشكله ذلك من أخطار على صحتهم، لكن رئيس البلدية شراف بن ساري، أكد أنه يرحب بالفكرة غير أن قانون الصفقات العمومية واضح ويمنح الصفقة لصاحب الأقل عرضا، وقال «المير» إن الشيء المحير أن المؤسسة تقدمت للمناقصة الأخيرة، غير أنها لم تتحصل على الصفقة رغم مشاركتها إذ أن متعاملين آخرين تقدموا بعروض أقل، قبل أن يبرز بأن المجلس سعى إلى تطبيق مبدأ الأحسن عرضا لكنه لم يتمكن من ذلك لأن القوانين واضحة.
وذكر منتخب آخر أن الوجبات الساخنة تصل متأخرة إلى المدارس وذلك وقت انصراف التلاميذ في الكثير من الحالات، إذ لابد من إعادة النظر في كيفية التوزيع وإيجاد حلول للمشكلة، فيما أوضح نائب رئيس البلدية المكلف بالشؤون التربوية والثقافية، حكيم دكار، أن عدد المؤسسات الابتدائية بقسنطينة يقدر بـ 137 مدرسة، كما أن المدينة تتميز بتوسع عمراني كبير ويصل عدد سكان أحياء إلى عدد قاطني بلدية بأكملها، وهو ما تسبب، بحسبه، في تأخر إيصال الوجبات الغذائية الساخنة في موعدها المحدد، إضافة إلى النقص الكبير في وسائل النقل ومشكلة الازدحام المروري.
ولفت المتحدث، إلى أن المجلس ورث تراكمات، والجميع يعمل مثلما قال، على إيجاد حل لها، مشيرا إلى أنه تم إيجاد حلول للنقل المدرسي، من خلال التعاقد مع المؤسسة العمومية لنقل المسافرين للشرق وبأنه سيتم إبرام الاتفاقية في الأيام القليلة المقبلة، كما لفت إلى أن الجميع مسؤول عن وضعية الإطعام، منوها بالمجهودات المبذولة من طرف المجلس ومختلف السلطات الولائية الفاعلة، من خلال فتح مطاعم وتوفير الإمكانيات.
وقال مندوب المنظر الجميل هوام حسان، إن المطاعم تفتقر إلى اليد العاملة المؤهلة إذ أن جل الموظفين غير مؤهلين مهنيا رغم المجهودات المبذولة من طرفهم، مطالبا بضرورة برمجة دورات تكوينية للعمال، حتى يصبحوا مؤهلين لممارسة مهنة الطبخ، أما فيما يتعلق بنقل الوجبات فهو يستغرق بحسب، المتحدث، فترة طويلة من المطعم إلى غاية وصوله إلى مختلف المدارس وهو ما يتطلب حلا مستعجلا، من خلال استئجار مركبات صالحة إلى غاية فتح استيراد المركبات، منتقدا أيضا نقص العمال وصعوبة تعويضهم في حال غياب أحدهم.
وتحدث رئيس البلدية، عن وضع غير مقبول في نقل الوجبات وتأخر وصولها، موضحا أنه حتّم اتخاذ إجراء نال موافقة الوالي، حيث سيتم استئجار وسائل نقل خاصة بالإطعام المدرسي، إذ سيتم رصد ميزانية خاصة مع وضع بند في دفتر الشروط يمنح الأولوية للمستفيدين من أجهزة دعم الدولة، مضيفا أن المجلس سيعمل على إعداد دراسة بتكاليف المشروع من أجل التحضير لإطلاقها العام المقبل كتجربة أولى، لتتبعها عملية تقييمية تمهيدا لإدراجها بشكل دائم في الميزانية. من جهته ذكر نائب رئيس البلدية المكلف بالموارد البشرية، نبيل بوصبع، أن البلدية تعمل على تكوين الموظفين من أجل تأهيلهم، مشيرا إلى أن الوضع يعرف تحسنا على مستوى الإطعام بعد أن كانت المدينة تتوفر على مطعم مركزي واحد تابع لمديرية التربية ناهيك عن انعدام تام للنقل والمطاعم، مبرزا أن هذه الاختلالات سيتم التكفل بها تدريجيا، كما أن البلدية لا تتوفر على فئة الطباخين على مستوى مخطط هيكلة الموارد البشرية.
لقمان/ق
