تعرف أشغال إعادة الاعتبار لشارعي ديدوش مراد و19 جوان بوسط مدينة قسنطينة، تعثرا بسبب عرقلة تجار ومواطنين للمشروع، بحسب ما يؤكده رئيس البلدية، فيما سجلت العملية انتقادات وجدلا واسعا في أوساط المواطنين، بالنظر لاستخدام مواد يرونها غير ملائمة للمكان الذي تمت تهيئته سابقا بحجارة مستوردة.
ووقفنا، أمس، على تعثر أشغال تهيئة شارعي ديدوش مراد و19 جوان، كما وجدناه في حالة من الفوضى والتدهور، حيث تمت إزالة الطبقات العليا للأرضية السابقة ما حول المكان إلى كتل من الغبار، فيما لم نجد أثرا لمؤسسة الإنجاز، ولاحظنا أنه قد تمت تغطية جزء من مدخل الشارع بالخرسانة المطبوعة التي سرعان ما تدهورت وضعية جزء منها بعد يوم من إنجازها.
وذكر لنا تجار ومواطنون، بأنهم كانوا ينتظرون أن تنجز عملية تهيئة عصرية بدل الحجارة التي تدهورت وضعيتها طيلة السنوات الماضية، لكنهم تفاجأوا بإنجاز مشروع «رديء» بالخرسانة المطبوعة، ناهيك عن عدم ملاءمة الأشغال لطبيعة المكان بحسب تعبيرهم، مطالبين السلطات بضرورة إرجاء دراسة ومشروع يليق بمكانة الشارع الحيوي، والذي يشهد حركية تجارية كبيرة فضلا عن زيارته من مواطنين قادمين من مختلف الولايات.
وأوضح رئيس البلدية، شراف بن ساري، بأن مواطنين يقطنون بالحي إضافة إلى تجار، قد عرقلوا إنجاز المشروع، بل وصل الأمر ببعضهم إلى سكب المياه فوق ما أنجز ما تسبب في إزالة الطبقة العليا للخرسانة، والنتيجة مثلما قال، تدهور وضعيته في اليوم الأول من إنجازه، مهددا باتخاذ الإجراءات في حق كل من يقوم بهذه التصرفات، كما أكد بأن مسؤولي وعمال مؤسسة الإنجاز تعرضوا للتهديد والشتم، بسبب برمجة الأشغال من الساعة الخامسة مساء إلى 11 ليلا.
ولفت بن ساري، إلى أن البلدية تملك صلاحيات غلق الشارع إلى غاية انتهاء المشروع، لكن وحفاظا على نشاط التجار تمت برمجة الأشغال مساء، في حين أن العديد منهم لم يتجاوب مع التسهيلات بل صار مثلما أكد يعمل على عرقلة المشروع ومنهم حتى من رفض ربط محله بشبكة الصرف الصحي، رغم أن المقاولة تكفلت بأشغال الحفر، مؤكدا بأن البلدية لن تمنح أي رخصة للحفر بعد الانتهاء من الورشة، حفاظا على المكان.
وبخصوص نوعية الأشغال واستخدام الخرسانة المطبوعة، أكد رئيس البلدية أنها ملائمة للمكان إذ أنها أكثر متانة كما يمكن إجراء أي أشغال في أي نقطة وإعادتها لوضعها الطبيعي، مشيرا إلى أن المشروع يكلف ما يقارب 2.6 مليار سنتيم، ووجب على المواطنين التعاون مع مؤسسة الإنجاز، حتى يتم بالشكل اللائق، مضيفا أنه وفي حال عدم الاستجابة فإن البلدية ستضطر إلى إصدار قرار بغلق الشارع إلى غاية انتهاء العملية.
وتجدر الإشارة، إلى أن شارعي ديدوش مراد و 19 جوان، قد استفادا من مشروع لإعادة الاعتبار في إطار برامج عاصمة الثقافة العربية، ضمن مجموعة من الحصص المالية للعديد من المواقع بالمدينة التي خصص لها حوالي 50 مليار سنتيم، حيث تكفلت مقاولة محلية بإنجازه بعد أن استوردت حجارة من إيطاليا، لكن سرعان ما ظهرت العيوب به واقتلعت الحجارة من أماكنها، بسبب عبور المركبات ليلا فوقها، في مظاهر شوهت المنظر العام بوسط المدينة لاسيما بعد تساقط الأمطار، كما أثار المكان جدلا لسنوات قبل أن تتكفل البلدية بتهيئته.
لقمان/ق
