استحسن مواطنون وتجار تجزئة بقسنطينة نشر قائمة أسعار المواد الفلاحية ذات الاستهلاك الواسع من قبل وزارة التجارة، حيث أصبحت تسمح للمتسوقين بمقارنة المتوسط الوطني مع الثمن المتداول لدى الباعة، في وقت تسجل فيه أنواع من الخضر والفواكه واللحوم البيضاء انخفاضا في أسواق وسط المدينة.
وقمنا بجولة في أسواق وسط مدينة قسنطينة من أجل معاينة أسعار المواد الفلاحية ذات الاستهلاك الواسع التي تنشرها وزارة التجارة يوميا، حيث تفقدنا القائمة أول أمس لمقارنتها مع الأسعار المتداولة لدى الباعة. ولاحظنا في أسواق بومزو وبطو عبد الله وسوق العصر بوسط المدينة أن أغلب الأسعار متقاربة مع السعر المنشور في القائمة المرجعية للوزارة ليوم أول أمس الاثنين، رغم أن سعر بعض الخضر يتجاوز الحد الأقصى، حيث حددت القائمة سعر البطاطا الأدنى بـ41 دينارا وحدها الأقصى بسبعين دينارا، فيما وضعت لها معدلا بـ56 دينار للكيلوغرام، كما اقترحت سعر الطماطم بما بين 86 دينارا إلى 111 دينارا، مع وضع معدل لها بسعر 98 دينارا.
وورد في القائمة التي تنشرها الوزارة أن السعر الأقصى للبصل الجاف لا يقل عن 59 دينارا مقابل 71 دينارا كسعر أقصى، فيما يقع معدله عند 65 دينارا للكيلوغرام، فضلا عن 220 دينارا كحد أدنى للجريوات و249 دينارا كحد أقصى، فيما ضبطت معدلها بـ234 دينارا. أما الخس فقد حددت له سعر 75 دينارا كحد أدنى و95 دينارا كحد أقصى، فيما لا يتجاوز معدله 85 دينارا. وقد عرض البائعون في الأسواق المذكورة الكيلوغرام من البطاطا بما بين 70 و80 دينارا، كما بلغ سعر الجريوات ما بين 260 إلى 280 دينارا، بينما تجاوزت أسعار عدد من أنواع الخضر سقف 140 دينار للكيلوغرام مسجلة تباينا ملموسا مع الأسعار الواردة في القائمة، على غرار الطماطم والجزر، التي وجدنا أنها أقل سعرا في سوق العصر بما بين 20 إلى 30 دينارا مقارنة بسوقي بومزو وبطّو.
وفسر التجار الذين تحدثنا إليهم من السوقين التباين في السعر مقارنة مع سوق العصر باختلاف "الجودة"، حيث أوضحوا أن الأسعار تختلف في أسواق الجملة أيضا، في حين اعتبر رب أسرة كان يتسوق أن الاختلاف عشوائي وغير مبرر. وأوضح محدثنا أنه على اطلاع بقائمة الأسعار التي تنشرها وزارة التجارة لتحديد الأسعار المسجلة في أسواق الخضر والفواكه، لكنه نبه بأنه لا يعتمد عليها بالدرجة الأولى من أجل مقارنة الأسعار في السوق، معتبرا أن الارتفاع الطفيف المسجل في السوق خلال الأيام الجارية أمر معتاد عند انخفاض درجات الحرارة في الفترة الشتوية.
الدجاج بأقل من 35 دينارا مقارنة مع المتوسط الوطني
أما بخصوص أسعار اللحوم البيضاء، فقد لاحظنا أن سعر الكيلوغرام من الدجاج مقدر في سوق بومزو بـ430 دينارا و440 دينارا في سوق بطو، وهو ما يقل بقدر معتبر عن السعر المضبوط في قائمة الوزارة التي حددت سعره الأدنى بـ465 دينارا والأقصى بـ487 دينارا مع معدل لا يتجاوز 476 دينارا، في حين لم يتجاوز لحم البقر المحلي 1750 دينارا في سوقي بطو وبومزو مثلما لاحظنا، وهو ما يعتبر أقل من السعر المتوسط المنشور من قبل الوزارة، حيث وضعت حده الأدنى بـ1674 دينارا وحده الأقصى بـ1934 دينارا، فيما ضبطت سعره المتوسط بـ1804 دنانير.
وتسجل أنواع الفواكه المتداولة في السوق انخفاضا في الأسعار مقارنة بما يرد في قائمة الوزارة، حيث وجدنا بائعا يعرض الموز بـ270 دينارا للكيلوغرام، ليؤكد لنا أن أغلبية التجار في سوق بومزو يعرضونه بالسعر نفسه، موضحا أن الزيادة عن السعر المذكور لا تتجاوز 10 دنانير على الأكثر، في حين وجدنا أن سعره في قائمة الوزارة محدد بما بين 295 و321 دينارا، مع سعر متوسط محدد بثلاثين دينارا، كما وجدنا أن اليوسفي معروض في أسواق المدينة بسعر 130 دينارا للكيلوغرام، بينما يتراوح سعره في القائمة المرجعية بما بين 126 و178، مع تحديد سعره المتوسط بـ152 دينارا.
من جهة أخرى، يعتبر سعر البرتقال ضمن الإطار العادي عند مقارنته بقائمة الأسعار، حيث وجدنا أن سعره يتراوح بين 160 و170 دينارا بين أسواق بطو وبومزو وسوق العصر، في حين حددته القائمة بين 125 و178 دينارا للكيلوغرام مع سعر متوسط لا يتجاوز 151 دينارا، في حين يعرض البائعون أنواعا مختلفة من التمور بأقل من السعر المذكور في القائمة، فقد وجدناها بما بين 240 و250 دينارا في أسواق المدينة، فيما حددتها القائمة بما بين 417 و683 دينارا مع تحديد سعر 550 دينارا كمتوسط لها، إلا أن البائعين الذين تحدثنا إليهم نبهوا بأن بعض الأنواع "ذات الجودة" مرتفعة السعر، حيث تتجاوز 500 دينار.
ولمسنا خلال جولتنا أن أسعار التفاح المحلي منخفضة أيضا مقارنة بأسعار القائمة، حيث تراوح سعره بين 150 و180 و200 دينار لبعض الأنواع ذات الجودة العادية، أين لاحظنا أن حجم الحبة الواحدة منها صغير، فيما ذكر لنا أحد البائعين أن النوع الأفضل منه معروض بسعر 300 دينار للكيلوغرام، فيما وضعت الوزارة في أسعارها حدا أدنى بـ323 دينارا وحدا أقصى بـ517 دينارا، مع سعر متوسط بـ420 دينارا للكيلوغرام. أما أسعار المواد الأخرى الواردة في القائمة، فقد وجدنا أنها ضمن المجال المحدد في القائمة، حيث وجدنا أن سعر الفاصوليا الخضراء مقدر بـ340 دينارا، بينما يتراوح في القائمة بين 305 و352 دينارا، مع سعر متوسط بـ328 دينارا، كما لا يتجاوز سعر اللفت 75 دينارا مع وروده في القائمة بين 62 و79 دينارا.
واستحسن مواطنون تحدثنا إليهم نشر أسعار المواد ذات الاستهلاك الواسع بشكل يومي، حيث ذكر لنا متسوق أنه أصبح يطلع عليها قبل التوجه إلى السوق من أجل اقتناء الخضر، في حين قال بائع إنه مطلع عليها، لكن لا يمكنه التأكيد على إمكانية التقيد بها دائما، حيث نبه بـأن الظروف المناخية وبعض المتغيرات قد تؤثر على السعر، على غرار تكاليف النقل والشحن وصعوبة الجني في بعض الفترات من السنة، مؤكدا أن الثلوج التي هطلت في نفس يوم جولتنا قد أثرت على أسعار بعض المواد أيضا، على غرار الجزر والطماطم التي يقوم الفلاحون بجنيها في فترة متقاربة مع موعد بيعها.
واستحسن بائع آخر تحدثنا إليه نشر الأسعار من قبل الوزارة، رغم تنبيهه بأن المعدلات المنشورة تأخذ بعين الاعتبار المتوسط الوطني، ما يجعل أسعار بعض المواد في بعض الولايات مختلفة بحسبه، "بحكم اختلاف الأسواق التي يتزود منها تجار التجزئة، على غرار تجار سوق بومزو وبطو الذين يتزودون من سوق المنطقة الصناعية بالما"، مثلما قال، لكنه أشار إلى أن وجود قائمة مرجعية سيخلص التجار من انتقاد الزبائن لهم حول رفع الأسعار بحيث تصبح الأمور واضحة، معللا بأن أسعار الخضر والفواكه في محله لا تختلف كثيرا عن القائمة التي تنشرها الوزارة، "ويمكن لأي زبون لديه أن يطلع عليها ويقارن بنفسه"، مثلما أضاف.
وقد سألنا البائعين والمواطنين عن الوسائط التي يطلعون منها على قائمة أسعار الخضر والفواكه، فأجمع من تحدثنا إليهم بأنهم يتابعونها من خلال الصفحات التي تعيد نشرها على منصة "فيسبوك" بالدرجة الأولى، وبعض شبكات التواصل الاجتماعي الأخرى، أو من خلال الصفحة الرسمية لوزارة التجارة، فيما لمسنا في حديثنا مع متسوقين وباعة آخرين بأنهم ليسوا على اطلاع عليها رغم أن بعضهم أوضحوا لنا بأنهم سمعوا عنها.
ولم تسجل الأسعار المرجعية التي تنشرها وزارة التجارة أول أمس اختلافا كبيرا مقارنة بيوم أول أمس، حيث استقرت البطاطا في المستوى نفسه، بينما عرفت الطماطم زيادة خفيفة بحوالي دينارين واللفت بدينار واحد، فيما تراجع سعر الثوم الجاف بستة دنانير وغيره من المنتجات التي عرفت تراجعا أيضا على المستوى الوطني، بحسب المصدر نفسه.
سامي .ح