نظمت صباح أمس، مديرية الأمن الولائي والمجموعة الإقليمية للدرك الوطني بقسنطينة عملية تحسيس لفائدة سائقي المركبات؛ تدعوهم إلى التقيد بتدابير السلامة المرورية خلال الاضطرابات الجوية، بعد تسجيل عدة حوادث ناجمة عن الانزلاقات خلال الأيام الماضية.
ورافقت النصر عملية التحسيس التي مست نقطة الدوران الواقعة عند مطلع الطريق الاجتنابي بجبل الوحش باتجاه الطريق السيار شرق غرب، حيث أحياها عناصر الشرطة رفقة أفراد الدرك الوطني. وقد تزامنت العملية بحسب ما لاحظنا مع تكثف الضباب على مرتفعات جبل الوحش، بما في ذلك العمارات السكنية والطريق المؤدية إلى المدينة، والمحاور الأخرى، فضلا عن تشكل طبقة جليدية على طريق المركبات، كما أن بقايا الثلوج ما تزال مترامية على حافتي الطريق بعد أن تصلبت، خصوصا في المناطق الأكثر ارتفاعا، إلا أن العديد من السائقين لم يستعملوا الأضواء الكاشفة ومضادات التكثف مثلما ينص عليه قانون المرور للحيلولة دون انعدام رؤية السيارات.
واستوقف عناصر الشرطة وأفراد الدرك الوطني مجموعة من سائقي مركبات مختلفة، حيث وزعوا عليهم مطويات، في حين تحدث عون شرطة مع سائق شاحنة وطلب منه القيادة بحذر، ورغم تأكيد السائق أنه يحترم القانون، إلا أن عون الشرطة ألح عليه بضرورة التروي في السياقة، في ظل الظروف الجوية السائدة خلال هذه الأيام، كما تحدث عون آخر إلى سائق شاحنة لنقل الوقود، وشدد عليه بضرورة احترام القوانين المرورية والحذر عند القيادة.
وشهدت العملية حديثا بين ضابط للدرك الوطني وصاحب شاحنة لإسعاف المركبات، حيث أوضح الضابط أن الظروف الجوية تتطلب حذرا وحرصا أكبر على تجنب السرعة والتجاوزات الخطيرة في المنعرجات. من جهته، قال سائق الشاحنة إن منطقة جبل الوحش معروفة بمنعرجاتها الخطيرة على مستوى الطريق الاجتنابي، حتى في غياب الضباب والجليد والثلوج، مؤكدا أنه شهد الكثير من الحوادث الناجمة عن العامل البشري بالدرجة الأولى، كما قال إن المنعرجات المذكورة تنطوي على خطورة، ما يؤدي إلى وقوع حوادث بسيطة، لكنها تؤدي بدورها إلى تسجيل «كوارث»، مثلما وصفها.
وذكر نفس السائق أنه تدخل أول أمس لإسعاف مركبة تعرضت لحادث على مستوى منطقة المريج، حيث أشار إلى أنه تحدث إلى السائق قبل وقوع الحادث وطلب منه القيادة بحذر بسبب الجليد، لكن المعني لم يأخذ كلامه على محمل الجد. ومست عملية التحسيس أيضا سائقين من خارج ولاية قسنطينة، كانوا يقودون مركباتهم باتجاه المدينة، على غرار سائق شاحنة، قال إنه قدم من ولاية تيزي وزو وسيقطع مسافة ممتدة على 1500 كيلومتر ذهابا وإيابا، مؤكدا أنه من غير المعقول القيادة بسرعة كبيرة في جبل الوحش.
وأكد لنا الرائد محمد صادق عبادو، مسؤول مكتب الإعلام والاتصال بالمجموعة الإقليمية للدرك الوطني بقسنطينة، تسجيل 5 حوادث مرور خلال الأيام القليلة الماضية، وكانت ناجمة عن الاضطرابات الجوية ضمن إقليم المجموعة، حيث ترتبت عن الانزلاق بسبب الجليد والثلوج، في حين قال النقيب لونيس داود من سرية أمن الطرقات للمجموعة الإقليمية للدرك الوطني، إن الحملة التحسيسية المنظمة بالشراكة مع مديرية الأمن الوطني تأتي تحت شعار «المطر نعمة، فلا تجعله بسياقتك المتهورة نقمة»، مشيرا إلى أنها تحمل برنامج توعية للسائقين لدعوتهم إلى ضرورة التقيد بالسياقة السليمة وتجنب التهور وعدم استعمال الهاتف النقال أثناء القيادة وعدم الإفراط في السرعة.
أما ضابط الشرطة الرئيسي، سليمة دايكرة، من خلية الإعلام والاتصال بمديرية الأمن الوطني بقسنطينة، فأوضحت أن الهدف من الحملة يتمثل في حث السائقين على ضرورة احترام إشارات المرور والتقليل من السرعة، فضلا عن الحيطة والحذر خلال تساقط الأمطار، خصوصا وأن الأمر يتزامن مع فصل الشتاء. وقد شارك في الإشراف على العملية، رئيس خلية الاتصال والعلاقات العامة بأمن ولاية قسنطينة، ضابط الشرطة الرئيسي بلال بن خليفة.
سامي.ح