عاش سكان عمارة بالشطر الرابع من حي بوالصوف حالة هلع ورعب مساء أول أمس، بعد وقوع تشقق جديد فيها بشكل مفاجئ تسبب في مغادرة العائلات لمساكنها وقضاء الليل خارجها، في حين عاينت مصالح هيئة الرقابة التقنية وديوان الترقية والتسيير العقاري والبلدية وضعيتها، كما تنقل مهندسو المندوبية البلدية وأعدوا تقريرا حولها.
وتنقلنا صباح أمس إلى العمارة المعنية المكونة من المبنيين «س 11» و«س 12»، حيث يضمان 20 شقة، فيما وجدنا عددا من الشبان والكهول المتجمعين أسفل العمارة على الجهة الخلفية المقابلة للطريق الرئيسي للمركبات، وكانوا يتجاذبون أطراف الحديث حول حادثة التشقق المسجل ليلة أمس الأول.
ولاحظنا أن فراغا متسعا يفصل بين المبنيين في المحور الأوسط للعمارة ويمتد إلى غاية قاعدتها، حتى صار بإمكان من يقف مقابله رؤية الجهة الأخرى، فيما أوضح لنا السكان أن الشرخ أخذ يتسع على امتداد سنوات طويلة، لكنهم تفاجأوا حوالي الساعة العاشرة والنصف من ليلة الاثنين بدوي كبير مترتب عن توسع التشقق إلى الجزء السفلي من الفراغ الفاصل بين المبنيين، ما جعل مرتادي المقهى الواقع أسفل العمارة والمحلات التجارية يفرون، بينما أصيب أفراد العائلات القاطنة بالشقق بحالة هلع وهرعوا إلى الشارع أيضا.
وذكر لنا شاب يقطن مع أسرته في الطابق الأخير من أقصى جهة لأحد المبنيين المعنيين بالمشكلة أن أرضية الشقة صارت مائلة بشكل طفيف مثلما لاحظ، مشيرا إلى أن جميع السكان اعتقدوا في البداية أن الأمر يتعلق بهزة أرضية بسبب دوي التشقق، ما جعله ووالدته يفران من المنزل على غرار باقي الجيران معتقدين أن العمارة ستنهار.
ولاحظنا وجود أحجار أسفل العمارة بالقرب من الشرخ الذي يتوسط المبنيين، حيث أوضح لنا محدثونا أنها مترتبة عن استمرار التشقق في التوسع كما أنهم لطالما عانوا من تساقط أجزاء منها فضلا عن بقاء أجزاء عالقة داخل الشرخ وأصبح الجيران يتخوفون من وقوعها على رؤوسهم أو أبنائهم عندما يحلون بالقرب من منازلهم، فيما نبهوا أن الهوة المتسعة في الجهة السفلى لم تكن أكثر من مجرد تشقق بسيط في وقت سابق.
وذكر السكان أيضا أن بعض الجيران عادوا إلى العمارة، بينما ما يزال آخرون خائفين من العودة إلى مساكنهم في الوقت الحالي وتنقلوا إلى منازل أقرباء لهم، مؤكدين أن مصالح الحماية المدنية والأمن الوطني وممثلي السلطات الولائية تنقلوا إلى العمارة بعد الحادثة مباشرة من أجل معاينة المشكلة والاطلاع على وضعية السكان، كما زاروها صباح أمس.
وذكر السكان أن أعوان هيئة الرقابة التقنية وديوان الترقية والتسيير العقاري قاموا بمعاينة العمارة صباح أمس، حيث صعدوا إلى سطحها وأجروا فحصا أوليا لوضعيتها، كما وعدوا السكان باتخاذ مزيد من التدابير لإجراء خبرة تقنية معمقة عليها خلال الأيام الجارية، فيما أكدوا لنا عدم ظهور تشققات في السلالم أو الأدراج أو ما يظهر تزعزعها عن مكانها.
وقد لاحظنا وجود شروخ مماثلة آخذة في الاتساع في عمارات أخرى من الحي نفسه، بينما وجدنا أنها ملتئمة بشكل تام في إحدى العمارات مع وجود مادة عازلة فيها، ليخبرنا أحد السكان أن هذا الالتئام يمثل الوضع الأصلي الذي كانت عليه جميع العمارات في المكان، على غرار العمارة المعنية بالمشكلة.
وتحدثنا إلى مندوب المندوبية البلدية 5 جويلية، الهاني بن نصيب، حيث أوضح لنا أن المندوبية أوفدت مهندسي المصلحة التقنية إلى العمارة من أجل إعداد تقرير بشأن المشكلة لتقوم بإرساله إلى المصالح المختصة، في حين أوضح أن المندوبية قامت من قبل بإعداد عدة تقارير بخصوص وضعية مختلف عمارات حي بوالصوف، وحتى أحياء أخرى تابعة لها، كما أعدت تقريرا شاملا ووجهته إلى مختلف الجهات المعنية. سامي.ح