قرر والي قسنطينة، عبد الخالق صيودة، أول أمس، اللجوء إلى سلطة حلول الوالي لتمرير المداولة الخاصة بإعانة قفة رمضان لفائدة حوالي 12 ألف مواطن من بلدية قسنطينة، حيث عزا، يوم أمس، الانسداد الذي حال دون المصادقة عليها في دورتين، إلى «صراعات حول المناصب والمصالح الشخصية»، في حين دعا المنتخبين إلى تغليب المصلحة العامة والوصول إلى توافق لتجنب اتخاذ إجراءات قانونية أخرى بشأن المجلس.
وقال الوالي في تصريح للنصر على هامش إحياء اليوم العالمي للحماية المدنية، أمس، بخصوص الانسداد المسجل على مستوى المجلس الشعبي البلدي لبلدية قسنطينة «إن الدولة تتحمل مسؤوليتها»، مؤكدا أنه اتخذ إجراء سلطة حلول الوالي التي يتم اللجوء إليها في الحالات المماثلة، حتى يتمكن المواطنون من الحصول على منح قفة رمضان.
وأضاف المسؤول بالقول «نتمنّى أن يُحلّ هذا الانسداد»، داعيا أعضاء المجلس الشعبي البلدي إلى تغليب المصلحة العامّة على المصلحة الشخصية، كما قال إنه يتمنى أن يلتقي المنتخبون ويتفقوا فيما بينهم، بينما شدد على أن الإجراءات المنصوص عليها في القانون ستطبق في حال استمرار الانسداد بالمجلس.
وأكد المسؤول أن السلطات الولائية تتمنى ألا تصل إلى الإجراءات المذكورة، لكنه قال «سنلجأ إليها إذا حتموا علينا»، معتبرا أن الوقت الحالي فرصة أمام المنتخبين لمراجعة النفس والتفاهم وتغليب المصلحة العامة وتقديم تنازلات وتحقيق التداول، معتبرا أن كل واحدة من الكتلتين «لا تأخذ بعين الاعتبار إلا مصلحتها الشّخصية»، كما أضاف بالقول «هذا مطلبنا لأن التنمية معطلة في بلدية قسنطينة».
وأشار الوالي إلى أن الميزانية غير منفذة والمشاريع غير متابعة وغير منطلقة، ليؤكد أنه قد حان الوقت ليتخلى منتخبو بلدية قسنطينة عن الصراعات التي وصفها بأنها «حول المصلحة شخصية فقط»، نافيا وجود صراعات حول المصلحة العامة.
وقد تطرق محدثنا أيضا إلى وضعية بلدية قسنطينة خلال زيارته لمشروع تحويل السوق الجواري بجبل الوحش إلى وحدة للحماية المدنية، حيث جاء ذلك خلال استماعه لممثل عن السكان اشتكى من وضعية مشروع ازدواجية الطريق بجبل الوحش ووضعية الحي، وانتقد أداء بلدية قسنطينة رغم تمتعها بموارد مالية كبيرة. وقد وصف الوالي هذا الوضع بعبارة «أموال قارون في البلدية لكنها جامدة».
و اعتبر المسؤول أن الصراعات القائمة بين المنتخبين ضد المصلحة العامة للمواطنين، ليلفت إلى أن 120 مليار سنتيم من ميزانية البرنامج البلدي للتنمية مجمدة، فضلا عن مئات الملايير المجمدة من ميزانية البلدية، في وقت يدور فيه الخلاف بين المنتخبين حول الانتدابات، مثلما قال.
وقد سجل المجلس الشعبي البلدي لبلدية قسنطينة الاثنين الماضي، حالة رفض المصادقة على جدول أعمال الدورة الاستثنائية للمرة الثانية، حيث تضم المصادقة على إعانة الولاية الخاصة بقفة رمضان والمقدرة بـ499 مليون سنتيم، فضلا عن القائمة الاسمية للمستفيدين منها من ميزانيتي البلدية والولاية.
وقد رفض 23 منتخبا المصادقة على جدول الأعمال من بينهم مندوبان بلديان، في مقابل موافقة 19 منتخبا على الجدول وتغيب منتخب واحد، في حين سجل نفس الأمر يوم 30 جانفي عندما رفض 22 منتخبا المصادقة على برنامج الدورة الاستثنائية الذي كان يتضمن إعانة قفة رمضان والقائمة الاسمية.
سامي.ح