الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق لـ 15 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

البلدية وعدت بنقل انشغالهم: سكـــــان «تافرنت» يطالبـــــون بإصـــــلاح شبكـــــة التزويــد بالميــــاه

يطالب سكان منطقة «تافرنت» بجبل الوحش في قسنطينة بإصلاح شبكة التزويد بالمياه، حيث يعانون من انعدامها رغم أنّهم يقطنون حول الخزّان المائي الذي جددت القناة الرئيسية الناقلة إليه مؤخرا، كما تسببت المشكلة في تضرر نشاطهم في تربية المواشي والدواجن وكبدتهم تكاليف كبيرة لاقتناء مياه الصهاريج، في وقت وعدهم فيه المندوب البلدي بنقل انشغالهم إلى السلطات الولائية من أجل التكفل بالأمر.
ودخلنا منطقة «تافرنت» عبر المسلك الوحيد المؤدي إليها، حيث استوقفنا حافلة لنقل تلاميذ المتوسط، فأخبرنا سائقها أنها تابعة للبلدية وتقوم بنقل أطفال المنطقة إلى متوسطة مفدي زكريا بجبل الوحش، بينما لاحظنا في الحافلة وجود طفل يبدو في المرحلة الابتدائية، ليؤكد لنا السائق أنه يحمل معه بعض تلاميذ المدرسة الابتدائية عندما يجدهم بصدد السير على أقدامهم باتجاه منازلهم. وأوضح لنا سائق الحافلة أنه يقوم بنقل التلاميذ أربع مرات في اليوم، حيث يعيدهم إلى منازلهم وقت الغداء ويعود بهم إلى المتوسطة ليلتحقوا بالأقسام خلال الفترة المسائية.
وبعد مرور حافلة تلاميذ المتوسط بفترة قصيرة، وصلت إلى مكان تواجدنا شاحنةٌ صغيرة من نوع «جي 5» وكانت مكتظة بتلاميذ المدرسة الابتدائية المسماة حسين شعراوي، حيث أوضح لنا سائقها أنه يتلقى أجر نقل التلاميذ من جمعية أولياء التلاميذ، في حين تصادف تواجدنا في المكان مع تنقل مندوب المندوبية البلدية الزيادية، نوري إريدير، إلى المنطقة، حيث وعد السكان بالعمل مع مصالح البلدية على توفير حافلة ثانية من أجل نقل تلاميذ الابتدائي من المدرسة في ظروف أحسن.
وتقدر المسافة بين مدخل منطقة «تافرنت»، المصنفة كمنطقة ظل تابعة لبلدية قسنطينة، إلى غاية المدرسة الابتدائية بحوالي 3 كيلومترات ونصف، بينما تنتشر منازل السكان عبر عدة نقاط من المنطقة، من بينها بعض المنازل التي يقطن أصحابها غير بعيد عن بداية الطريق المفضي إلى تحصيص جبل الوحش، أي أن أبناؤهم مضطرون لقطع المسافة المذكورة كاملة.  
وقد سرنا لمسافة أربعة كيلومترات على امتداد «الطريق الرئيسي» في منطقة «تافرنت»، حيث لاحظنا وجود صهاريج مياه في جميع المنازل تقريبا وحتى في المدرسة الابتدائية، التي أكد لنا القائمون عليها أن المياه منعدمة بها ويتم تزويدها باستعمال الصهاريج فقط، على غرار جميع المنازل المحيطة بها، التي قام أصحابها ببنائها في إطار صيغة البناء الريفي. وقد لاحظنا وجود خزان خراساني لتوزيع المياه أعلى منطقة «تافرنت»، حيث لا يبعد عن المدرسة الابتدائية إلا بحوالي مئتي متر، بينما يقع على مسافة لا تتجاوز 100 متر من مجموعة أخرى من السكنات الواقعة عند منعطف الطريق المؤدي إلى المدرسة الابتدائية.
وذكر لنا السكان أن قاطني عدد من المنازل الواقعة على الجهة الأخرى من الطريق يستفيدون من التزويد بالمياه، بينما يعاني باقي السكان من انعدام المياه، فضلا عن المدرسة بسبب قدم شبكة الأنابيب المزودة للمساكن واهترائها. وقال أحد السكان إن انعدام المياه يكلفه اقتناء حوالي 5 صهاريج في الشهر، خصوصا في فترات الحر، بتكلفة تعادل ألفي دينار للصهريج الواحد، أي ما يقارب حوالي مليون سنتيم شهريا، في حين نبه أن الحصول على مياه الصهاريج خلال فصل الصيف يصبح أصعب، مع تراجع منسوب المنابع الطبيعية، خصوصا خلال الأعوام الأخيرة التي تضاءلت فيها نسبة تساقط الأمطار.
نقص المياه يؤثر على نشاط تربية المواشي والدواجن
وأسهب سكان «تافرنت» في وصف معاناتهم مع «انعدام» المياه بالإشارة إلى أن المشكلة تعرقل نشاطهم الاقتصادي القائم بنسبة كبيرة على تربية المواشي والدواجن، كما يُلاحظ انتشار أشجار الزيتون وبعض الأشجار المثمرة، لكن المعنيين أكدوا لنا أن مشكلة المياه لا تؤثر على الفلاحة بحكم اعتمادها على الأمطار، على عكس تربية الأنعام.
وقد قام العديد من السكان بحفر آبار في ساحات منازلهم، لكن أحدهم أكد لنا أن البئر الموجودة في حديقة منزله قد نضبت، حيث حفرها على عمق سبعة أمتار وكانت تحتوي على المياه في وقت سابق. وأشار نفس المصدر إلى أنه ينبغي عليه الحفر بشكل أعمق من أجل الوصول إلى المياه في الوقت الحالي، وهو ما اعتبره أمرا مكلفا وغير عملي.  من جهة أخرى، لاحظنا في المنطقة أن أغلب المساكن ما تزال في طور البناء، باستثناء بعض الفيلات التي بدت مكتملة، في وقت يعرض فيه مالكو العديد من العقارات قطعهم الأرضية للبيع، بالإضافة إلى بعض البناءات شبه المكتملة، كما أكد لنا السكان أن أسعار الأراضي غير مرتفعة كثيرا بسبب النقائص التي ما تزال تشهدها «تافرنت»، رغم أنها تقع أسفل تحصيصات جبل الوحش والمحيط الحضري مباشرة.
ويعاني سكان «تافرنت» أيضا من مشكلة انعدام قنوات التطهير وشبكات الصرف الصحي، حيث لاحظنا أن أغلب المساكن متصلة بمطامير تشبه الآبار عن طريق أنابيب كبيرة، حيث ذكر لنا أحد السكان أنه المكان الذي تنتهي إليه مياه الصرف من كل منزل، في انتظار إنجاز شبكة تطهير وفقا للمعايير. وأكد السكان أن الوضع قد تحسن بصورة عامة مقارنة بسنوات سابقة، حيث تم تزويد المنازل بالغاز والكهرباء، باستثناء بعض الذين لم يقوموا بربط مساكنهم بشبكات الغاز بعدُ، في حين لاحظنا أن وضعية الطريق جيدة، باستثناء جزء صغير عند مدخل المنطقة.  وقد وعد مندوب المندوبية البلدية الزيادية السكان بالعمل على نقل انشغالهم بخصوص المياه إلى والي قسنطينة من أجل التكفل بإنجاز الشبكة، في حين أوضح لمدير المدرسة الابتدائية أن مصالح المندوبية تعمل على فتح المطعم المدرسي في أقرب الآجال، كما وعده بأن البلدية ستقوم بتوفير المزيد من المعدات الخاصة بالإطعام في المؤسسة، التي تضم حوالي 100 تلميذ.
سامي.ح

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com