عبّر أمس، وفد من سفارة جمهورية فيتنام بالجزائر عن الاهتمام بالاستثمار المشترك في مجال الصناعة الصيدلانية وقطاعات اقتصادية أخرى بولاية قسنطينة، حيث استعرض سفير جمهورية فيتنام ومرافقوه مجموعة من المنتجات الفلاحية والطبية المنتجة في بلادهم أمام أعضاء الغرفة الولائية للصناعة والتجارة «الرمال»، فيما تبادل الطرفان المقترحات حول التعاون في مجال السياحة وتبادل الخبرات.
والتقى أعضاء غرفة التجارة والصناعة «الرمال» بولاية قسنطينة بسفير جمهورية فيتنام الاشتراكية بالجزائر، السيد تراك كوك كانه، حيث تحدث عن عمق العلاقات التي تربط البلدين في الماضي والحاضر، كما ذكر أن العديد من المتعاملين في مجال السياحة ببلاده مهتمون بالتعامل مع الجزائر، بينما أكد رئيس غرفة التجارة والصناعة، العربي سويسي، أن فيتنام تحظى بتقدير كبير في الجزائر، معتبرا أن التعاون بين فيتنام والجزائر يمكن أن يوسع ليبلغ آفاقا بعيدة. وعاد الطرفان إلى الحديث عن قطاع السياحة، حيث أوضح عضو الغرفة، عز الدين بولفخاد، أن قطاع السياحة في الجزائر بحاجة ليد عاملة مؤهلة وعقد شراكات، مستعرضا المقومات السياحية، كما اعتبر بأن قسنطينة تحوز مقومات سياحية كبيرة يمكن استغلالها.
وذكر سفير فيتنام أن بلاده تعتبر وجهة سياحية عالمية أيضا، حيث يرتقب أن تستقطب 20 مليون سائح مع نهاية العام الجاري، في حين تحدث عضو الغرفة سالمي مبروك عن قانون الاستثمار الجديد في الجزائر، متسائلا عن سبب عدم استثمار الشركات الفيتنامية في الجزائر، حيث نفى السفير وجود أي سبب بين البلدين يحول دون قدوم مستثمرين فيتناميين للاستثمار في الجزائر أو العكس، لكنه قال إن الصعوبة كامنة في النظام البنكي، إلا أنه أكد أنه تقدم بمقترح للحكومة الفيتنامية من أجل دراسة إمكانية التعاون بين الجزائر وفيتنام في القطاع المالي أو بين البنكيين الوطنيين للبلدين من أجل تطوير الاستثمار بين رجال أعمال البلدين.
من جهته، أكد رئيس الغرفة أن إنشاء مجلس أعمال جزائري فيتنامي سيساهم في تعزيز التعاون وإيجاد حلول للصعوبات المطروحة على المستوى البنكي، حيث اعتبر السفير بأنه مقترح مهم، مشيرا إلى وجود لجنة حكومية مشتركة بين البلدين، في حين قال إن فكرة إنشاء مجلس أعمال جزائري فيتنامي مرحب بها وتمت مناقشتها من قبل، متعهدا بنقل مقترح رئيس الغرفة للفاعلين في مجال الاستثمار بخصوص إنشاء مجلس أعمال مع الغرفة.
واستعرض مرافقو السفير منتجا صيدلانيا فيتناميا يعمل على تعزيز المناعة، حيث أكدوا أنه يعتمد على مواد طبيعية بشكل كامل، مشيرين إلى إمكانية تصنيعه في الجزائر بالشراكة مع مستثمرين أو مصنعين في مجال الصناعة الصيدلانية، كما أكدوا أن الشركة المنتجة له في فيتنام مستعدة لتوفير عينات منه من أجل الاختبار، فضلا عن مختلف الوثائق والمقالات المنشورة الخاصة به. وقال المصدر نفسه إن النبات الذي استخلص منه هذا العلاج موجود في فيتنام، بينما شرح أن عرضه في اللقاء يأتي تماشيا مع الطبيعة الاقتصادية لولاية قسنطينة التي تتوفر على نسيج مهم في مجال الصناعة الصيدلانية.
وقدم الوفد المرافق للسفير بعض المنتجات الفيتنامية، مثل الحلويات والقهوة، حيث أكد السفير على أن الاستثمارات في المجال الفلاحي ذات أهمية كبيرة في فيتنام، في حين تساءل أحد أعضاء الغرفة عن طبيعة التكنولوجيا والأنماط المتبعة في مجال البناء في فيتنام، ليؤكد له أحد مرافقي السفير بأن شركات البناء الصينية توظف عددا معتبرا من المشرفين الفيتناميين في المشاريع التي تنجزها الجزائر.
وشارك في اللقاء نائب رئيس جامعة عبد الحميد مهري بقسنطينة المكلف بالعلاقات الخارجية والتعاون، الدكتور نذير عزيزي، حيث طرح آفاق التعاون مع الجامعات الفيتنامية في مجال الشركات الناشئة والذكاء الاصطناعي والمعلوماتية والتخصصات الاقتصادية، خصوصا أن جامعة قسنطينة 2 تتوفر على كلية للتكنولوجيات الحديثة للاتصال وكلية للعلوم الاقتصادية والتجارية، بينما أوضح السفير أن آفاق التعاون مفتوحة في ظل وجود العديد من الجامعات الفيتنامية التي تحقق مراتب متقدمة في عدة مجالات، كما أوضح أن تبادل المتربصين والتكوين المشترك في مجال السياحة الذي طرحه أعضاء الغرفة الآخرين يمكن تجسيده ضمن التعاون بين مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي أيضا، بالإضافة إلى إمكانية تبادل الخبرات في مجال تربية الأسماك بالمياه العذبة وغيرها.
واختتم اللقاء بطرح مقترحات لتعزيز تبادل السائحين بين البلدين وتنظيم رحلات لفائدة المستثمرين ورجال الأعمال الجزائريين إلى فيتنام، حيث أكد رئيس غرفة «الرمال» على ضرورة إبرام توأمة بين ولاية قسنطينة ومدينة فيتنامية.
سامي.ح