سجلت مديرية الحماية المدنية لولاية قسنطينة، ارتفاعا في عدد عمليات التدخل لإنقاذ ضحايا الاختناق بالغاز، فيما انخفض عدد الوفيات سنة 2022 مقارنة بـ 2021، بينما عرف شهر جانفي الماضي تسجيل عدد كبير من الضحايا، وقالت المديرية إن السبب الرئيسي للحوادث المسجلة هو انعدام التهوية في السكنات.
وأكد رئيس مكتب التوثيق والإحصاء بمديرية الحماية المدنية بقسنطينة، الرائد بن حرز الله سمير، أمس، خلال عرض الحصيلة السنوية للنشاطات العملية لوحدات الحماية المدنية لسنة 2022، أن السبب الأول الذي أدى للاختناق بالغاز في الفترة الماضية هو انعدام التهوية نهائيا في سكنات الضحايا.
وأضاف المتحدث أن أعوان الحماية عند تدخلاتهم يجدون أن جل الضحايا كانوا في طريقهم لفتح الباب أو النافذة بحثا عن قليل من الأكسجين، مضيفا أنه تم العثور على جل المختنقين على بعد مسافة طويلة من مخارج المنازل سواء كانت أبواب أو نوافذ، إلا أن الغاز القاتل الصامت قد لا يترك للضحية فرصة من أجل السير لخطوة أو اثنتين وذلك حسب نسبة الغاز داخل المكان المغلق.
وأفاد المتحدث، أن هناك أسباب أخرى لحوادث الاختناق منها استعمال أجهزة غازية غير مطابقة، ووضع سخان الماء في الحمام وكذا الموقد «الطابونة»، مؤكدا أنه يمنع منعا باتا استخدام هذه الأجهزة في الحمام مهما كان الغرض.
وواصل بن حرز الله سرد أسباب الاختناقات والتي منها استعمال رشاش المياه المعدني كأنبوب توصيل بالمدفأة أو الأنبوب المطاطي للموقد في نفس الجهاز، كما صادف زجاج مدافئ مكسور، إضافة إلى استعمال طاردة غازات مصنوعة من مادة الألمنيوم، وهي التي تستعمل لطرد البخار، فيما يجب استخدام قناة صلبة مخصصة لهذا الغرض، مبديا تعجبه من إتباع هذه الطرق و وضع الأجهزة بشكل خاطئ رغم أن عددا كبيرا من السكنات كانت فاخرة.
وعاد النقيب للحديث عن الحصيلة السنوية لضحايا الاختناق بالغاز، موضحا أنه تم تسجيل سنة 2022، 161 تدخلا مكن من إسعاف وإجلاء وإنقاذ 196 ضحية من الموت المحقق، فيما توفي 8 أشخاص، مضيفا أنه مقارنة بسنة 2021 فقد سجلت مصالحه زيادة طفيفة في عدد التدخلات إلا أن عدد الوفيات انخفض من 15 إلى 8.
وصرح رئيس مصلحة الوقاية بمديرية الحماية المدنية بقسنطينة الرائد عبد الرحمان لقرع، أن شهر جانفي من السنة الجارية عرف عددا كبيرا من الاختناقات وذلك بسبب البرد الشديد وتهاطل الثلوج ما أدى بالعائلات لغلق كل منافذ خروج الغاز القاتل، مضيفا أنه صادف أن العديد من مداخن العمارات مسدودة، في حين أن الإنسان والنار يستهلكان الأوكسجين في مكان مغلق تماما وبالتالي تنفد الكميات ويتحول الهواء إلى غاز سام، مذكرا أن هذا الغاز لا وجود له في الطبيعة وإنما يتشكل بسبب انعدام التهوية.
وذكر الملازم شبيرة فاتح من خلية الإعلام والاتصال، أن التهوية يجب أن تكون سفلية وعلوية لأن الغازات السامة تتجمع في الارتفاع وتصل للسقف، مؤكدا أن مصالحه لاحظت أن المواطنين يعتمدون على فتحات في الأبواب إلا أن الفتحة وجب أن تكون على مستوى النوافذ. حاتم/ ب
